غضون
صدق من سماها ثورة 30 يونيو التي قام بها المصريون، وأدت إلى إسقاط الرئيس مرسي، دفعت جماعة الإخوان المسلمين إلى إظهار وجهها الحقيقي.. جماعة تكفير وعنف وإرهاب.. والشاهد اليوم هو الشارع المصري الذي نراه بوضوح بفضل الفضائيات وكاميرا الهاتف واليوتيوب، وغيرها من الوسائل الحديثة التي ترصد أدق التفاصيل حول ما يجري على الأرض، ولسوء حظ هذه الجماعة أن هذه الوسائل ظهرت في هذا العصر الذي بلغت فيه ذروة عنفها.يوم خرجت تلك الملايين إلى شوارع مصر، وأسقطت مرسي الجماعة، وحكم الجماعة، خرج مساعد مرسي يقول للجماعة وأنصارها إن رسالة مرسي إليكم هي المقاومة السلمية، وعدم استخدام العنف.. لم يكن مرسي صادقا في رسالته، إذ كان عليه أن يقول قبلت بإرادة الشعب، ولكنه قرر مواجهة إرادة الشعب، وفهم قواد الجماعة وأعضاؤها وأنصارها أن صاحبهم يطلب منهم مقاومة مسلحة، وأول الفاهمين كان مرشد الجماعة محمد بديع، الذي راح يحث الجماعة وأنصارها على الخروج لنصرة الدين.. وتحرير مصر.. ويقول لهم لا تنازل عن الرئيس مرسي.. فهذه مسألة دونها أرواحنا!.. ولأنها دعوة للنفير العام انتشر أعضاء الجماعة وأنصارها في الشوارع يهتفون: بالروح والدم نفديك يا إسلام، وجحافلهم تزحف نحو الميادين التي يتجمع فيها الشباب الذين اسقطوا مرسي، مسلحين بالرشاشات والخرطوش والمطاوي والسيوف للانتقام من أولئك الشباب.. بالروح والدم نفديك يا إسلام، ويقتحمون البنايات ويرمون بخصومهم من فوقها كما حدث في سيدي جابر بالاسكندرية، حيث رموا بشخصين من أعلى سطح بناية، أحدهما محمد بدر الدين حسنين، وهو طالب عمره 19 سنة.. بالروح والدم نفديك يا إسلام، ويطلقون الرصاص على رجال الأمن والجيش لأن ضباطه تنكروا لقائدهم الأعلى مرسي، كما قال عصام العريان.. بالروح والدم نفديك يا إسلام، ويقتلون القساوسة، والأقباط.. بالروح والدم نفديك يا إسلام، ويستخدمون الأطفال والنساء دروعاً بشرية. لقد كان جمال عبد الناصر يسمي هذه الجماعة «جماعة تجار الدين»، وسماهم الأمير نايف بن عبد العزيز «إخوان الشياطين» و«أصل البلاء»، ويكرر الكاتب صلاح عيسى اسم «جماعة الإخوان الفاشيين» .. ويسميها ضاحي خلفان العصابة الإجرامية.. والناس البسطاء في مصر يطلقون على جماعة الإخوان المسلمين مسميات على ضوء خبراتهم المباشرة، مثل جماعة الإخوان الكذابين، جماعة الإخوان المفلسين، جماعة الإخوان المفسدين، جماعة الإخوان الفاشلين، جماعة الإخوان النصابين، إخوان أمريكا، إخوان إسرائيل، جماعة الإخوان الإرهابيين، جماعة تكفير المسلمين.. وكل هذه المسميات الرسمية والشعبية تجسدها الجماعة سلوكا عمليا في الواقع المصري اليوم.. لتضفي مزيدا من المصداقية على كل من أطلق عليها تلك المسميات والأوصاف.