صادف يوم 16 أغسطس 2013م الذكرى السابعة والثلاثين لرحيل المناضل الوطني والقائد السياسي الفقيد الأستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب الشخصية الوطنية البارزة والرقم الصعب في المعادلة السياسية اليمنية منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وسجل التاريخ اليمني في انصع صفحاته رحلة النضال السياسي والفكري لهذه القامة الوطنية التي كان لها اسهام فاعل وإيجابي في تاسيس الحركة الوطنية اليمنية المناهضة للسياسات الاستبدادية والعبودية والظلم والاضطهاد والهيمنة الاستعمارية والتخلف الثقافي. كان الفقيد عبدالله باذيب من الرواد الأوائل الذين اثبتوا ذاتهم وقدراتهم كمناضلين أقوياء أشداء في مواجهة الصلف والهيمنة الاستعمارية للجزء الجنوبي من الوطن اليمني الكبير والنظام الامامي الكهنوتي في شمال الوطن.لقد استطاع القائد الوطني الأستاذ عبدالله باذيب أن يلامس الهموم والمشاكل التي عانى منها الشعب على امتداد ساحة الوطن اليمني شماله وجنوبه وتبناها في سياق منهجية نضالاته اليومية السياسية والفكرية باعتبارها من القضايا الأساسية الوطنية والسياسية وجعلها منطلقات محفزة لتشكيل الوعي السياسي والاجتماعي الذي يغرس القواعد الأساسية لتلك الأهمية التي تستوجب رفع مستوى العنفوان الثوري الغاضب والمناهض لسياسة الاحتلال البريطاني والنظام الامامي الكهنوتي. وانطلاقاً من ذلك شكل القائد الفقيد عبدالله باذيب نقلة نوعية ومتميزة في اسلوب ومستوى الصحافة اليمنية من خلال براعة مهاراته السياسية والفكرية والثقافة الوطنية التي سخرها في الكتابة الصحفية حيث كان صاحب كلمة لاذعة قوية مقروءة وتحظى بالقبول والاهتمام لأنها نابعة من القلب مليئة بالوطنية حرة وشريفة وقد كانت كلماته ناراً حارقة لعرش المستعمر البريطاني والحكم الامامي ونوراً يضيء طريق مسيرة النضال والكفاح الوطني والشعبي الثائر التواق للحرية والعدالة الاجتماعية، وفعلاً كانت من أروع الأساليب التي أثارت جدلاً وحصلت على اهتمام وقبول واسع في المجتمع لما فيها من جمع بين البساطة والحيوية والإشراق ووضوح الأفكار والمعاني والمنطقية في سرد حقائق الواقع حيث كانت مقالاته محل نقاش وجدل واسع وتشد الانتباه إليه لأنها تلامس قضايا وهموم الوطن والشعب وآلام وأوجاع عامة الناس في هذا الوطن المنكوب بسياسات مستعمر بريطاني وظلم وظلام حكم إمامي مفروضة على الإنسان التواق للحرية والعدالة والمساواة وخاض القائد السياسي والصحفي المتميز الرائد الإعلامي الوطني بنفس طويل وسعة صدر معارك متعددة بالكلمة القوية الصادقة النابعة من الإحساس بمشاعر ومعاناة الناس الطيبة من بسطاء وفقراء هذا الوطن نعم إنها معاناة الأرض والإنسان في يمن الإيمان.الفقيد عبدالله عبدالرزاق باذيب حقاً مدرسة سياسية وفكرية وثقافية وطنية مرموقة كانت ولا تزال وستظل تقدم الكثير من الدروس والعبر في أوقات الشدة والمحن إنها الينبوع الذي لا ينبض عطاءً في السياسة والفكر الذي يذلل الصعاب ويوحد الصفوف بنظرة ثاقبة للمستقبل وآمال العيش المشترك والتعايش السلمي.إن التراث التاريخي العظيم الذي خلفه القائد عبدالله باذيب سياسياً وفكرياً جدير بتقديم طرائق الحلول والبدائل الممكنة في التعامل مع الواقع الذي نعيشه اليوم والبحث في المسارات والآفاق المفتوحة التي تأملها الفقيد القائد منذ زمن بعيد وذلك من خلال النضالات الواسعة في العلاقات الجدلية والترابط الطبيعي مابين انفتاح البحر وهيجان الأمواج والعواصف والرياح العاتية والأرض اليابسة التي نقف عليها ونشاهد من خلالها تلك القوارب والسفن وهي تصارع وتقاوم اتجاهات الريح واندفاعات أمواج مياه البحر ومع تلك المخاطر المحدقة الا إنها تقترب رويداً رويداً نحو الشواطئ الآمنة والمرافئ الدافئة للوصول بسلام إلى بر الأمان، أنها دروس التعامل مع الممكن رغم اختلاف الزمان والمكان واختلاف الآراء والرؤى والتناقض والتباين السياسي والفكري التي تعلمناها من القائد الفقيد عبدالله عبدالرزاق باذيب باذيب المرجعية والمعلم الملهم لمسيرة التحول والبناء الشامل لليمن الجديد الحر الديمقراطي المدني الحديث والحكم الرشيد الذي تطلع إليه الفقيد باذيب وكما ينبغي له أن يكون حقاً حراً ديمقراطياً مدنياً حديثاً يحقق الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية للجميع.
عبدالله باذيب تراث تاريخي ودروس في التعامل مع الممكن
أخبار متعلقة