الوعي الديني المشوه حين يتمكن من اجتياح المرء سرعان ما يجعله عدواً شرساً لأحلامه الجميلة، كما يغذيه بالقبح ويسلبه إنسانيته. وكذلك يجعله يصادق الشر والباطل، باعتقاد أنهما الخير والحق كله.ــــــــــــــــــــــــــــــلا يوجد أسوأ من رجل فارغ من المعنى، وهذا الرجل قد يكون رئيس دولة. حين تنظر إلى الرئيس المصري محمد مرسي ترى رجلاً فارغاً من معنى “الرئيس” ومن معنى “المصري» أكثر. هذا ما أكدته سنة كاملة من رئاسته التي توجها بخطاب تحدث فيه إلى شعبه بلسان “المعلم” وبلسان خطيب المسجد والداعية الأخرق وإن شئتم فقولوا: بلسان البلطجي، لقد تحدث بلسان أي شيء يخطر لنا على بال باستثناء لسان الرئيس.ــــــــــــــــــــــــــــــالحكومة للحزب الفائز في النظم الديمقراطية أما الدولة فهي ملك المجتمع بكل أطيافه، فهل من المعقول أن يسمح الشعب، أي شعب، لأي حزب، أيا كانت هويته أن يستولي على الدولة ليصبح المجتمع تابعا له وخادما له وخاضعاله، لا العكس؟ هل هذا من المعقولات؟ــــــــــــــــــــــــــــــكل الاوضاع سيئة في حبيبتنا عــدن بدأنا “ مرغمين “ على التماشي مع الهموم و الاحزان و الظلم حتى فقدنا الذاكرة ،، فمن منا يملك القدرة على الادّعاء انه الان سعيداً فرحاً؟! من منا يملك القدرة على الضحك حتى البكاء ذاك الضحك المنطلق من جوف قلبك إلا و يكتسحك وميض حزن لا تعرف سببه فتذرف الدمع لأتفه الاسباب و يتجلط قلبك امام ابشع المشاهد ، قالوا ان بعد كل فرحة مصيبة و لكنّا نجزم ان المصائب تحيط بعدن و اهلها دون ان نضحك .. اخشى ان نعتاد على رؤية الموت و هو يحيط بنا بأوجهه المختلفة .ــــــــــــــــــــــــــــــإننا لا نطلب صنع المعجزة الثامنة، بل وقف العمل بقانون الإقصاء، وتشكيل لجنة تنظر في قضايا المقصيين، وتحقق في أسباب إقصائهم، فإذا كانت تتعلق بممارسة فساد أو مخالفات قانونية، فمكانهم نيابة الأموال العامة، والقضاء الإداري، فلا ندافع عن خطاة أو فاسدين، وإذا كانوا أقصوا لمجرد أنهم ينتمون للمؤتمر الشعبي أو محسوبين عليه، فهذه ليست تهمة، والعدالة تقتضي إعادتهم إلى وظائفهم وتعويضهم.ــــــــــــــــــــــــــــــانتظر الناس أن يضع مرسي اعتباراً لهذه الهبة الشعبية العاصفة المسنودة بالقوة الصلبة المتمثلة في قوات مسلحة أعلنت أنها ستكون دائما في صف الشعب.. والقوة الناعمة المتمثلة في الأزهر والكنيسة والقضاء ..فضلاً عن إعلام قوي ومؤثر كشف الفارق الخرافي بين الخطابة وبين الإدارة وكشف العجز في تنفيذ أي وعود ناعمة.. لكنه لم يفعل وإنما دخل في حالة إنكار لا تصلح مساراً لمغادرة أزمة في العيش والصحة والسكن والمحروقات والأمن .
للتأمل
أخبار متعلقة