بعد إعلان ( الطوارئ) إبراء ذمة اتحاد الكرة..
عدن / حســـن عيــاش:في خطوة بدت متوقعة، أعلن الاتحاد اليمني لكرة القدم يوم أمس الأول استدعاء المنتخب الوطني الأول بالإضافة إلى منتخبي الشباب والناشئين من اجل التحضير للمشاركة في الاستحقاقات القارية والدولية المقبلة، وفي مقدمتها استكمال التصفيات المؤهلة إلى كاس آسيا في استراليا 2014 التي يخوضها المنتخب ضمن المجموعة الرابعة التي تضم إلى جانبه منتخبات البحرين وماليزيا وقطر، حيث سبق لمنتخبنا أن لعب أمام البحرين على أرضه البديلة في الإمارات وخسر بهدف من دون رد، كما خسر من ماليزيا بهدف مقابل هدفين ، بالإضافة إلى مشاركة منتخب الشباب في التصفيات الآسيوية التي أوقعته قرعتها مع منتخبات الأردن والإمارات والمالديف وأفغانستان ضمن المجموعة الثانية التي تقام منافساتها في أكتوبر المقبل بضيافة الأردن، ومشاركة الناشئين في طشقند ضمن المجموعة الثانية مع أوزبكستان وفلسطين والمالديف.وإذا كان الاتحاد قد أدرك ولو متأخرا بعض الشيء أن المشاركة في الاستحقاقات المبرمجة قاريا ودوليا ضرورية لتفادي العقوبة التي عادة ما تسلط على المنسحبين والمتغيبين، فإن الشيء اللافت للنظر فيما خرج به اجتماع ( الطوارئ ) المنعقد يوم أمس الأول الأربعاء يتمثل في " تحميل وزارتي الشباب والمالية مسئولية أي نتائج سلبية قد تخرج بها منتخباتنا في مشاركاتها المنتظرة".الاتحاد كان قد أشار في تفاصيل الخبر الذي نشره الإعلام عن الاجتماع وما دار فيه، إلى أن رئيسه الشيخ احمد العيسي سوف يتحمل كلفة الإعداد لجميع المنتخبات "على أن تتم متابعة وزارتي الشباب والرياضة والمالية لصرف المخصصات المالية"، كما تمت الإشارة مجددا إلى الصعوبات التي يعانيها الاتحاد جراء تراكم المديونية لدى وزارة الشباب والتي بلغت تسعمائة وخمسة وأربعين مليوناً بحسب الاتحاد، وهي مديونية كبيرة تعيق الاتحاد عن الإيفاء بالتزاماته تجاه "الاستعداد المطلوب لضمان مشاركات مشرفة"، ليبدو الاتحاد وكأنه يحاول تبرئة نفسه من مسئولية النتائج السيئة، تزامنا مع إشارته إلى الشباب والمالية باعتبارهما المسئولتين عما سيحدث.من وجهة نظر معينة يبدو الاتحاد محقا في توجيه اللوم إلى أهل الاختصاص في الحكومة ممثلين بالوزارتين المعنيتين، غير أن تحديد الوزارتين بصفتهما مسئولتين عن أي نتائج سلبية تخرج بها المنتخبات لا يبدو موفقا حتى وان أقررنا بسلبية الموقف الحكومي من قطاع الرياضة في الوقت الراهن تحديدا ، وشاطرنا الاتحاد في لومه وعتبه على الوزارتين المشار إليهما .ومن دون أن يكون في الأمر أدنى قدر من التناقض يمكن القول إن مسئولية الشباب والمالية عن الجانب المالي للقطاع الرياضي لا تعفي اتحاد الكرة وغيره من الاتحادات من مسئولية النتائج السلبية للمنتخبات والأندية في مشاركاتها باعتبار أن النجاحات والإخفاقات في الرياضة تكون نتيجة لعمل دائم ومتواصل وليست وليدة لحظة ، كما يحاول الاتحاد أن يقنعنا. صحيح أن الاتحاد قد حدد ملابسات المشاركة في البطولات المقبلة وشرح الظروف المحيطة بها في توطئة لتقبل أي نتائج غير جيدة، إلا أن ذلك يبقى مجرد توضيح ولا يعني بأي حال من الأحوال أن الاتحاد قد أصبح في حل من سوء العاقبة بمجرد القول انه لا يملك المال وسيشارك من اجل إسقاط الواجب ورفع الحرج.. ففي كل الأحوال، وأيا كانت المبررات والظروف التي تحيط بأي مشاركة للأندية والمنتخبات اليمنية يبقى اتحاد الكرة هو المسئول الأول أمام الرأي العام وأمام الشارع الرياضي.. وإذا كانت قيادة الاتحاد تحاول أن تقول غير ذلك فإنها سوف تصطدم بردود فعل أخرى ستظهر بعد المشاركات ولن تكون قائمة على ( التوطئة ) التي قراناها عقب اجتماع الأربعاء.. أما مسئولية الشباب والمالية فإنها تبقى مسئولية غير مباشرة باعتبار أن الوزارتين لا تمثلان جهة التخطيط والإشراف على اللعبة وغير معنيتين بالفوز والخسارة وعدد الأهداف التي ستلج الشباك.