حين أدركت السلطة أن للحراك الجنوبي بعداً سياسياً رفضت الاعتراف بالأزمة وبالقضية الجنوبية.. وقد ظل الحوار لفترة طويلة بعد حرب عام 1994يدور حول: هل هناك قضية جنوبية لها خصوصيتها وطبيعتها التي تختلف عن غيرها من مناطق اليمن ومحافظاته أم أن الكل في الهوى سواء!! فما يعانيه ابن حجة والحديدة وابن المحويت وريمة وابن مأرب والجوف لا يقل عما يعانيه ابن حضرموت والمهرة وابن شبوة والضالع وابن أبين ولحج وعدن. ظلت القوى السياسية ومن منطلق الحماس الوحدوي ترفض القبول بتجزئة الهم اليمني وحين بلغ السيل الزبى وانفجر الحراك الشعبي في الجنوب أدركت القوى السياسية في المعارضة بشكل خاص أن تجاهل المرض ومحاولة التقليل من مخاطره أو التعازي عن طبيعته لا يخدم الوحدة .ــــــــــــــــــــــــــــــ الدولة الاتحادية (الفدرالية) هي مخرج عملية وحدوية بين عدة كيانات سياسية مستقلة قائمة ومجسمة على الأرض لا كيانات مستقبلية أفتراضية متخيلة من قبل نخب سياسية. الدولة الفدرالية تنشأ عن تطلع عدة دول للتوحد والاندماج في كيان واحد, إنها فعل إيجابي يستهدف مصلحة جميع مواطني الكيان الاتحادي الجديد بحيث ينعم كل مواطن بالعيش في كل من: وطن صغير وسعيد (الدولة_ الاقليم التي تشكل وجدانه فيها قبل أن تتخلى عن بعض مظاهر السيادة لصالح الدولة الجديدة) ووطن كبير ومهاب وهو الدولة الاتحادية (الفدرالية) التي صار أحد مواطنيها.ــــــــــــــــــــــــــــــ الإشكالية في الحكومة ليست في أشخاص الوزراء إنما في فهم التيارات السياسية التي يمثلونها للمرحلة الانتقالية التي يعتبرونها فرصة ذهبية لتغيير المعادلة على الأرض, مستغلين انشغال القوى الجيدة بالحوار, الذي لن ينتهي إلا وقد أجهزت مراكز القوى التقليدية التي ركبت موجة الثورة على الأخضر واليابس وغيرت الواقع على الأرض, وهذا سيؤهلها لإعادة إنتاج نفسها في أقرب انتخابات وبالتالي ستكون هي الجهة التي يُناط بها تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. ــــــــــــــــــــــــــــــ يؤخذ على حراك أبناء الجنوب عدة مثالب رغم التزامهم بصورة تثير الاعجاب “بسلمية حراكهم” اول تلك المثالب غياب الفكر والمفكرين عن قيادة ورسم طرق النضال للشعب واتسام النضال احيانا “بصور غوغائية” مع الاخذ بالاعتبار ان ذلك قد تيده متخصصون سلوك انساني “هياج التجمعات” وقد نجده في اي تجمع بشري حتى لدى مشجعي الكرة.ــــــــــــــــــــــــــــــآن الأوان للأجيال العربية الصاعدة أن تدرك بأنها تقترف خطأً شنيعاً بإهمالها اللغة العربية. وإذا كان العرب يعتقدون أن لغتهم غير عملية، فها هم الآخرون، مشكورين، يعتبرونها لغة أساسية عالمية في المجال الإلكتروني الذي غدا مجال التواصل والتفاعل الأول في العالم، ربما لقرون قادمة. شكراً «مايكروسوفت”! شكراً “غوغل”! شكراً “فيسبوك”! شكراً “تويتر”! شكراً «يوتيوب”! شكراً “ياهو” لأنكم أعدتم الاعتبار للغة العربية، إن لم نقل أنقذتموها من العرب.
للتأمل
أخبار متعلقة