صنعاء/ بشير الحزمي:أظهرت دراسة ميدانية حديثة نفذتها جمعية رعاية الأسرة اليمنية مطلع العام الجاري حول دور منظمات المجتمع المدني في تحقيق أهداف السياسة الوطنية للسكان ، أن الغالبية العظمى من المنظمات التي تعمل في مجال العمل السكاني تستهدف في برامجها وأنشطتها الفئات الفقيرة والنازحين المهمشين، حيث بينت أن 76 % من إجمالي المنظمات التي شملتها الدراسة والعاملة في مجال الصحة الإنجابية تستهدف الفئات الفقيرة ، وأن 72% من المنظمات التي تقدم خدمات تعليم تستهدف الفتيات ، فيما 70% من المنظمات العاملة في مجال مكافحة الفقر لديها برامج لتنمية القدرات البشرية للفقراء ، وهو توجه إيجابي يحسب لهذه المنظمات كونها تركز على الفئات الأكثر احتياجا والأكثر استحقاقا للخدمات وتكمل عمل المؤسسات الحكومية أو تصل إلى الفئات التي ربما لا تصلها خدمات المؤسسات الرسمية. و تطرقت الدراسة التي شملت 51 منظمة مجتمع مدني في أمانة العاصمة ومحافظتي حضرموت وإب إلى العديد من الجوانب المؤسسية والقدرات البشرية والمادية للمنظمات وعلاقتها مع الجهات الأخرى وكذلك برامجها وأنشطتها المتعلقة بالسكان في جوانب الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ، التخفيف من الفقر، مكافحة الايدز، الاهتمام بالشباب وفئات ذوي الاحتياجات الخاصة.وهدفت الدراسة إلى التعرف على دور منظمات المجتمع المدني في تحقيق أهداف السياسة الوطنية للسكان من خلال نوع البرامج والأنشطة التي تنفذها ومستوى تغطيتها الجغرافية والسكانية.واشتملت الدراسة على خمسة فصول تتعلق بـنشأة وتطور منظمات المجتمع المدني، القضية السكانية ، إطار ومنهجية الدراسة، تحليل نتائج الدراسة الميدانية وأخيرا الخلاصة والاستنتاجات.وقد بينت الدراسة أن المنظمات التي يمكن وصفها بأنها تعمل في مجال العمل السكاني تمثل عدداً قليلاً جدا بالمقارنة مع إجمالي منظمات المجتمع المدني المسجلة حاليا في السجلات المتوفرة لدى الجهات الرسمية. وأظهرت نتائج الدراسة أن تمثيل المرأة والشباب في كل المستويات الإدارية للمنظمات يعتبر جيدا، وفي جانب التخطيط والبرمجة أوضحت الدراسة أن مشاركة المنظمات في وضع السياسات والبرامج السكانية ضعيف، ومن حيث الأنشطة والبرامج التي تنفذها أوضحت الدراسة أن تلك المنظمات قد غطت العديد من مجالات العمل السكاني بدرجات متفاوتة وأنها تحتاج إلى الدعم الفني والمالي والتدريب حتى تقوم هذه المنظمات بدور أفضل وفاعل في مجال العمل السكاني.