لم تزل المقولة الشهيرة : (أعطني صحيفة أعطيك شعبا) بحاجة الى دراسة متعمقة وندوات تقييمية من قبل ذوي الاختصاص في الشأن الاعلامي والسياسي لتبرهن تلك المقولة التاريخية ـــ التي اطلقت في عهد الثورات التحررية في العالم أجمع في القرن 19 وحتى مطلع القرن 21 واليمن جزء لايتجزأ من تلك الثورات العربية حيث خرجت الثورة في الشمال من عباءة الائمة وفي الجنوب من احتلال بريطاني جثم على الجنوب لأكثر من129 عاما ــــ ومع كل الاحداث والارهاصات التي شهدتها عواصم عربية منذ مطلع العام 2011 فيما سمي بـ (ثورات الربيع العربي) وانتصارواخفاق بعض الثورات في تحقيق اهدافها وهدوء الشعوب تارة وهيجانها تارة أخرى في الضغط على الحكومات والسلطات التي جاءت على انقاض تلك الثورات لتصحيح مسارها وتعد ثورة 25 يناير المصرية نموذجا فريدا من حيث صحوتها وسرعة الشارع المصري في رد اعتبارها وفي رصد وضبط ايقاع الحياة السياسية في الشارع المصري حيث لعبت بعض وسائل الاعلام المستقلة المصرية المرئية والمقروءة في مصر دورا كبيرا في التعبير عن صوت الشعب المصري لنصرة ارادته الثورية السلمية والدفاع عنها وعن محاولات مصادرتها بالعنف والتكفير. والمتتبع لقراءة (صحيفة 14 اكتوبر) الغراء ونهج رسالتها الاعلامية المتميزة التي ارساها الاستاذ الصحفي الكبير احمد محمد الحبيشي عن سائر الصحف الرسمية والاهلية والحزبية اليمنية في قراءة الاحداث في الشارع المصري ورصد تطورات الثورة المصرية بعد اعتلاء تيار (الاخوان) على رأس هرم السلطة ومفاصلها الرئيسة منذ الانتخابات الرئاسية في 24 يونيو 2012 ووصول الرئيس المخلوع محمد مرسي كأول رئيس منتخب وتأديته اليمين الدستورية في 30يونيو 2012 م بعد ثورة 25 يناير التي اطاحت بسلفه محمد حسني مبارك وخلال عام كامل من حكم (الإخوان) وحتى السقوط المدوي لهم في 30 يونيو الماضي وسقوط رئيسهم المخلوع كانت القراءة التحليلية التشاؤمية المتميزة لصحيفة (14 اكتوبر) خلال الفترة الزمنية الماضية نشطة عن غيرها من الصحف اليمنية في رصد ونشر تمدد (تتار الاخوان) في مصر وخطورتهم على شعب الكنانة مصر العروبة والقومية العربية مصر رفاعة الطهطاوي، مصر سعد زغلول ، مصر الخديوي اسماعيل، مصر محمد علي باشا ، مصر جمال عبدالناصر ، وغيرهم من العلماء والمفكرين والساسة الذين اسسوا لحركة التنوير وانتصار الثورات في مصر . على ان ماحدث ويحدث اليوم في الشارع المصري كنتاج لثورة 30 يونيو يعود بالاذهان الى ماتناولته الصحيفة بنظرتها الثاقبة بعيون رئيس تحريرها عن ابعاد استراتيجية (الإخوان) المستقبلية في مصر وسياستهم في نفث سمومهم التكفيرية، العدائية، الانتقامية، تجاه الشعب المصري وتصدير تلك الافكار العدائية الى اسلافهم في الاقطار العربية المجاورة التي شهدت ثورات مماثلة لمصر كحركة النهضة الاسلامية في تونس والتي استفاقت على وخز ووقع الاحداث المؤسفة التي فجرتها تلك الجماعات في مصر لرفض الارادة الشعبية التي سطرتها ثورة 30 يونيو 2013 او النموذج اليمني في حزب الاصلاح واجنحته السياسية والجهادية التكفيرية المماثلة التي تعيش حالة ترويض في المرحلة الحالية التي تشهد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في اطار تنفيذ المبادرة الخليجية التي تبنت تهدئة الشارع اليمني. وتبرهن الاحداث المؤلمة التي تشهدها مصرمن قتل وسفك دماء المواطنين ورجال الامن تلك الروح العدائية الدموية التي مهدت لها فتاوى قادة وساسة التيار المتأسلم الاخواني والتي تناولتها وانفردت بنشرها صحيفة (14 اكتوبر) على مدى عام من حكم (الإخوان) وكذالك الاعوام التي سبقت ماسمي بـ (ثورات الربيع العربي) وتستحق الصحيفة بذلك شرف تمثيلها الشعب اليمني في مساندتها الصحفية قي نصرة الشعب المصري قبل وبعد ثورة 30 يونيو بعد افول وصمت الموقف الرسمي اليمني ووسائل اعلامه التي تتجاذبها اطراف حكومة الوفاق ـــ حيث يشكل الجهاديون احد اقطابها ـــ والتي لم تتفق على منح حيز بمساحة نشرة اعلانية يومية لتأكيد التضامن مع الشعب المصري كسائر الاقطار العربية المجاورة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بموقفها الرسمي المساند على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ الساعات الاولى التي كشرت خلالها امريكا ودول اوروبية عن انيابها للانقضاض على تطلعات الشعب المصري لبناء وطن آمن خال من السفه التكفيري الذي يهدد السلم المصري انظمة وحكومات وشعباً على مدى 83 عاماً مضت من تأسيس هذا التيار الارهابي. واستميح سعادة السفير المصري في اليمن أشرف عقل عذراً بشأن اتصاله الهاتفي بالاستاذ أحمد محمد الحبيشي رئيس تحرير صحيفة 14 اكتوبر واشادته خلال الاتصال بمواقف الصحيفة من الاحداث الجارية في جمهورية مصر العربية التي قال عنها: (بأنها تجسد عظمة الاسم الذي تحمله الصحيفة). بل انها تجسد ايضا عظمة شعب الجنوب الذي ساند الشعب المصري في اغلاق المنفذ الدولي باب المندب امام حركة الملاحة الدولية في حرب مصر مع الكيان الاسرائيلي في اكتوبر 73 م كاسناد وتضامن لنصرة مصر، هذا النصر الذي اعاد ثقة الشعوب العربية بجيش وشعب مصر العروبة .
مصـر فـي 14 أكتوبر
أخبار متعلقة