عالم الصحافة
ذكرت صحيفة «ديلي نيوز» الأمريكية أنه على الرغم من أن الرأي العام الأمريكي أقل تحمسا لمتابعة تطورات الثورة المصرية التي تحدث في الوقت الراهن عما كان في عام 2011، إلا أن مصر تظل دولة في غاية الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة..فبعيدا عن الاعتبارات والالتزامات الأخلاقية لواشنطن بمصير حوالي 83 مليون مصري ، هناك أسباب واقعية تجعل من مصر دولة مهمة لواشنطن .وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أنه على الصعيد الأمني، تؤثر الأحداث في مصر بشدة على الأمن الأمريكي، وأن هناك 10 أسباب واقعية توضح أهمية مصر بالنسبة لكل مواطن أمريكي بعيدا عن الجانب الإنساني وحقوق الإنسان التي تلتزم بها الولايات المتحدة قبل كل شيء.وأشارت الصحيفة إلى أن أول الأسباب أهمية قناة السويس التي يمر بها ما بين % 8 إلى % 12 من حجم التجارة الدولية، وتوفر على السفن آلاف الأميال من المسافة التي تقطعها في رحلاتها من آسيا إلى أوروبا ومن آسيا إلى الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، وبافتراض أنه تم إغلاق قناة السويس لن تؤثر فقط على نسبة % 10 فقط، بل ستؤثر على أسعار العديد من السلع في جميع المجالات.فيما كان السبب الثاني أن حوالي % 22 من حركة نقل حاويات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تمرعبر قناة السويس التي تستطيع أن تتعامل مع السفن الضخمة، ورسوم المرور بها أقل بكثير من رسوم المرور بقناة بنما، فإذا تم إغلاق القناة ستكون أسعار تلك الأجهزة مرتفعة للغاية بالنسبة للمواطن الأمريكي.أما السبب الثالث -حسبما ذكرت الصحيفة- فهو الطاقة فعلى الرغم من أن مصر ليست ضمن الدول الكبرى المصدرة للنفط، إلا أن أغلب النفط والغاز يمر من خلال قناة السويس أو من خلال خطوط الأنابيب الموجودة في جميع أنحاء مصر، وحتى مع عدم قطع تلك الطرق فمجرد وجود حالة عدم استقرار في مصر فمن المرجح أن ترتفع أسعار البنزين حوالي 30 سنتا للجالون الواحد طوال فترة فصل الصيف المتبقية.وأكدت «ديلي نيوز» أن السبب الرابع يرجع إلى أهمية مصر الاستراتيجية، فمصير الديمقراطية في مصر والتي أصبحت على المحك في الوقت الراهن لن تؤثر فقط على مستقبلها بل على منطقة الشرق الأوسط بأكمله، أما السبب الخامس فهو أن ما يحدث في مصر الآن يؤثر بعمق على مئات الآلاف من المصريين الذين يحملون الجنسية الأمريكية والملايين من الأمريكيين العرب و المسلمين.ولفتت الصحيفة إلى أن السبب السادس يتمثل في أهمية الجيش المصري الذي يوفر مظلة أمنية لكثير من دول العالم العربي، بما في ذلك العديد من دول الخليج العربي الصغيرة، حيث يمتلك الشرق الأوسط حوالي % 65 من احتياطيات النفط في العالم، وينتج نحو % 30من النفط في العالم، وعلى الرغم من أن واشنطن تحصل فقط على حوالي % 20من الواردات النفطية من العالم القديم ،إلا أن عدم استقرار مصر سيؤثر على حصول أمريكا على الوقود كما سيؤثر على العديد من الحلفاء المقربين لأمريكا.وأشارت إلى أن السبب السابع هو أنه حال تخلي مؤيدي الإسلام السياسي عن الديمقراطية خصوصا بعدما أطيح برئيسهم محمد مرسي، سيتجهون إلى سياسات العنف والإرهاب التي من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على أمن الولايات المتحدة، فيما تمثل السبب الثامن في أن نحو % 45 من المصريين من الشباب الذين تصل أعمارهم إلى أقل من 30 عاما، ويمثل المصريون حوالي ربع تعداد سكان الدول العربية جميعها، الأمر الذي يجعل من مصر مركزا للعالم العربي، وإذا تخلى شبابها عن تمسكهم بالديمقراطية، فإنه سيكون خسارة كبيرة لأمن الولايات المتحدة والأمن المصري.والسبب التاسع لأهمية مصر للولايات المتحدة -حسبما قالت «ديلي نيوز» هو أن تركيا (العضو في حلف الناتو) -والحليف القوي للولايات المتحدة- مستاءة بشدة مما تعتبره انقلابا عسكريا ضد رئيس مصري منتخب ، والتي تتمتع بسياسة خارجية نشطة في العالم العربي، ولفتت إلى أن نجاح أنقرة كقوة إقليمية يعتمد في جزء منه على تحسين علاقاتها مع مصر.فيما تمثل السبب العاشر الذي عدته صحيفة ديلي نيوز السبب الرئيسي لأهمية مصر للولايات المتحدة، في ضمان أمن إسرائيل بوصفها قوة كبرى في منطقة الشرق الأوسط، وربما يبدو أن هذا السبب لن يكون مجديا على المدى الطويل، نظرا لأن إسرائيل في الوقت الحاضر تواجه تحديات ديموغرافية وسياسية وعسكرية،إلا أنه على المدى القصير لا توجد دولة يمكن أن تلعب دورا أساسيا لأمن إسرائيل سوى مصر.ــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] حشود دعم الجيش هي الكبرى على مدار عامين [/c]ذكرت وكالة «الأسوشيتد برس» الإخبارية الأمريكية أن الحشود التي خرجت الجمعة تحت عنوان «دعم الجيش ولا للإرهاب» تلبية لنداء وزير الدفاع المصري «عبدالفتاح السيسي» هي الكبرى من حيث العدد على مدار عامين ونصف عام من الاضطرابات التي غزت شوارع مصر.وأشارت الوكالة إلى أن أنصار الرئيس المعزول «محمد مرسي» خرجوا أيضا أمس الأول الجمعة تحت عنوان ما اسموه «كسر الانقلاب» في أعداد إلى حد كبير أصغر من مظاهرات المعارضين، مشيرة إلى أن الإسلاميين وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين لم يظهروا أي بوادر على التراجع عن تظاهراتهم أو اعتصامهم.ولفتت الوكالة إلى أن الأزمة في مصر بدأت تتفاقم وتخرج عن إطار السلمية بعد الاشتباكات التي حدثت أمس في أكثر من محافظة خاصة في الإسكندرية والقاهرة والتي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، في إنذار خطر لدخول مصر في منعطف أشبه بالحرب الأهلية.