تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة عمالة الأطفال
أجرى اللقاءات/ محمد فؤادأقام مكتب الشئون الاجتماعية والعمل محافظة عدن ممثلاً « بوحدة مكافحة عمل الأطفال» وبالتعاون مع مؤسسة وجود للأمن الإنساني وتحت شعار « شاركني بالتوعية لمناهضة عمل الأطفال» ورشة عمل تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال الذي صادف الاحتفال به في12 يونيو الجاري.وتترك ظاهرة تشغيل الأطفال آثارا سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص، ولقد أخذ هذا الاستغلال أشكالا عديدة أهمها تشغيل الأطفال وتسخيرهم في أعمال غير مؤهلين جسديا ونفسانيا للقيام بها، علما أن العديد من الاتفاقيات الدولية قد جرمت بدورها الاستغلال الاقتصادي للأطفال ومنها (تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في حمايته من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون مضراً أو أن يمثل إعاقة ليتعلم الطفل أو أن يكون ضارا بصحة الطفل أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي (اتفاقية حقوق الطفل -المادة 32-1).على هامش الورشة التقت 14اكتوبر بعدد من المنظمين والمشاركين في الورشة وكانت حصيلة اللقاءات كالتالي: [c1]تضافر كافة الجهود للحد من الظاهرة[/c]التقينا بالأخ أيوب أبو بكر مدير عام مكتب الشئون الاجتماعية والعمل بمحافظة عدن حيث عبر خلال حديثه عن سعادته بمشاركته هذه الورشة التي جاء انعقادها تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال شاكراً كل من ساهم بإنجاح هذه الورشة داعيا في الوقت نفسه كافة منظمات المجتمع المدني بالمحافظة الأهلية منها والدولية للتركيز وتسليط الضوء على تفشي مثل هذه الظاهرة في مجتمعنا والمساهمة في الحد من توسعها،موضحا أن هذه الظاهرة تعد من الظواهر المزعجة للجميع الصغير منهم والكبير وهي سبب مباشر في الإضرار بصحة هؤلاء الأطفال العاملين في المهن الخطيرة، وطالب بضرورة تضافر كافة الجهود المعنية من اجل الحفاظ على سلامة وصحة هذه الفئة من الأطفال الأبرياء،معتبرا إياهم «العمالة التي تتقاضى أجوراً متدنية بينما صاحب العمل يستغل هذه الفئة المستضعفة ليكسب من وراء جهدهم المضني» ،موضحا ان هذه الظاهرة قد انتشرت بشكل مخيف بمحافظة عدن بالآونة الأخيرة وهي ظاهرة مرتبطة بالحياة الاقتصادية والاجتماعية ، وتمنى من خلال كلمته من الجميع أن يقفوا ويتعاونوا معا لكي نحد من هذه الظاهرة المتمثلة بعمالة الأطفال وبالأخص في مجتمعنا اليمني.[c1]ظاهرة تتنافى مع مقاصد حقوق الطفل[/c]وقد التقينا من جانبنا بالأخت مها عوض رئيسة مؤسسة وجود للأمن الإنساني بعدن حيث وصفت هذا اليوم بأنه يوم لا يحمل ذكرى احتفالية أو حدثاُ عابراً إحياء للذكرى،إنما هو يوم يذكرنا بأن هناك حدثاً مستمراً في ظاهرة تتنافى مع مقاصد الحقوق الإنسانية للأطفال ،وكذلك ما تخلفه من آثار مأساوية وأليمة وما يعايشه هؤلاء الأطفال ويتحملونه من ضنك عيش ومشقة تكاد تفوق طاقتهم وقدرتهم البسيطة.وقالت انه عندما نريد التكلم عن ظاهرة عمالة الأطفال لا نعبر عنها فقط بمشاعر اندفاعية التأثر بهذه الظاهرة إنما للاعتذار لهم بهذه الذكرى، وللاعتراف أمامهم بما عجزت معها كل القدرات والإمكانات لمعالجتها والتقليل من انتشارها عبر كافة السياسات والبرامج لشركاء التنمية من المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية.وأكدت من خلال رسالة تبعثها لكافة شركاء التنمية وحقوق الإنسان أن امن الإنسان ليس فقط الحفاظ على حياته،وإنما أيضا في أن يعيش حياته بكرامة وحرية، مساواة تكافؤ الفرص وتنمية قدراته، واختتمت بتأكيدها على ضرورة تحمل من هم مكلفون ومعنيون في مؤسسات الدولة وشركائها والمجتمع اجمع، مسؤوليتهم تجاه عمل الأطفال وفي الرعاية والحماية لحقوق الطفل والعمل بالتزام في الحد من انتشار هذه الظاهرة وتجنيب الأطفال مخاطرها. [c1]جهود ذاتية[/c]وفي السياق نفسه أوضحت الأخت نضال القباطي مديرة وحدة مكافحة عمل الأطفال بمكتب الشئون الاجتماعية والعمل بمحافظة عدن أن خلال الجهود الذاتية من قبل مكتب الشئون الاجتماعية والعمل وبالتعاون مع مؤسسة وجود للأمن الإنساني والعمل الاجتماعي وإحساسا منهم بأهمية المشاركة بمثل هذا اليوم ومن خلال هذه الشراكة تحت شعار «شاركني بالتوعية لمناهضة عمل الأطفال»، تعد انطلاقة لفعاليات أخرى في مجالات التوعية للحد من أسوأ أشكال عمل الأطفال ولإعطاء الطفل حقه في العيش الكريم، مشيرة خلال حديثها إلى أن عدن في مثل هذا اليوم تقدم ابسط ما عندها بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال وأنهم سوف يسعون جاهدين للتعريف بالقرار 56 لعام 2004م الذي يحظر أسوأ أشكال العمل في اليمن.الجدير بالذكر أن دور وحدة مكافحة عمل الأطفال يركز على التوعية بمخاطر هذه الظاهرة، إلى جانب الحد من هذه الظاهرة وبالأخص بالأعمال الخطرة وبالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني بالمحافظة.[c1]مفهوم عمالة الأطفال[/c]و التقينا بالأخت فايزة عبد الحميد محمد مديرة إدارة المرأة والطفل بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل ومنسقة شبكة حماية الطفل فتحدثت عن مفهوم عمالة الأطفال باعتبارها مشكلة من المشاكل المعقدة نظراً لتعدد أسبابها وتشابك أبعادها وارتباطها بالظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية في المجتمعات، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه الظاهرة أصبحت خطيرة تهدد مستقبل التنمية البشرية في العديد من الدول خصوصاً اليمن.وأعطت تعريفا لهذه الظاهرة بانها العمل الذي يضع أعباء ثقيلة على الطفل، الذي بدوره يهدد سلامة وصحة رفاهيته،وتطرقت الأخت فايزة خلال حديثها إلى عمل الأطفال في المواثيق الدولية إلى جانب أنواع المخاطر والآثار لهذه الظاهرة على الأطفال مختتمة حديثها بعدد من المقترحات للحد من توسع نطاق هذه الظاهرة.بينما ركزت المحامية افتكار السقاف على عدد من الاتفاقيات الدولية المعنية بالطفل إضافة إلى القوانين الوطنية وتناولت من خلال التحليل أسباب انتشار وتوسع هذه الظاهرة وخاصة في السنوات الأخيرة.[c1]الأطفال والأعمال الشاقة[/c]وختاماً التقينا بأحد المشاركين الشباب (حاتم عصام قائد عضو في مؤسسة وجود للأمن الإنساني حيث قال: من المعروف أن مثل هذه الأعمال الشاقة وجدت للكبار لما يمتلكونه من قوة جسدية وتحمل وتقبل مثل هذه الأعباء في العمل ،حيث أنها لا تصلح أو تتناسب بأي شكل من الأشكال مع تركيبة هذا الجسد الصغير الهش ،مشيراً الى انه عندما يقحم يبذل مجهوداً كبيراً لا يتحمله عقله قبل جسده،مضيفا أن هناك الكثير من الأطفال يتركون مدارسهم إما بقناعتهم الشخصية أو بضغوط من أسرهم ليجدوا عملا يعولون به أنفسهم و أسرهم الفقيرة ،ومثل هذه الضغوط التي يتعرض لها الطفل من البيئة المحيطة به تنعكس مع مرور الوقت على نفسيته وتكوين شخصيته وهو يشعر بالألم عندما يرى رفقاءه وإقرانه يذهبون إلى المدرسة وتشكل عنده حالة من الكبت النفسي والانكسار.