قال إن المنطقة العربية لا تزال تعاني من تحديات سكانية متشعبة
كتب/ بشير الحزميأكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أن العديد من أبعاد القضية السكانية تمثل فرصاً يمكن أن تساهم بفعالية في إحداث النقلة التنموية إن أحسن توظيفها، ومن ذلك فئة الشباب التي بلغت أعلى أعدادها ونسبها في البلاد العربية، حيث يفوق عددهم مائة مليون ويمثلون بذلك حوالي ثلث السكان في سن 15 - 29 سنة ، لما يمثلونه من قدرات وطاقات مشاركة وعطاء و إبداع وابتكار. كونهم الأكثر حيوية مقارنة بالفئات السكانية الأخرى والأكثر تعليما والأكثر قدرة على التفاعل مع مختلف عوامل العلم والحداثة.وقال في المؤتمر الإقليمي للسكان والتنمية في الدول العربية، الذي عقد مؤخرا في العاصمة المصرية القاهرة أن تكثيف الاستثمار في سياسات تمكين المرأة يمثل إحدى أولويات السياسات التنموية والسكانية في البلاد العربية، ذلك أن توفير البيئة الداعمة لمشاركة المرأة والفتاة وتمكينها من فرص التعليم والعمل والمشاركة السياسية وتعزيز حقوقها وحمايتها من كافة أشكال التمييز والعنف، من شأنها أن تضاعف الثروة البشرية وتعزز قوة العمل والإنتاج وفرص التنمية.وأوضح أن مؤتمر السكان والتنمية يكتسب أهمية كبيرة متعددة الأفاق ومتشعبة الأبعاد، لانشغاله بمواضيع السكان والتنمية، وكونه عقد في فترة ومرحلة شديدة الدقة والتعقيد، حيث تشهد المنطقة العربية منذ فترة حراكاً عالياً على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها، ترافقها تحولات مهمة ومتتالية، وأن أهمية المؤتمر تكمن في تناوله بالدراسة والنقاش العلمي قضايا وموضوعات سكانية واجتماعية وصحية تقع في صميم أولويات التنمية في البلدان العربية، ومنها النمو السكاني وصحة الأسرة والصحة الإنجابية وقضايا الحراك السكاني وتداعيات التغير المناخي على الأوضاع السكانية والأنشطة السكانية المختلفة في الريف والحضر.وأعتبر قضايا الشباب والمرأة والمسنين من القضايا التي تحظى بالاهتمام الكبير الذي تستحقه كتحديات سكانية ولا بد من الاهتمام بها ومراعاتها،مشيرا إلى أن الدول العربية رغم ما بذلته من جهود حثيثة لتعزيز فرص التنمية ولمواجهة التحديات السكانية ولتوظيف الفرص، فإن المنطقة العربية لا زالت تعاني من تحديات سكانية متشعبة، لافتا إلى أن أحدث البيانات قد بينت أن عدداً مهما من دول المنطقة لن تتمكن مع الأسف من تحقيق غالب أهداف خطة العمل الدولية للسكان والتنمية بحلول عام 2014 والأهداف التنموية للألفية بحلول عام 2015.وقال العربي إن البلاد العربية تشهد معدلات بطالة عالية مقارنة بأقاليم العالم الأخرى، وقد ساهم ذلك في تفاقم معدلات الفقر والتهميش وهي من الأسباب الرئيسية للأحداث التي شهدتها العديد من دول المنطقة في الفترة الأخيرة. ولا تزال عدد من الدول العربية ضعيفة الدخل يواجه تحدي النمو العالي للسكان، ودول أخرى تعاني من ارتفاع وفيات الأمهات نتاج ارتفاع الأمية بينهن وضعف الوعي والخدمات الصحية وصعوبة التمكن منها، كما تشهد البلاد العربية حراكاً سكانياً عالياً، من هجرة قسرية وأخرى غير نظامية وهجرة عمل وهجرة كفاءات، فبسبب الحروب والنزاعات تعاظمت أعداد اللاجئين والمهاجرين وأصبحت المنطقة تؤوي أعداداً كبيرة من اللاجئين في العالم، كما أن تفاقم البطالة ومعدلات الفقر قد دفع جمهوراً واسعاً من السكان والشباب بالأخص للهجرة غير النظامية وغير الشرعية، مما عّرض العديد منهم للسقوط في شبكات الإجرام المتنامية وعرض البعض الأخر للموت غرقاً وهم في طريقهم بحثاً عن الرزق. كما تشهد المنطقة تحديات سكانية مستحدثة ومتنامية ومنها تداعيات التغير المناخي على العديد من أبعاد معيشة السكان ورفاههم واستقرارهم، وتحدي الشيخوخة حيث تتنامى باضطراد أعداد كبار السن، مما سوف يطرح عدة تحديات مستحدثة في مجالات الرعاية الصحية والاجتماعية بالأخص، إن لم يقع التعجيل بالتخطيط والإعداد الجيد لها.