استطلاع / فردوس جارز أصبحت الأسواق الشعبية الملاذ الأخير الذي يمكن أن يلجأ إليه أغلب المواطنين الفقراء وذوو الدخل المحدود، ويعزى ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها المجتمع، إذ إن الأسواق الشعبية باتت تلبي احتياجات أكبر عدد ممكن من المواطنين وبأقل الأسعار.. فهذه الأسواق تتناسب مع دخلهم ورواتبهم بشكل عام، أما الفائدة التي تحققها هذه الأسواق فلا تنعكس على المستهلك فحسب بل على التاجر أيضاً، هناك المولات والمجمعات الكبيرة جاءت كذلك لتوفر الاحتياجات المتعددة لبعض شرائح المجتمع، وتتمتع بميزة تواجد كل الاحتياجات تحت سقف واحد كما تمتاز بالمكان الهادى s والراحة من حيث التكيييف وغيرها من وسائل الراحة والخدمة وهذا ما لا نجده في الاسواق التقليدية التي غالبا ما تكون مفتوحة على الهواء الطلق تحت الشمس والحر والبرد والغبار وغيرها ومع ذلك نجد في الاسواق التقليدية ما لا نجده في المجمعات كالمنتجات التقليدية والحرفية والاشياء القديمة والمنتجات الاصلية وبهذا الشان استطلعنا آراء عدد من المواطنين .. فإلى ما قالوه . مشاريع ربحية بشير الضرعي قال: المولات التجارية بدأت تؤثر ولو بشكل طفيف على الأسواق الشعبية القديمة ويتأكد هذا الطرح من خلال التزايد الملحوظ لهذا النوع من الاسواق التي ربما وجد فيها المستثمرون ضالتهم ؛ كونها مشاريع ذات ربحية جيدة ومضمونة.وأضاف أما بالنسبة للأسعار فهي تستخدم - إن جاز لنا التعبير - طعماً للمستهلك من خلال التخفيض في بعض المواد وتعويض الفارق في أسعار مواد أخرى،ولعلها بهذا الأسلوب تقدم تخفيضات وهمية لكن أبرز إيجابياتها من وجهة نظري أنها توفر كل متطلبات الأسرة في مكان واحد بالإضافة إلى توفير ميزة التسوق العائلي ، في المقابل يُعاب عليها طرح منتجات بجودة منخفضة يُقبل عليها المشتري لسعرها الرخيص.هي الأساس هناء جميل القدسي- تقول: وجود المولات التجارية قلل بنسبة متوسطة من نشاط الاسواق الشعبية القديمة ويلجأ الكثيرون اليها لتواجد كل الاحتياجات فيها وسهولة التنقل ومعرفة الاسعار بما يتناسب مع الاختيارات المناسبة واخذ الوقت الكافي لاتخاذ قرارات الشراء عند البعض . وأضافت: تظل الاسواق الشعبية هي الاساس خاصة لاصحاب الدخل المحدود الذين يرون في المولات ارتفاعا بأسعار الملابس والاحتياجات الاخرى كونها ثابتة .وفرت الوقت يرى مارب الورد:إن السوبر ماركات أو المولات الكبيرة وفرت على المستهلك الوقت في البحث عن احتياجاته من السلع والمواد الغذائية بدلا من الذهاب للأسواق هنا أو هناك،وبإمكان أي مواطن يريد سلعة معينة أن يختصر الطريق ويزور مركزاً تجاريا في حارته بعدما أصبح متوفراً ومنتشرا في أكثر من مكان وأخذ متطلباته وبأسعار أحيانا أفضل من الأسواق على الأقل من حيث الجودة والصلاحية.يضيف الورد: تزداد حاجة الناس أكثر لمثل هذه المراكز في المناسبات الدينية كالأعياد ورمضان، والتي يكون الطلب فيها مرتفعا والاستهلاك كبير ايضا وهو ما توفره له هذه المراكز وتتيح له حرية الاختيار مع توفير البدائل.واستطرد بالقول :ما يؤخذ على هذه المراكز انها لا تقدم اسعارا بديلة عن الاسواق والمحلات الاخرى وحتى التخفيضات التي تعلن عنها وبالذات في رمضان تكون غير حقيقية واذا وجدت فلا تعدو عن كونها تخفيضات بسيطة وبسلع محدودة جدا.كما يقول الورد يتعين على القائمين عليها ان يراعوا مستويات دخول الناس ويكتفوا بارباح محدودة على ان تكون هناك هدايا رمزية خاصة اذا اشترى المستهلك بمبلغ كبيراً ويتم رعاية مسابقات للاسر في ليالي رمضان حتى تكون شريكة في تحقيق احتياجات الناس غذائيا وترفيهيا.ازدياد الإقبال تنظر وفاء صالح الريمي كما ان المولات المتزايدة أثرت على الأسواق الشعبية فهي استطاعت أن تستهدف الطبقة المتوسطة اقتصاديا بما قدمته من ميزات، فهي تحتوي على كل شيء قد يحتاجونه بما تقدمه من عروض وبالتالي زاد الإقبال عليها .طراز خاص يقول عبدالسلام محمد المسوري: الأسواق الشعبية طراز خاص ونكهة لا تتوافر في المولات ، واستطاعت المولات أن تجذب الطبقة المتمكنة ماديا في المجتمع بينما الأسواق الشعبية ما زالت تسيطر وبقوة على الطبقة المتدنية ماديا في المجتمع وجزء غير يسير من الطبقة المتمكنة .يرى المسوري أن الأسواق الشعبية توفر للمستهلك البسيط مقومات غير متوفرة في المولات خصوصا مثل تلك المقتنيات الشعبية ذات الطراز الشعبي التاريخي والفلكلوري، وتواجد الأسواق الشعبية الكثيف جعلها متصدرة قائمة التسوق فيما تواجد المولات البعيد عن أوساط المدن أحيانا وبعض المناطق المزدحمة أحيانا جعلها وجهة لجهات محددة من المجتمع.وأوضح أن المستهلك البسيط استفاد على كل حال سواء من خلال الأسواق الشعبية التي كانت وما زالت وجهته الرئيسية واستفاد ايضا من المولات الكبيرة في توفير بعض متطلبات الحياة التي لا تتواجد في الأسواق الشعبية وخصوصا إذا ما كانت أسعارها منافسة ومناسبة.أقل سعراً يقول عبدالله راجح :هنا تكون المقارنة من حيث الطبقة الاجتماعية والجنس رجالاً أو نساء فأغلب المواطنين اليمنيين بطبيعتهم البسيطة يفضلون ان يشتروا من الاسواق الشعبية لإعتقادهم أنها أقل سعراً ومحلات مألوفة ما عدا الناس الاكثر ثراء والنساء يحببن الشراء من المولات .وأضاف : «الشباب» يحب ان يشتري احتياجاته من المولات بعكس كبار السن لهذا مازال للاسواق الشعبية في اليمن عملاؤها ولا يتغير السعر خصوصا في المناسبات كمناسبة رمضان والاعياد .مكان واحدوفاء الشوافي تعتقد ان المولات حدت وبشكل كبير من نشاط الاسواق الشعبية والسبب في هذا يعود الى ان المول يوفر كل متطلبات ومستلزمات المستهلك في مكان واحد من اغذية وملابس وادوات تجميل وغيرها بعكس الاسواق الشعبية التي تحصر المستهلك بسلعة واحدة بمكان واحد.مجتمع يبحث عن الكم ويعلق جميل المقرمي : مراكز التخفيضات فعلا قللت من انتاج الأسواق الشعبية وبالذات في المناطق الساحلية لتمتع المولات بتبريد مركزي وكهرباء بديلة لكهرباء الدولة المنطفئة على طول .ويضيف . نحن في مجتمع فقير يبحث عن الكم وليس الكيف ويبحث عن التقليد وليس المحافظة على مورثاته وعاداته .لكل مكان مستهلك ويقول نضال البحري : المولات لا دخل لها في التقليل من الاسواق الشعبية لأن لكل مكان مستهلكيه ولن تؤثر المولات على الأسواق الشعبية ، ونظراً للزيادة والتوسع في عدد السكان فالمولات لاتقضي على رواد الاسواق الشعبية ، ولا يمكن أن تقضي أو تؤثر على بقائها هناك تأثير ولكن بنسبة قليلة ليس لدرجة الخطر لأني كمستهلك يمكن أن ازور المولات لكن بالمقابل لايمكن أن اتخلى عن الاسواق الشعبية. , ويرى البحري ان النساء اكثر شرائح المجتمع تفضيلا للمولات لا أدري ماهو السبب ربما لوجود أكثر من صنف في مكان واحد .ويقول البحري :الأسعار بالنسبة لي كمستهلك عادي لاتناسبني وتعتبر شريحة المستهلكين العاديني شريحة واسعة في المجتمع وخاصة عندما أرى اعلاناً في أحدى الصحف عن تخفيضات في أحد المولات فأذهب وعندما اقوم بشراء بعض الحاجات أتفاجأ بأن السعر غير ماهو موجود في اعلانات الصحف .ويقول عبد الرحمن الماوري :صحيح ان عدد المولات زاد في اليمن ولكن لم يؤثر على المستهلك البسيط وذلك بسبب انها تستهدف فئة معينة من الناس ( المتوسطة والاعلى ) اما المستهلك البسيط فمازال يشتري من الاماكن البسيطة وهذا دليل على ان هذه الاماكن مازالت مستمرة بنفس العدد . ويصنف الماوري المجتمع الى شريحتين من حيث الاوضاع الاقتصادية الشريحة المتوسطة والاخرى الشريحة الغنية فالأسعار تؤثر على الاولى اما الاخيرة فهي لاتتأثر بالظروف الخارجية .تخصصية يقول محمد علي الشهاري : مع قرب حلول شهر رمضان المبارك تنتشر وبشكل لافت ظاهرة نزول الأسر الى الأسواق لشراء احتياجاتها الرمضانية والكثير من الأسر تفضل شراء حاجيات العيد من ملابس وادوات منزلية وخلافه قبل شهر رمضان ظناً منها ان الاسعار تكون اقل مما هي عليه في شهر رمضان وخاصة قرب العيد حيث ترتفع الاسعار بشكل جنوني وتغيب الرقابة الرسمية غياباً تاماً .ويضيف الشهاري : في اليمن وخلال السنوات القلية الماضية انتشرت في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الرئيسية الأسواق الكبيرة أو السوبر ماركت او المولات كما يحلو للبعض تسميتها ، وانا اراها ظاهرة صحية كونها تزيد من مجال المنافسة لتقديم الأفضل للمستهلك اليمني الذي هو بطبعه يبحث عن الأجود والأفضل .يقول الشهاري : هذه الأسواق الميزة الجميلة التي فيها انها تخصصية فمنها من يقدم المواد الغذائية ومنها من يقدم الملابس ونتيجة لإنتشارها فأنا اراها خدمت المستهلك اليمني بشكل كبير، فهي تقدم له كل ما يريده تحت سقف واحد ووفرت عليه عناء التنقل من مكان لآخر بحثاً عن احتياجاته الرمضانية او حتى في الايام العادية ، كما انها تقدم معروضاتها بأسعار متفاوتة وفي متناول يد المستهلك ولاتختلف أسعارها عما تقدمه الاسواق الأخرى .ويرى الشهاري ان هذه الاسواق رغم انتشارها والخدمات التي تقدمها والاقبال الكبير عليها الا اني اجزم انها لم تستطع سحب البساط من تحت الاسواق الشعبية التي لازالت محافظة على زبائنها والاصناف التي تبيع فيها تحظى بقبول كبير من قبل المستهلكين وخصوصاً القادمين من الريف الذين يقصدون هذه الاسواق الشعبية قبل رمضان بأعداد كبيرة واسواق صنعاء القديمة خير شاهد على ما اقول .عموماً انتشار « المولات» إضافة الى الاسواق الشعبية كلها تتنافس لخدمة المستهلك وكل يتسابق لتقديم الافضل له والمستهلك دائما يبحث عن الاجود والارخص ومن يمتلك هذه المعادلة اكيد سيفوز برضى المستهلك اليمني.بدائل متعددةموسى المقطري يقول :بالتأكيد ظهور المولات الكبيرة جدد في سلوك المستهلك واستطاع أن يضيف معاني جديد للتسوق ، ففيها تتعد الخيارات ويستطيع المستهلك التخلص من عناء التفاوض على أسعار السلع وخاصة أسعار الملابس التي يشكل التفاوض مهارة أساسية للمستهلك ليستطيع شراءها.استطيع كمستهلك في المولات الكبيرة أن أجد بدائل متعددة من الماركات ،للسلعة نفسها وحين تتعد أمامي الخيارات بالتأكيد سأختار ما يتناس مع قوتي الشرائية واستطيع أن احدث توازناً بين الجودة والسعر , وهذا ما افقده حين اشتري من المحلات الصغيرة ( البقالات ) أو معارض الملابس التقليدية التي تقدم بديلاًواحداً في الغالب ولا تتعدى البديلين في كل الأحوال .ويضيف : مع كون الأسواق الشعبية جزءاً من السلوك الذي لا يمكن التخلص منه في الوقت الحالي على الأقل لكن ينبغي على الجهات المشرفة على الأسواق أن تتولى مراقبة السلع وصلاحيتها للاستهلاك ، كما تتولى تنظيمها والخروج من فوضى الازدحام الذي تشكله هذا الأسواق ويعد تواجد المولات داخل المدن احدى وسائل الحد من فوضى الاسواق الشعبية .في المولات رغم فخامتها وتعدد البدائل وتوفر كل السلع تحت سقف واحد تظل أسعارها عادية وربما منخفضة عن الأسعار في الأسواق والمحلات التقليدية.يقول المقطري :استطيع في المولات أن استفيد من وقتي الذي سأقضيه في التنقل بين الأسواق لجمع الاحتياجات والسلع وقد اذهب لمسافات طويلة لأجل صنف أو سلعة واحدة وهذا ما يكفيني عنه توفر هذه المولات والتي ستجعل وقتي ثمينا أكثر .كما اطمئن أكثر لصلاحية السلع في المولات الكبيرة لأنها تسهل رقابتها بالإضافة إلى أن البيع الدائم وازدهار النشاط يمنع تكدس السلع لفترات طويلة وتعرضها لخطر انتهاء فترة الصلاحية .ويختم المقطري تعليقه بالقول : مع كل المزايا التي تتميز بها المولات الكبيرة الا أني اشدد على الجهات المنوط بها رقابة السلع والصلاحية وظروف البيع والتخزين أن تتواجد بقوة في هذه الأماكن وتكون لها بصمتها ليشعر المستهلك بالاطمئنان لما توفره هذه المولات .أسعارها تقتل بسام الحميدي يرى ان المولات اصبحت اسعارها تقتل الفقراء في اليمن وخصوصاً بعد غياب الملابس المحلية والشعبيةو اصبح التجار يذبحون المواطن البسيط من الوريد الى s الوريد وذلك بعد استيراد البضاعات الصينية واختلاف الموديلات بأسعار شبه جنونية .ويقول إن صناعة الملابس المحلية والشعبية تدهورت واصبح انتاج الملابس الشعبية والمحلية ضعيفاً ولا فقط يطلبها السياح وعاشقو التراث اليمني .
|
المجتمع
هل المولات في اليمن قللت من الإقبال على الأسواق الشعبية ؟
أخبار متعلقة