رمضانيات
إعداد/ د. محمد أحمد الدبعيعوارض الصيام كثيرة، يظهر أثرها بوضوح خلال شهر رمضان على الأرجح- مثل (العطش- الصداع - عسر الهضم - الدوار - الغثيان والرغبة في التقيؤ). وأساس هذه المشاكل، تغير أنماط ومواعيد الغذاء والتزود بالسوائل على نحوٍ لا يحقق فوائد تُرجى بقدر ما يلحقه بالجسم والصحة من الأضرار . وهذا أدعى إلى توضيح ما يكون وما يلزم لتجنب هذه العوارض أو كحدٍ أدنى للتخفيف منها..العطش : الامتناع عن السوائل طوال فترة الصيام واستمرار فقد الجسم لها في صورة عرق ، بول وبخار ماء خلال عملية الزفير ، قد يؤدي إلى الشعور بعطش شديد تبدو معه الحاجة ملحة لتعويض فوري كافٍ بالماء يسد حاجة ما تفقده أنسجة الجسم من سوائل .والسبيل إلى الإقلال من الشعور بالعطش يعتمد على الاختيار الصحيح للأطعمة وطرق إعدادها وتحضيرها بشكلٍ صحيح ، وتناول كميات كافية من الماء والمشروبات أثناء وبين الوجبات .وبالمقابل ينصح بعدم الإفراط في شرب السوائل المدرة للبول ، كالمشروبات الغازية والشاي والقات والقهوة، وإنما بكميات قليلة وبتركيز معتدل أو خفيف.يدخل في هذا الإطار تلك العادات غير الصحية ، كزيادة تناول الأطعمة العالية في محتواها من الملح ، بما في ذلك المخللاات. فالإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالملح يؤدي إلى زيادة الشعور بالعطش .ويلزم أيضاً الاعتدال في تناول الأغذية الغنية بالبروتينات لما يقود إليه التخلص من بقايا هدم هذه الأغذية من إفراز كمية كبيرة نسبياً من الماء لطرد هذه البقايا عن طريق البول.ولأن الإفراط في تناول الأطعمة السكرية يؤدي إلى احتياج الأمعاء لكميات كبيرة من السوائل لمعادلة تركيز هذه الأطعمة، فيلزم كذلك التخفيف منها، حتى لا تفقد أنسجة الجسم السوائل، بطرحها في شكل إسهال أو كثرة تبول.الصداع : يشعر الكثير من الصائمين بالصداع نتيجة نفاد مخزون الجسم من السكر ، حيث إن السكريات المصدر الرئيس للطاقة ، وأحوج ما يكون إليه بالدرجة الأولى الدماغ. وبذا تزيد درجة حموضة الدم للجوء الجسم إلى بعض دهون البروتينات من أجل إنتاج الطاقة. ولتجنب الإصابة بالصداع أو للتخفيف من حدته يجب تطبيق الهدي النبوي فيما يتعلق بتعجيل الفطور، بدءا بتناول التمر لتعويض الجسم بالسكريات اللازمة للطاقة والحرص على تناول السحور متأخراً قُبيل صلاة الفجر واحتوائه على أغذية نشوية ، كالبقوليات والحبوب . أيضاً مراعاة تناول كميات كافية من الماء والسوائل عند السحور.الدوار ( الدوخة): نتيجة الجوع الشديد والعطش أثناء الصوم ولقلة النوم بسبب القات أو على إثر شرب المنبهات بكثرة، كالقهوة والشاي ليلاً.وعرضٍ كهذا من السهل تلافيه بالحرص على عدم إهمال وجبة السحور وتأخيرها بدلاً من تقديمها، شرط أن تكون غنية بمحتواها من أطعمة الطاقة ( السكريات - الكربوهيدات) وقليلة الملح.كما يتعين شرب ما يكفي ويلبي حاجة الجسم من السوائل وتجنب مدرات البول ، كالمشروبات الغازية وغيرها ، وتجنب بذل مجهود شاق خلال ساعات النهار، وأخذ ما يكفي من الراحة والنوم عقب القيام بالأعمال المجهدة نهارا.الغثيان والرغبة في التقيؤ: في الأيام الأولى للصوم قد يشعر الصائم بالغثيان أو الرغبة في التقيؤ بمجرد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار ، والسبب في ذلك يعود إلى تناول كميات كبيرة من الطعام والشراب بعد الجوع لفترة طويلة أو لارتفاع مستوى حموضة الدم لدى الصائم خلال النهار.ولتجنب كل هذا، لا بد من تجنب تناول كميات كبيرة من الماء والعصير عند الإفطار ، إنما ُيكتفى برشف رشفات منها على أن تكون معتدلة الحرارة وليست باردة. وينصح بعدم الإكثار من تناول الإفطار ووجبة العشاء والتدرج في تناول الطعام، وأن يقع الاختيار بالأساس على أطعمة خفيفة على المعدة سريعة الهضم.عسر الهضم: يكون الصائم عرضة لعسر الهضم نتيجة تغير مواعيد تناول الطعام والإسراف في تناول الإفطار أو وجبة العشاء والتهام الطعام دون مضغٍ جيد. هذا بالإضافة إلى تناول أصناف الأطعمة الدسمة والمقليات والصلصات المركزة والأطعمة الغنية بالبهارات. أيضا يؤدي النوم مباشرةً بعد تناول وجبة ثقيلة إلى زيادة احتمال التعرض لعسر الهضم. ولتجنب ذلك يجب على الصائم اختيار الأغذية سريعة الهضم في وجبة السحور وعدم الإسراف في تناول الطعام ، وعدم النوم مباشرة عقب تناول الطعام .الإمساك: كثيراً ما يقع الصائمون عرضةً للإمساك (اليُبس)خلال شهر رمضان، والسبب يكمن في نقص السوائل وعدم تناول الأغذية الغنية بالألياف، والاعتماد على الأطعمة الغنية بالطاقة، وكذلك الإسراف في تناول المشروبات القابضة ، كالشاي والقهوة . علاوة على أن القات يعتبر أبرز مسببات حالة الإمساك التي قد تتحول لدى المخزنين بمرور الوقت إلى حالةٍ مزمنة .وتلافياً لهذا الإشكال يلزم تناول كميات كبيرة من الخضراوات والفواكه. إضافة ً إلى تناول كميات كافية من السوائل ؛ وأفضل الأغذية هنا الفواكه والخضروات الطازجة.كما يجب الاعتدال جداً في تناول الحلويات الرمضانية وعدم الإكثار من تناول الشاي والقهوة. كذلك ممارسة الأنشطة البدنية لما تؤديه من دور مهم في تنشيط وظائف الجهاز الهضمي.