أكبر خطأ استراتيجي وقعت فيه حركة حماس، هو تورطها بشكل مباشر وسافر ودموي فى الشأن الداخلي المصري.ويبدو أن جوهر المصلحة كما تراه حركة حماس في تدخلها فى الشأن الداخلي المصري، هو أن من يسيطر على القرار فى مصر يسيطر على الأمن القومي في فلسطين.وتم بناء الاستراتيجية الجديدة لحماس منذ وصول جماعة الإخوان لسدة الحكم فى مصر، على أن إعطاء دور مصري متصاعد لتسويق وضمان هدنة مع إسرائيل يزيد من أهمية الدور المصري إسرائيلياً وأمريكياً، ويدعم حكم الرئيس السابق محمد مرسي فى تل أبيب وواشنطن.مقابل هذا تم إعطاء دور لحماس عبر الأنفاق فى سيناء، وتم توفير مناطق آمنة خارج سيطرة الشرطة والجيش في سيناء، تم فيها عمل ائتلاف للقوى بين حماس والقاعدة وقوي تم تجنيدها من بعض قبائل سيناء، بالإضافة إلى الظهور الأخير لبعض جماعات السلفية الجهادية.ووقت الذروة فى أحداث 30 يونيو كانت هناك مجموعة من 400 إلى 600 مقاتل مسلح، مستعدة لعبور الجانب الآخر من القناة والوصول للقاهرة، لحماية الرئيس السابق الدكتور مرسي، إلا أن الحائط الأمني الذى أقامته قوات الجيش والشرطة منع تماماً هذا المشروع الخطير.إن حماس تحاول أن تستنسخ صورة من ذات العلاقة وذات الدور الذي قامت به قوات حزب الله مع النظام السوري فى «القصير».إن منطق القتال على أرض الغير للدفاع عن نظام حكم ضد شعبه، هو مشروع فاشل تاريخياً، لا يمكن أن يكتب له النجاح مهما طال الزمان أو قصر.وسوف يدفع معبر رفح، المغلق معظم الوقت، ثمن الحماقة الحمساوية، وسوف يدفع الشعب الفلسطيني فى غزة، الذى يرى فى مصر المنفذ والمعبر الأساسي له، الثمن فى إجراءات استثنائية تفتش وتدقق فى كل طرف من الأطراف الفلسطينية يسعى لدخول مصر.إن حماس رفضت أن تلعب دور الجارة المحايدة المحترمة للسيادة المصرية ولاختيار الشعب المصري لنظامه وحكامه وقررت أن تكون طرفاً شريراً ومسلحاً فى صراع سلطة لا ناقة لها فيه ولا جمل.ثمن هذا الخطأ التاريخى قد يصل إلى حد المواجهة العسكرية الباطشة فى سيناء، وداخل غزة من قوات الجيش المصري الذي نفد صبره على أعمال عناصر حماس الإجرامية.
|
آراء
خطأ حماس القاتل
أخبار متعلقة