بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد ركز احد خطباء مساجد مديرية المعلا في خطبته ليوم الجمعة على ضعف وفتور وقلة حماس الناس في الاقبال على طلب العلم والتعلم ووضح الاسباب والمسببات والدوافع التي جعلت الناس لا يهتمون كثيراً بالتحصيل العلمي مع أن ديننا الإسلامي يحثنا من أول كلمة نزلت في القرآن الكريم على القراءة والتعلم وان مرتبة طالب العلم والذي يعلم مرتبة عالية وان قيمة الإنسان في مدى ما يملكه من علم ومعرفة فقد أسجد الخالق العظيم ملائكته لآدم أبي البشر لانه يعلم الاسماء بينما الملائكة قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا . لقد تفوقت الدول غير المسلمة على الدول التي تتمسك بالتدين المغشوش بسبب الأخذ بأسباب العلم والمعرفة والتقدم العلمي والتكنولوجي وصرف مليارات الدولارات على مراكز الابحاث العلمية والتكنولوجية وقد ذكرنا هنا التدين المغشوش أو المزيف حتى نستطيع التفريق بينه وبين الدين الصحيح الذي يأمرنا بطلب العلم والتعلم وطلب المزيد من العلم والمعرفة مصداقاً لقول الله عز وجل لنبيه في قرآنه (وقل رب زدني علماً) وقال عز من قائل: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) والحديث طويل في الإسلام عن الحث والحض على العلم والتعلم ولكن نقول كما قال الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه: (ما أكثر العبر وما اقل الاعتبار ..) فاليوم نلاحظ ان الناس لا يبحثون العلم إلا من اجل الحصول على الشهادة التي يمكن بها الحصول على وظيفة ولا يهم أن كانت هذه الشهادة قد حاز عليها الطالب عن طريق مجهوده الشخصي أو عن طريق الغش أو عن طريق واسطة أو وسيط أو سمسار أو مجاملة من معروف. وهذا السلوك يفرز لنا جيلاً فاشلاً خاملاً كسولاً متطفلاً على الغير ليس لديه روح المبادرة والابداع والاكتشاف ولا يعرف روح المغامرة والثقة بالنفس وتجربة الوقوع في الصواب أو الخطأ ولا يمكن ان يستفيد منه المجتمع في المستقبل لأن فاقد الشيء لا يعطيه ولا يخرج سلوكه هذا عن الكذب والخداع والزيف والتزوير والنفاق الاجتماعي والوصولية وإدعاء ما ليس له زوراً وبهتاناً والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زوراً كما ورد في الأثر.لقد اضاف ذلك الخطيب في خطبة الجمعة تلك بأن مدينة عدن كانت هي الرائدة في العلم والتعليم كانت منارة لمن أمها وقصد التعلم فيها وسباقة في نشر العلم إلى أطراف الجزيرة العربية واليوم نندب حظنا لان جيلنا اليوم لا يهتم بالعلم ولا بالتعلم إلا من أجل اغراض آنية أو مصلحية ضيقة وليس من أجل الاستنارة والتقدم ورفع الجهل والتخلف والاحساس بأن قيمة الانسان في مدى ما يعرف ويملك من علم وتقنية ومعرفة تنفع البلد والوطن والمجتمع والناس وتجعل من الوطن في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة والمزدهرة.ان الدول المتقدمة تتسابق اليوم في الدراسات والابحاث التربوية والتعليمية لوعيها بأهمية هذه الابحاث والدراسات في بناء الإنسان وتطوره العقلي والنفسي والاجتماعي والبدني والرياضي والعلمي والمعرفي والسياسي .. الخ .. أما عندنا فنحن شعب لا نقرأ ولا نبذل جهداً في تنمية قدراتنا العلمية والمعرفية لدرجة احتقار من نراه يقرأ كتاباً وانه انسان عاطل عن العمل والدليل انه يقرأ كتاباً من أجل تضييع وقته وقتل فراغه وهذا ما جعلنا في قائمة الدول المتهافتة على ما تجود به علينا الدول المتقدمة من منح وقروض ومساعدات .. وان قرأنا فاننا لا نطبق ما قرأناه لعدم ايماننا بجدوى قيم العلم والمعرفة مع ان قرآننا الكريم يدعونا لتطبيق ما نقوله ونعتقده ونؤمن به حتى لا تزدوج شخصياتنا وتراوح بين ما نقول وبين ما نفعل في مفارقة عجيبة تدل على تناقض هذه الشخصيات وكان ينبغي ان يكون تحصيلنا العلمي والمعرفي بمثابة الحافز الذي يدعونا إلى تطوير انفسنا ورفع مستواها والرقي بها إلى مستوى الانسان المدني الكامل البعيد عن العقد النفسية والامراض المعنوية أو القلبية كالحسد والحقد والكراهية والجهل والتخلف والدوران حول النفس الضعيفة الامارة بالسوء.سيقول البعض بان تكاليف التعليم والدراسة فوق طاقة بعض أو غالبية أولياء الأسر التي لا تستطيع الاهتمام بالتحصيل العلمي والدراسي لأبنائها وبناتها وهنا يأتي دور الدولة المسؤولة على هؤلاء والعمل على مساعدتهم وتشجيع ابنائهم على الاقبال على التحصيل العلمي حتى لا نصنع للمستقبل اجيالاً متخلفة تشكل عبئاً على الدولة وعلى الوطن.
أخبار متعلقة