خضع أكثر من 300 طفل ينتمون إلى ثقافات مختلفة لدراسة أجراها فريق دولي من الباحثين حول قدرة الأطفال على الإنفاق ومشاركة الآخرين بما يمتلكونه، فانتهت إلى أن كرم الأطفال ليس إلا انعكاساً تاماً لمعايير آبائهم الأخلاقية، وذلك ابتداء من سن السابعة. وتتراوح أعمار الأطفال المشاركين بالتجربة ما بين 3 و14 عاما، تم تحليل سلوكهم علما أن الفريق انتقاهم من أماكن مختلفة من أرجاء العالم، فمنهم من عاش في بيئة تعتمد في رزقها على الصيد وقطف الثمار، بينما آخرون من حوض الكونغو حيث يمارس أهاليهم الصيد فقط، ومجموعة ثالثة من أطفال يعيشون في مدينة لوس أنجلوس، كما نقل موقع «اليوم السابع».وفي إطار التجربة برئاسة بيلي هوس من جامعة كاليفورنيا عرض العلماء على الأطفال ممارسة ألعاب معينة تقتضي توزيع مأكولات شهية على بعضهم.وكان من بين هذه الألعاب لعبة يحمي الطفل نفسه فيها فقط في حال اتخذ قراراً يصب في مصلحته الشخصية، وذلك إن قرر أن يحصل رفيقه على مكافأة إذ أنه بناء على هذا القرار سيحظى هو أيضا بمكافأة.على الرغم من أن الكرم كان يعود على الأطفال الكرماء بشيء من الحرمان، إلا أن بعض هؤلاء كانوا لا يعيرون اهتماما كبيرا لمصالحهم الشخصية.فبحسب إحدى الألعاب كان على الطفل التبرع بواحدة من وجبتيّ طعام حصل عليهما لأحد أصدقائه، مما يعني أن الإيثار سيجعله يخسر شيئا مما يملكه، وهو الخيار الذي فضله عدد من الأطفال كي لا يخرج شركاؤهم بصفر اليدين. وبعد دراسة سلوك البالغين في المناطق التي تم انتقاء الأطفال منها توصل العلماء إلى الرابط الذي يجمع بين سلوكهم وسلوك أولياء أمورهم، الذي تفرضه الظروف المحيطة بهم.
أخبار متعلقة