(85 عاماً،9 مرشدين) رحلة الجماعة إلى السلطة شاخت خلالها الجماعة وأصابها ما أصابها من التعب والاعياء .. انهكتها حملات المطاردة والاعتقالات .. لم يسعفها الوقت لتلتقط أنفاسها وترتب أوراقها سواء على مستوى البناء التنظيمي لها أو على مستوى الرئاسة ومؤسسات الدولة.. وكانت الأرضية الرخوة والزلقة التي أسقطتها أرضاًً بسرعة قصوى علاقتها شبه المفقودة والهشة مع المؤسسة العسكرية، والمؤسسات الإعلامية، والأدباء ، والمفكرين ، والسلطة القضائية .. اذ لم يكن كافياًً أن يصل مرشحها إلى رئاسة جمهورية مصر العربية لكن كان الأهم أن يتمكن من الاحتفاظ بموقعه وتعزيز حضوره وحضور جماعته في دولة المؤسسات التي لم تكتمل بعد..في هذه الوضعية لم تكن جماعة الإخوان أكثر من ظاهرة صوتية حينما افتقدت الجناح العسكري القادر على تأمين احتفاظها بالسلطة حتى دورها كظاهرة صوتية عجزت عن مجابهة الترسانة الإعلامية المضادة ..فشلت الثوره ، وفشلت الديمقراطية الوليدة في مصر والفضل يعود في ذلك إلى جماعة الإخوان الذين لم يتمكنوا من حماية الديمقراطية نتيجة تنكرهم المبكر لشركائهم في ثورة 25 يناير ومحاولة الانفراد الغبي بقيادة البلاد فتآكلت شعبيتهم أمام تزايد شعور المواطن المصري بخيبة الأمل والاحباط في زمن قياسي لم يتجاوز العام الواحد من حكم رئيس الجمهورية الإخواني الذي بدا هشاًً وضعيفاًً وغير قادر على السيطره .ليست مصر وحدها التي تعاني من هذا الفشل لكن تونس وليبيا أيضاًً تعيشان حالة الترنح في ثنايا القائد المحكوم بعقلية الكهنوت أو المرشد الذي لا يزال عاجزاًً عن تقديم البديل الأفضل لسابقه، وسيظل عاجزاًً بحكم تكوينه ، وفكره ، وتركيبته ، ورفض الشارع له .. الشارع العربي الذي خرج إلى الساحات بحثاًً عن الأفضل لا من أجل العودة إلى الوراء عشرات السنين ، بحثا عن التمكين للشباب والنساء لا من أجل المزيد من البطالة والاقصاء.ان حالة التخبط التي تعيشها جماعة الإخوان سواء في استحضار تاريخها العدائي للزعيم جمال عبدالناصر أو في توسيع دائرة عدائها للقوى والاتجاهات الليبراليه والعلمانية جعلها تحشر نفسها بنفسها في زاوية تلقي الضربات المتتالية من الخارج والداخل .. اذ لا يكفي أن تطلق الهتافات بسقوط الانقلاب ، وتبالغ في الاعتصامات والمسيرات والمظاهرات لتستهلك ما تبقى لها من جهد في اقناع الآخرين بأن ما حدث لها انقلاب في الوقت الذي يعرف الجميع أنه انقلاب ثوري وتفويض شعبي طارئ فرضته حالة الجمود ـ فخلع الرئيس والمرشدـ ومن معه من القيادات التي شاخت وهرمت رافضة أن تتيح فرصة القيادة حتى للدماء الشابة في اطارها.. انقلاب ايجابي ليعيد من جديد الاعتبار لمكانة مصر كدولة ، وشعب ، وقوات مسلحة تأبى أن تتقزم أو تختزل في عقليات ذلكم النفر الذين يحتكرون كل شيء حتى الدين والوطنية والتاريخ والجغرافيا .. ولا يعترفون بالفنون والآداب والتراث والثقافة والابداع .ان الإخوان لا يتعلمون من دروس الماضي وليس لديهم الاستعداد لاستيعاب الحاضر لسبب بسيط أنهم يعتقدون خطأ أنهم فقط من يدينون بالإسلام ويفسرون مفاهيمه بالطريقة التي يعتقدون .. انهم يهللون ويكبرون ولا يستمعون تهليل وتكبير الآخر لأنهم يعتبرون الآخرين أياًً كانوا شياطين بينما هم الملائكة.
|
آراء
الإخوان .. والانهيار المبكــر
أخبار متعلقة