لقد جاء الإخوان المسلمون إلى السلطة بعد سقوط نظام حسني مبارك.. ولأنهم وصلوا إليها عبر ثورة شعبية، ثم عبر صناديق الاقتراع، فقد أخذتهم العزة بالثورة، والعزة بالصناديق، وقبل هذا وذاك أخذتهم العزة بكونهم إسلاميين، حتى لقد خيل إليهم بأنهم آخر الثوار وآخر الخلفاء الراشدين، وأنه لا ثورة بعدهم ولا ثوار .وهذا ما صرح به الرئيس محمد مرسي عندما قال جازماً:“ لن يكون هناك ثورة ثانية في مصر “.لقد استعجل مرسي وظن بأنه قد صار ديكتاتوراً وصار فرعوناً لمجرد أنه جلس على عرش من سبقه من الفراعنة.واستعجل الإخوان وظنوا بأن ديكتاتوريتهم قد اكتملت بمجرد أنهم وصلوا للسلطة .ــــــــــــــــــــــــــــــببيان الجيش دخلت الأزمة المصرية مرحلة حاسمة، ليس من زاوية بقاء مرسي في السلطة من عدمه، وإنما من الزاوية الأهم وهي مدى إدراك المصريين للخلل الحقيقي والمتمثل في غياب العقد الاجتماعي بشأن الأسس العامة للدولة والتي بدونها لا يمكن المضي قدما نحو الاستقرار والتقدم .ــــــــــــــــــــــــــــــالديمقراطية ليس لها جذور راسخة في مجتمعاتنا، ومن يقولون إن الديمقراطية تكون عبر صندوق الانتخابات فهذا نوع من التدليس الفكري، فالديمقراطية لها آليات وأخلاقيات، وليس فقط الصندوق هو المعيار الوحيد لقياس الديمقراطية.واجتزاؤها وقولبتها وتنميطها في فعل واحد هو أكثر ما يسيء لها ويفرغها من مضمونها العام، كما لايمنحها فرصة التكرس والتحقق النموذجي المأمول.ــــــــــــــــــــــــــــــلم يسبق أن خرج الناس في تاريخ مصر بشرا بهذا الحجم.. الشعب المصري لن يقبل أن تدار البلاد في وكر مرشد له معبد سري. هذا واضح تماماً وبيان القوات المسلحة يعني الانضمام مع رغبات الشعب، الذي انتفض على طاغية، وكانت حركاته راقية، فأذن في الناس أن انفراجا سيحدث في الفترة الباقية وأن إرادة شعب أبي تحدت لها زمرة باغية.إذا سقط الإخوان المسلمون ارحموهم ﻻ غير ولاتقيموا ضدهم المحاكمات الكيدية، فهم فعلوها وأنتم أكبر من ذلك.ــــــــــــــــــــــــــــــلا مشكلة لدي من وصول الإخوان أو أي تيار سلامي آخر أو سياسي الى سدة الحكم في اليمن أو أي بلد عربي إسلامي شقيق, فلهم كل الحق في ذلك مثلما هو حق غيرهم من القوى السياسية والدينية بشرط ان تصل الى مقاليد السلطة بآليات ديمقراطية، سلمية، شفافة ونزيهة، حينها سيكون قرار الشعب الحر لا بتزييف ارادته وخياره، وأن كل من سيصل الى السلطة هو من سيجعل الناس إما أن تتمسك به أو استبداله من خلال شرعية رضاء الشعب بمن يحكمه أو برفضه.كان هذا موقفي المبدئي والثابت ولا يزال. بالأمس الأماكن والبشر الذين هللوا بفوز مرسي رئيساً لهم منذ عام, هي نفس الأماكن ونفس البشر التي خرجت لتوديعه وتطالبه بالرحيل.
للتأمل
أخبار متعلقة