طوفان الربيع الثوري المعلب الذي اجتاح المنطقة كوباء.. أهدانا الابتلاء، والتشبع حد الامتلاء، وفرض الاستضعاف والاختباء، ولساننا: لا أهلا به ولا مرحبا. هذا الربيع أفرز كثيراً من المصلحات والمقولات والأحداث التي دارت، وتدور، على الألسنة مثل علكة اللبان بما تحمله من شحنات عدائية، وصواعق تفجيرية، ومنذ بداية المشهد الدموي حتى اللحظة الحاضرة.. استحضرت - في شبه محاولة إحصائية - كما هائلاً من تلك المخرجات، أنشر بعضاً منها بما يتسع الحيز لها بغية التذكير والتأمل، وإعادة القراءة انطلاقاً من أننا قوم أدمنا الحكم على الأشياء من منظور عاطفي لا من زاوية استقراء عقلي، ولا نصحو من تحديد الشعار الثعباني إلا بعد وقوع الواقعة، ولنبدأ بالذكر من غير أي تعليق اهتداء بقول شاعر العربية الأكبر أحمد بن الحسين: خذ ما تراه، ودع شيئاً سمعت به في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل سلفنة، أخونة، سورنة ، اسلمة ، الشعب يريد إسقاط النظام، الرئيس يقتل شعبه، مشروع التغيير، المشروع الإسلامي، النظام يقتل الشعب، سلمية.. سلمية، معارك الدستور، سوق المبادرات، فصول المؤامرات والمناورات، استمراء تقديم التنازلات، الفلول، بقايا النظام، الحكم العائلي، سلطة القبيلة، إسقاط الاستبداد، الشرعية الثورية، سلطة الأسرة، الشرعية الدستورية، استباحة السيادة، المجلس الثوري، المجلس الوطني، المجلس العسكري، الاعتصامات، المسيرات اليومية: الصباحية والمسائية، المشفى الميداني، الائتلافات، التنسيقات، المنسقيات، الجيش الحر، مشاريع التقسيم، سيول الاتهامات، التكاثر الليموني للأحزاب الكرتونية، النشاط الدؤوب للسفارات، افتقاد الثقة، تحذير الأحقاد، تعميق ظاهرة التازيم، سقوط هيبة الدول، ارتفاع قوي لأصوات الأقليات، موجة الانشقاقات، اتساع مساحة الخلافات، أعداد مهولة من الشهداء والجرحى، جيوش الشعارات المسممة، شرعنة للفتن والانقسام وحوادث القتل، توفير الغطاء السياسي للجرائم والانتهاكات، كثرة أعمال البلطجة، قذارة شوارع دول الربيع، محاولات فرض العصيان المدني، التنظيرات السخيفة والخطيرة: الاستبداد الداخلي أخطر من الاستعمار الأجنبي، تطاول الصغير على الكبير، أكبر تسوماني كذب في التاريخ، تجاوز المرؤوس لرئيسه، لجان تقصي الحقائق، فرق نشر البوائق، رواج سوق المحللين الفاشلين الضالين المضلين، ولاتقل بعدهم آمين، إقفال آلاف المصانع، رمي آلاف وملايين العمال على ارصفة الشوارع، زيادة البطالة أضعاف ما كانت عليه البطالة، شيطنة الشارع، فن تفكيك المنظومات الأمنية والعسكرية، التجرؤ على هيبة القانون، منهجية التدمير للكيانات القائمة، الاحتقان السياسي، الفلتان الأمني، اللجان الشعبية، تمدد الحركات الإسلامية السلفية والجهادية مثل القاعدة، أنصار الشريعة، الحوثيين، التوحيد، النصرة وغيرها، نزعات التطهير، ثورة المؤسسات، إدخال الدول في النفق الشديد الظلام، غياب المهنية الإعلامية، انتشار جرادي للمتصيحفين، افتقاد الجدية في المعالجة، توافر الجدية في الشحن العنيف، كسر حاجز الخوف، كسر سور الأمان لدى المواطن، ربيع المبادرات والورش والندوات، غياب الأمن، حضور الفوضى الممنهجة، فرض قانون الغاب، تكاثر مخيف للسلاح في البيوت، تلاشي ميثاق الشرف الصحفي، الاستقواء بالخارج، تجاوز كل الخطوط الحمر، تهاوي سلطة الدولة أو القانون العام، إضعاف الجيوش العربية، الانشقاقات، بزوغ قوي للنزعات الطائفية، بروز واضح للدعاوى المناطقية والجهوية، استمرار ظاهرة الحرق ( انتحار الأفراد )، سفراء دول النفوذ.. الحكام الجدد، الغلاء الفاحش، تدهور الخدمات الاجتماعية، التدمير الاقتصادي المنظم، الإغلاق المستمر للشوارع، تنظيم المظاهرات المتواصلة بسبب أو بدون سبب، كثرة الفتاوى، بروز الحرب الأهلية.. إلى حد ما، التنابز الإعلامي القذر، الضربات القاضية للسياحة .. واستفادة تركيا، اهتزاز هيبة القضاء، استمرار مسلسل القتل والاغتيال، المزايدة بالشهداء والمتاجرة بدمائهم .. عند البعض، كثرة النزوح ومعسكرات النازحين، مغادرة الاستثمار وضياع آلاف فرص العمل، انتشار ثقافة التسول، وصول أكثر القوى الإسلامية إلى الحكم وضراوة الهجمات الإعلامية عليهم.. مصر نموذجاً، تحول خطباء المساجد إلى نجوم في الفضائيات، إساءات منظمة لرموز وطنية فاعلة، ظهور حالات ندم عند عدد من الثائرين، فجور الخصومة عند الفريقين المتعارضين أو بين التكتلات المعارضة، التهديد المستمر بالمليونيات، مع أول بريق.. سرعة تغيير المواقف الثورية أو الوطنية، مذابح اللغة العربية في اللافتات والشعارات والندوات والمداخلات وتحليلات المنظرين الفاشلين، خدش الجمع .. أعياد المسلمين الصغيرة بشعارات مستفزة وصدامية مع الآخر، احتفاء غير مسبوق بالدم المسفوك، بطشة الحقد والحسد وفظاعة الإلغاء للآخر، نسف كل الثوابت، دعوات القبائل إلى الدولة المدنية الحديثة، التفجيرات المستمرة لأنابيب النفط والغاز وضرب أبراج الكهرباء، الاستنزاف المريع لاقتصاديات وثروات واحتياطيات شعوب الربيع، محاكمة رموز النظام السابق، أقلمة الأزمة، أقلمة الدول، الشراكة في السلطة والثروة، الالتفاف على شرعية الصندوق بالتثوير، لا دراسة ولا تدريس... التفكيك الحاصل المنظور وغير المنظور لدول الربيع، شيوع الديمقراطية التوافقية أو الحلول التوافقية، الزحف إلى غرف النوم. لقطات : الثورات .. غالباً، تبدأ سلمية ، وتنتهي.. ديكتاتورية . - ( أنا أؤمن بأن اللغة العربية هوية، ومن لا هوية له، لا مستقبل له ). الروائي التونسي أبوبكر العيادي - تعليقنا:.. وربيعهم كاد أن يفقدها هويتها وقوتها ومكانتها . قال محمود درويش : ( غضبُُُُ أوردتي ، غضب فمي .. ودماء أوردتي .. عصير من غضب ). ليتك تعلم أن غضبك وغضب العرب على إسرائيل .. حولوه إلى غضب العرب ضد العرب.. والدم العربي مايزال ينهمر وســ .. - ( الإسلاميون يجدفون ضد التاريخ ) الأكاديمية التونسية د. رجاء سلامة .. نحن في وضع، حالة اللاحوار.. مع هذيان الحوار عن نجاح الحوار .. شيء أشبه بالخوار والدوار والنفار، والسكار والنقار، وألاعيب الصغار. آخر الكلام هبوني عيداً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين جرهم سلام على كفر يوحد بينناوأهلاً وسهلاً بعده بجهنم*الشاعر القروي ( الخوري )
|
آراء
إبحار على ضفاف لغة الربيع
أخبار متعلقة