القاهرة/ متابعات :“تحيا مصر” العبارة التي رددها أهالي منطقة الوايلى وشباب الكاتدرائية، وذلك عقب تفاوضهم على فتح الطريق أمام الكنيسة، وتمكنوا من إعادة تسيير المرور، عقب ليلة دامية تبادل فيها مجهولون وشباب الكنيسة إطلاق أعيرة الخرطوش، وزجاجات المولوتوف والحجارة.“ليلة ساخنة” أطلقها أهالي العباسية على الأحداث التي شهدها محيط الكاتدرائية المرقسية، خلال المواجهات بين مجهولين وشباب الأقباط الذين تصدوا لهجماتهم طوال الليل، وحتى الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، وتبادلا فيها التراشق بالحجارة وإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة وطلقات الخرطوش، فيما ألقى القبض على عدد من شباب الأقباط لتعديهم على أفراد الأمن المختصة بالتأمين بإلقاء زجاجات المولوتوف عليهم، واعترض المجهولون المارة بالشوارع الجانبية المؤدية إلى الكاتدرائية، وهشموا زجاج بعض السيارات وأتوبيس ركاب وأجبروا قائدي السيارات على تغيير مسارهم.وتواصلت الاشتباكات منذ الساعات الأولى من يوم أمس الاثنين، بعد أن توقفت لمدة ساعات بعد قيام متظاهرين يصل عددهم لحوالي 100 شخص، بقطع شارع رمسيس من أمام محطة أنفاق مترو الدمرداش، مستخدمين فى ذلك الحجارة وإطارات السيارات، ومنعوا الحركة المرورية بالشارع خوفا من تكرار الهجوم على الكاتدرائية، وتبادل عدد من الأطفال المجهولين والشباب المتواجدين بمحيط الكاتدرائية، الطوب والحجارة وطلقات الخرطوش وزجاجات المولوتوف الحارقة.وتجمع العشرات من المجهولين أمام الشوارع الجانبية المقابلة للباب الرئيس للكاتدرائية، وكثفوا من إطلاق طلاقات الخرطوش وزجاجات المولوتوف، وصعدوا على أسوار الكاتدرائية، وقاموا بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف، ومنهم من أطلق طلقات خرطوش في محيط الكاتدرائية بالداخل، في ظل صمت من جانب قوات الأمن والمدرعات المتمركزة في محيط الكنيسة.وتصاعدت حدة الاشتباكات بين المجموعات المتواجدة فوق الكاتدرائية وشباب الأقباط بداخلها، وفى الشارع المقابل للكاتدرائية، حيث تجمع العشرات واشتعلت بعض الأشجار جراء زجاجات المولوتوف التي يلقى بها من أعلى الكاتدرائية، وتحطمت الواجهة الأمامية لأحد فروع شركات البترول المتواجدة، وذلك إثر إلقاء الحجارة والمولوتوف والخرطوش فى اتجاه فرع الشركة من قبل المتواجدين فوق الكاتدرائية، وقام بعض الأشخاص التابعين للشركة بالتمركز أمام المقر لمحاولة حمايته.من جانبهم، اعترض 4 أشخاص مجهولين أحد الأتوبيسات المارة بمحيط الكاتدرائية، في الصباح وكسروا الزجاج الأمامي والجانبي له، فيما دارت مشادات كلامية بين ركاب الأوتوبيس ورجال الأمن الموجودين بمحيط الكنيسة، حيث طالب الركاب رجال الأمن بمطاردة المجهولين، وإلقاء القبض عليهم، وعلى الفور أرسلت قوات الأمن مدرعة لمطاردة المجهولين.من جانبهم، قام أهالي المنطقة المحيطة بالكاتدرائية، بعمل لجان شعبية ووضع حواجز حديدية فى الشوارع المحيطة بالكنيسة، وعلى جانب آخر يقوم الأهالى بتسيير الحركة المرورية من خلال توجيه السيارات إلى اتجاه الشوارع الجانبية للكنيسة، وإبعادهم عن منطقة الاشتباكات.وألقى رجال الأمن المتواجدون بمحيط الكاتدرائية بالعباسية، القبض على أحد شباب الكاتدرائية، لتعديه على قوات الأمن، وإلقاء إحدى زجاجات المولوتوف عليهم، جاء ذلك خلال تفاوض عدد من الشباب المتواجدين داخل الكنيسة مع قوات الأمن لتهدئة الوضع، فخرج من بينهم وألقى المولوتوف على القوات المتواجدة، لتلقي قوات الأمن القبض عليه، وتم احتجازه داخل إحدى المدرعات.وكانت قيادات الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، قد ناشدت جموع المصريين وخاصة ممن يقومون بالتعدي على شباب الأقباط الموجودين أمام الكاتدرائية، والذين يقومون بارهاب الأبرياء من المواطنين، وبث الخوف والذعر، ضرورة ضبط النفس والتوقف عما يفعلونه.من جانبهم، طالب عدد من القيادات الأمنية المتواجدة بمحيط الكاتدرائية الشباب بضرورة ضبط النفس، وعدم الانصياع إلى دعوات التخريب وقطع الطريق، وضرورة تهدئة الأوضاع حتى لا تتفاقم أكثر من ذلك، وطاردت قوات الأمن بالشوارع الجانبية المجهولين الذين يلقون الحجارة والمولوتوف، ويطلقون طلقات الخرطوش على شباب الأقباط المتواجدين أمام الباب الرئيسى للكاتدرائية.من ناحيتها أصدرت جبهة الإنقاذ الوطني بياناً صحفيا صباح أمس الإثنين للتعقيب على الأحداث التي شهدها محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مؤكدة على إدانتها الكاملة للأحداث التي وصفها شهود عيان بالمدبرة بغرض إشعال فتنة طائفية في البلاد.وحملت الجبهة في بيانها الرسمي نظام حكم الإخوان، والرئيس محمد مرسي وداخليته المسئولية عما وقع من اشتباكات وإصابات، لاسيما مع ما ذكره شهود عيان بالمنطقة عن تواطؤ من جانب الشرطة. وطالبت الجبهة بتحقيق مستقل وشفاف للوقوف على المحرضين و الفاعلين الحقيقيين وراء هذه الإشتباكات، مع ما رصده العديد من المصريين من وجود أشخاص بمناطق متفرقة وسط القاهرة يحاولون إشعال الفتنة.وقالت الجبهة: “ أن الإشتباكات التي تأججت على وقع أحداث “الخصوص”، بالتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي ضد سلطة الإخوان وسياساتهم الإقتصادية والاجتماعية التي تزيد المصريين فقرا، وسعيهم لإختطاف الدولة وكافة مؤسساتها وإنتاج ما هو أخطر من الحزب الوطني المنحل، تبدو مقصودة بغرض شغل المصريين عن العدو الحقيقي الذي يسير بمصر وأهلها جميعا إلى الهاوية.وأهابت جبهة الإنقاذ بأبناء مصر، مسلمين وأقباطاً، التحلي بأقصى درجات الوعي لإدراك هذه المؤامرات التي لا تتورع عن دفع المصريين إلى اقتتال داخلي وتفكيك مصر وتدميرها من أجل الاستمرار في تنفيذ تلك المخططات، وتدعوهم للتكاتف سويا للتصدي لهذا المشروع المدان وبناء مصر التي حلموا بها في ثورة 25 يناير، وطنا للجميع شعاره “عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية.”
جبهة الإنقاذ تدين أحداث “الكاتدرائية” وتحمل مرسي المسؤولية
أخبار متعلقة