يذهب إلى مواخير السياسة ليفعلها، لأنه ظلامي يحب السرية، لا يريد زواجاً من الواقع والحقيقة، فقط يبحث عن الحرام السياسي، عقله لا يدفعه للفضيلة، فهو مشوه بفعل الغرف المغلقة والحارات المزنوقة وتربية الخراف!.نفسيته خربة، شره لخرق القاعدة والثوابت والمنطق والأخلاق، وتواق للخطيئة، ومحب للدماء، فهي تشعره بفرحة سني الحرمان، الشبق لديه في خراب ينتشر وفوضى تسود، لا يعرف للحياة السلسة السليمة الهادئة مستقراً، يقتات على المؤامرات، ويبعث دوماً برسائل الحب الحرام، حب لا ترضى عنه السماء لأنه تمييزي عنصري، يستخدمونه مع آخرين ليل نهار استغلالاً للفقر والجهل والتدين الخادع، يستغلونه مثل غواني السياسة ليكسبوا قليلاً من كثير، وفق إرادة نزوات ليليلة لشيوخ فاتهم العصر، ويعيشون في كهف ماضيهم، أعجزت قدراتهم بلايا الزمن وفساد العقول وذمم الشياطين وهوى المغنم واستحلال الوطن!.لا يريدون حلال السياسة، لأن الطبع يغلب التطبع، فالحرامي يبحث عن فرائسه في الظلام الحالك، وينتظر في هوس ضحاياه بفارغ صبر المنتقم المغتصب، يسألونه عن مصريته فيستنكر ويتجاوز وطنه «نحن أمة» يكمل لله العاقل الحكيم الإجابة «نعم أمة إخوانية تكره الموطن وتغادره إلى دوحة الريالات ويتحكم فيها راعي غنم»!وما دام التنظيم سرياً فالعادة السرية تشغله، فلا يريد نكاحاً حلالاً من الأوطان بل يريد سفاحاً لصالحه وصالح آخرين تمتد خيوطهم وتشابكاتهم إلى المتآمرين على عالم عربي كتب الله عليه حكاماً ظلمة فاسدين ليأتى بعدهم جماعات ظالمة فاسدة ترفض الآخر وتنتصر لمشروعها!.عادتهم السرية غلبتهم حتى في لحظات التحقق والنهاية للمخلوع، فأرادوها دائماً بنفس تفاصيلها المقززة «فساد وظلام واستبداد» ويبحث الجميع عما ادعوه من شرف وما تظاهروا به من أخلاق ضحكوا به على عاصري الليمون، فلا تجد له أصلاً أو محلاً، فكان مثل دينهم التجاري الذي يناسب المصلحة والمقاس، مقاس الطاعة والخنوع وغيبة الإرادة وانتهاك الحرية!.العادة السرية السياسية تأتي بدعم أعوان المصلحة وثلاثى أضواء المسرح السياسي، والجميع يتفرجون على مسرحية «اللاأخلاق» على خشبة المقطم، ويدارون العورة تلو العورة، لكن الأضواء ساطعة والحقيقة جلية، والمنطق عاد، والعقل حضر، والخداع زال، والقناعات روجعت، والبوصلة تحركت لتعدل المسار، والجميع أمام مسئولياته، والجيش في قلوب الناس بعد عامي المرار، لكن الشعب «متلخبط» لا يعرف أين يذهب، هل يجري لوادي الجيش أم يذهب لصحارى المعارضة المنقسمة؟ هل يجلب من ذاته الخلاص أم يعود ليستدعي زمن نظام سحقه وقهره وسرقه!العادة السرية السياسية +80 (عمر الجماعة) أوصلتنا لحافة الهاوية بعدما ظن المراهقون أنها ستمنحهم رجولة أو تعطيهم قوة ليرتعوا في براح الوطن ويغتصبوا حقوقه بعيداً عن حلال التوافق والتشارك، المرض بالسرية سيلاحقه الظلامي فهو جزء من تكوينه وتربيته، وإذا سألته «ماذا تريد؟» لقال براحة سنوات التربية داخل الحظيرة: «أريد مكاناً مغلقاً ومنشطات للمؤامرات، وما ذنب النباتات!».
|
آراء
عالم (الإخوان) السري
أخبار متعلقة