في تقاطع مهم يقع بين أكثر من استحقاق قاري، اجتمعت اللجنة الفنية باتحاد كرة القدم لتدارس أوضاع منتخباتنا الوطنية من الأول إلى الناشئين مرورا بالشباب والأولمبي وتحديد ملامح القادم بالنسبة لهذه المنتخبات التي تزدحم مواعيدها بفعل الروزنامة القارية الحافلة بالمسابقات خلال الفترة المقبلة.ومن خلال المواضيع التي تطرقت لها بدا وكأن اللجنة قد وضعت يدها على مكمن الداء بإشارتها تحديدا إلى أهمية الإعداد المبكر لكل المنتخبات من أجل ضمان الظهور الجيد والنتائج الايجابية بعد القحط الذي قادنا إلى الحضيض.تسمية الأجهزة الفنية.. الإعداد المبكر.. تكثيف المباريات التجريبية.. تلك هي ابرز التوصيات التي صدرت عن اللجنة الفنية في اجتماعها الأخير.. وهي الأمور التي كانت دائما مربط الفرس في شكوانا قبل كل مشاركة وبعدها.ولو أن الأمر يتعلق فقط بالنوايا والتوصيات لقلنا أن اللجنة قد نجحت بوضع الأمور في نصابها، وأننا ـ أخيرا ـ سنحقق النتائج التي ترفع الرأس بإتباع وصايا اللجنة ووصفتها.لكن الشيطان في التفاصيل كما يقال، والتفاصيل في كل التوصيات تبدو ملغومة، خصوصا إذا ما القينا نظرة على آخر ما تحدثت عنه اللجنة وختمت به وصاياها الموجهة إلى قيادة اتحاد الكرة، والإشارة هنا إلى ربط اللجنة تنفيذ توصياتها باستلام المخصصات من الوزارة وصندوق النشء، وتلك هي بؤرة إبليس إن لم أكن مبالغا في الوصف.لطالما كانت المخصصات هي الشغل الشاغل للاتحاد وقيادته في سنوات الملاحقة بين ( توم ) و( جيري) أو بين الاتحاد والوزارة إن شئتم، وعلى نتائجها توقفت كل الأمور، إذ دأب الاتحاد على الشكوى وحرصت الوزارة على النفي.. وبين حانا ومانا ضاعت لحانا.. أو بالأحرى ضاعت المنتخبات وتواضعت النتائج وتهاوينا في التصنيف الدولي إلى القاع. اللجنة أوصت وحثت وخلصت إلى أن كل شيء مرتبط بالمخصصات، ونخشى ـ بحكم العادة والوضع القائم ـ أن يكون القادم مؤتمراً صحفياً للاتحاد أو تصريحاً لأحد قياداته يعلن فيه عن إخلاء المسئولية وقيد القضية ضد المخصصات.. ليبدو الأمر حينها وكأن « الجمعة هي الجمعة..». فهل معنى ذلك أن ( فنية ) الاتحاد قدمت لنا وصاياها في ( طرد ) مفخخ؟!.شاهد الحال يقول نعم، لكن المنطق يجبرنا على الانتظار لنرى ما الذي يمكن أن يحدث.. ومن يدري لعل المعنيين ـ جميعا ـ ينجحون في إبطال مفعول الاشتراطات المفخخة قبل أن تنفجر لتخلف إخفاقات جديدة.
|
رياضة
الوصايا الملغومة!!
أخبار متعلقة