لاحظنا في جلسة سابقة من مؤتمر الحوار الرأي المطالب بالانفصال واستعادة الدولة وتقرير المصير، لا أحد يمانع ان يطرح مثل هذا الطرح، ليقنعوا الآخرين بأن هذا هو الحل للقضية في الجنوب.الباب ما زال مفتوحاً لالتحاق عدد من القيادات الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني لأن الآلية الموجودة في إطار مؤتمر الحوار الوطني فرصة تتاح للجنوبيين ككل ليقدموا جميع مشاريعهم وآرائهم أياً كانت. ــــــــــــــــــــــــــــــالاختبار البسيط لكل الأقاويل التي تتردد هنا وهناك عن القضية الجنوبية هو في غاية البساطة: أن يتخلى كل منتفع من تدمير الجنوب عن المنافع والغنائم التي جناها بفضل السيطرة على الجنوب، لأننا ببساطة لا يمكن أن نفهم معنى أن يتغنى أحدهم بالوحدة اليمنية ويتبجح بقدسيتها ويدعي تبني القضية الجنوبية بينما يتمنع في التنازل عن قطعة أرض أو حتى مئات القطع التي سطا عليها من أملاك الفقراء في الجنوب. .ــــــــــــــــــــــــــــــهل من المصلحة الاستمرار في حشد الجماهير بفترات متقاربة ام تخصيص هذا الحشد الجبار في المناسبات الوطنية الكبرى او كردة فعل لحدث كبير يتطلب إرسال رسائل قوية معبرة عن إرادة أبناء الجنوب فأكثر ما يخشاه المرء هو استنزاف طاقة الجماهير وحماستها التي قد تمل من المسيرات المليونية إذا تكررت بشكل مستمر ستفقد مفعولها وتأثيرها . ــــــــــــــــــــــــــــــالمجتمع الدولي والإقليمي بدأ بالاهتمام بالقضية الجنوبية ، إنما ما زال الطريق طويلا خاصة أن العقلية القائمة في صنعاء ما زالت تنظر الى أن المسألة (مسألة مظالم)، بينما الواقع على الأرض يبعد مسافات طويلة عن هذا التفكير .ــــــــــــــــــــــــــــــ بدون إقامة الدولة أولاً والاتفاق عليها، وإبعاد الجيش عن هيمنة القوى الحزبية والسياسية والاتفاق على معايير اختياره وأماكن تموضعه، بدون ذلك، لا أمل في نجاح حواركم ولا في استقرار وطنكم .ــــــــــــــــــــــــــــــ الذين يتنافسون على ملء مقاعد الجنوبيين المنسحبين من مؤتمر الحوار من أجل مائتين وعشرين دولاراً يومياً لا يمثلون إلا أنفسهم.. ولا يشرف مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن يكون بين أعضائه أمثال هؤلاء اللاهثين وراء الدولارات دون أن تكون لهم قضية محترمة . على الرغم من أن هؤلاء لا يفهمون حتى الآن الرسائل التي وجهها القائمون على المؤتمر الذين قالوا لهم بوضوح أن هذه المقاعد مخصصة للقادة الجنوبيين الكبار والقيادات الجنوبية الميدانية .. فمتى سيفهم هؤلاء ؟ .
أخبار متعلقة