رواية
الفصل الثالث/ الجزء الثالث عشرقفزت هند في فزع بعد سقوط الفنجان من يد أختها الكبرى إسراء وتلك الأخيرة تصيح فيها بجنون:-ماذا فعلت أيتها التعسة ؟وضعت هند يدها على صدرها محاولة تهدئة قلبها وهي تبتلع ريقها في صعوبة قائلة :-ماذا هناك يا إسراء؟دفنت إسراء وجهها بين كفيها وهي تقول في صوت متهدج : -لقد هدمت كل شيء يا هند، أنت لا تعرفين مدحت مثلما أعرفه أنا، لن يستسلم حتى يصل إلى حسن .[c1]سألتها هند في حيرة :[/c]-وماذا في هذا ؟رفعت إسراء عينيها إلى أختها الصغيرة الحائرة والدموع التي تسيل من عين أختها وهي تقول:-إن حسن الصواف هنا في القاهرة يا هند، وقد كنت معه البارحة، وقد أخبرني بموافقته على تكفله بمصاريف دراستك التي ترغبين بها في الخارج بعد الانتهاء من التخرج ، وكان الثمن هو تقديم رأس مدحت إليه.وانطلقت شهقة هند مع رنين جرس الباب الذي يدقه مدحت في جنون، ليعلن بداية المنحنى الأخير مع تلك الأهداب:أهداب الخيانة******انزعج مدحت كثيرا وهو يدق الجرس عدة مرات دون مجيب، دون أن يعلم ما الذي يجرى خلف الباب، فقد أوشك على فقد عقله الذي يضج بمئات الأسئلة، ويريد إجابتها بأية طريقة ولم يجد سوى إسراء.أما في الداخل فقد أشارت إسراء إلى أختها بأن تدخل إلى غرفتها، وتحركت أختها كالمصدومة غير مصدقة لما سمعته الآن.ونزعت إسراء سترتها وهي تلتقط منديلا من على الطاولة لتمسح به دموعها وتعدل من وضع زينتها في سرعة وحرفية وفتحت أزرار القميص في سرعة وهي تلقي نظرة على المرآة التي بجانب الباب وهي تحمل مزيجا بين البغض والامتعاض واللهفة.وتوقف دق الجرس بعد أن يئس مدحت من الإجابة واستدار متجها إلى باب شقته ولكنه سمع صوت الباب وهو يفتح، فاستدار في حدة وهو يرى وجه إسراء يطل من خلف الباب وهي تبتسم في خمول وكسل قائلة :-مدحت[c1]ارتبك مدحت قليلاً ثم سألها :[/c]-هل كنتِ نائمة ؟أجابته في ابتسامة حنون بعد أن تأكدت أنها قد كسرت حدة اللقاء :-بل كنت أستعد للنوم [c1]صمت لثانية وهي تغمزه بعينيها :[/c]-هل تنوى المبيت هنا .... وحدك؟ صمت مدحت دون إجابة وهو في قمة الحيرة وقبل أن يفتح شفتيه ليجيبها، استطردت إسراء في سرعة :-سأغير ملابسي وسآتي إليك في عشر دقائق.وأغلق الباب واستندت إليه وهي تطلق دمعتها الحبيسة في صمت، ثم تحركت إلى مقعدها لتجمع أشلاء فنجانها المكسور ..