الفنان التشكيلي عبدالله الأمين:
تربط الإنسان علاقة موغلة في القدم مع الطين وأشكاله وأنواعه واستخداماته. اكتشف الإنسان هذه المادة في العصر الحجري المتأخر .. حيث شكل منه أواني لحفظ حاجاته بطريقة التشكيل المباشر باليدين ثم بواسطة الدولاب فيما بعد وكما تطورت وسائل تشكيل الطين، تطورت أيضاً استخداماته وأغراضه لاسيما عندما اكتشف الإنسان صلابة هذه المادة عند جفافها، ثم اكتشف تقنية للحصول عليها أكثر صلابة وقوة وديمومة، ثم اكتشف عملية تزجيجها، أي تحويلها من مرحلة الفخار إلى خزف وسيراميك ثم تطورت هذه المادة العجيبة إلى اعمال فنية وزخارف ورسوم تستخدم في العمارة الحديثة. وإذا تجولنا في أحياء مدينة عدن نجد مبنى المتحف الوطني والمتحف العسكري وجامع العيدروس ومباني حكومية وفنادق مختلفة استخدم فيها الطين أو الصلصال، فأضاف إليها الزخارف والرسوم والتزيينات المختلفة بهدف تجميلها لتأخذ موقعاً حسناً في عينه خصوصاً بعد أن دخلت هذه الأدوات والحاجيات مرافق الحياة اليومية.لقد اهتم الفنان التشكيلي عبدالله الأمين بفن الطين أو الصلصال وقدم أعمالا ًفنية رائعة نالت إعجاب جمهور الفن التشكيلي اليمني والعربي، واستطاع هذا الفنان بإبداعاته التشكيلية أن يجتاز حدود اليمن الجغرافية ويصل إلى بعض الأقطار العربية الشقيقة مثل العراق في عام 1988م، والكويت في مايو 1989م، كما شارك في التسعينات من القرن الماضي بتقديم أعمال فنية في موسكو، حيث نال فيها الماجستير في الفن التشكيلي، وساهم الفنان عبدالله الأمين في تقديم معارض الفن التشكيلي في لندن حيث نجد من الأعمال المعروضة الطبيعة في اليمن تمتزج بالتراث الحضاري الذي يربط الإنسان بالبيئة التي تحيط به والقيم الروحية والاجتماعية والحضارية بالشكل الذي يعطي الفرد اليماني خصوصية في الإبداع التشكيلي الذي يريد أن يكون تسجيلاً صادقاً وانعكاساً حياً لنبضات الحقيقة التي تسربل بها الحياة هذا ما نجده في الأعمال الفنية للفنان التشكيلي عبدالله الأمين.[c1]أعمال فنية من الصلصال [/c]يجد المتذوق المتابع لأعمال الفنان التشكيلي عبدالله الأمين اعمالاً فنية من الصلصال منها أشكال هندسية أو نباتية أو حيوانية أو آدمية أو طبيعية أو تجريدية أو مزيج من بعض هذا أو ذاك، أو من كل هذا وذاك، ليصل بالنتيجة إلى مجموعة من التكوينات المعمارية والنباتية الموزعة في أرجاء اللوحة.[c1]الصدق وتمثل الواقع[/c][c1]الفنان التشكيلي عبدالله الأمين يقول:[/c]علاقتي بالفن التشكيلي تتمثل في حبي له واهتمامي بالأحياء الشعبية في مدينة عدن واعتبرها اساسية في معظم لوحاتي الفنية، فقد جعلتني رساماً، وبعد ذلك تداخلت الأمور المكتسبة، بحيث بات من الصعب تحديد مصادرها: الواقع، المشاهدات، القراءات، الاشخاص، الحالات الاقتصادية، والأوضاع السياسية والاجتماعية والإنسانية، كل هذه الأشياء تسهم في خلق منظومة غير مرئية من المعارف لدى الفنان، يقوم من خلالها بصياغة فكرته الخاصة التي تحتوي على عصارة كل هذه الأشياء إلا ان الابداع لايمكن ضبطه بالقانون، فقد يدفعك مشهد في الطريق لخلق رائعة أدبية أو لوحة فنية أو قصيدة شعرية.لذا من واجب الفنان التشكيلي أن يكون صادقاً مع نفسه، وان يمثل الواقع بدقة ودون زيف، أما من حيث الشكل فاعتقد ان الشخوص التي تعايش الفنان ويعبر عنها بأسلوب معين في الرسم ليس غريباً عن مضمونها فالشكل عندي يواكب المضمون باستمرار.نجد الكثير من الفنانين التشكيلين يرسمون لوحاتهم الفنية من أجل الحصول على اللقمة الطيبة والشهرة ولكنني اعتبرهم مجرد كم ولا اخاطبهم هكذا يقول الفنان التشكيلي عبدالله الأمين.أنا أتوجه نحو أصحاب المواقف الذين يعيشون حياتهم في حالة بحث عن الجديد وعن هموم الناس ومعاناتهم، لأنهم يرفضون بيع الضمير.لقد مضى أكثر من عشرين سنة وهذا الفنان يقدم أعمالاً فنية متنوعة للأطفال في مسرح العرائس والكبار أعمالاً من الصلصال ولوحات فنية متنوعة نالت إعجاب الجميع حيث احتدام المشاعر والعواطف والأحاسيس، في كل هذه المراحل من العمل الفني، فمن الممكن الوصول إلى الفن الرفيع في أي مرحلة من العمر حيث بدأ التشكيلي عبدالله الأمين في الرسم منذ الصغر ودرسه في المعاهد الفنية حتى تحصل على شهادة الماجستير من المعهد العالي للفن التشكيلي في موسكو.ومهما كان المستوى الفني لهذا الفنان فإن لوحاته تحمل المضمون الفني والإنساني معاً، رفيعة المستوى لما يبدي هذا الفنان من المثابرة والإصرار على تقديم العمل الأفضل جودة والاستمرار في الإبداع.