المؤشرات الاولية لجلسات مؤتمر الحوار الوطني المنعقدة حتى الآن تتجلى منها نتائج ايجابية مبشرة بان القادم سيكون افضل لليمن لاسيما وان المتحاورين مدركون ان الحوار مفتاح الحل لكافة القضايا والمشكلات العالقة في البلد وهو ما سيحدد مصير الشعب اليمني بحيث يحيا الجميع آمنا مستقراً موحداً ليس فيه ظالم ومظلوم ولا منتصر ومهزوم.ومادام المتحاورون متيقنين ان انتزاع الحقوق والانتصار للمظالم لا يتأتيان عبر فوهات البنادق وانما عبر الحوار الجاد والمسؤول فيعني ذلك اننا نسير في الطريق الصحيح الذي يخدم الامة اذ صرنا ننقل للآخرين تجربة يمنية نوعية تؤكد حكمتنا اليمانية وصورة رائعة لرزانة الوعي المجتمعي الذي يتمتع به اليمنيون مهما اختلفنا .. ان الكلمات التي يلقيها المتحاورون في قاعة مؤتمر الحوار الوطني على مسامعنا بمختلف مشاربهم توحي بان تبايناتهم في الرؤى رحمة سترى طريقاً للنور تصب في آخر المطاف في مصلحة اليمن ككل لا العكس فكم هو جميل ان يصفق ويبتسم المختلفون في الرؤى لبعضهم البعض مع ان ما قيل لا يتفق مع فكرة وقناعة الآخر لكن نجد ان الانسجام والتواؤم سائد لدى المتحاورين وان النوايا حسنة سباقة في إنجاح هذا الحوار . ثمة من ينظر الى الحوار بنظرة تشاؤمية تبعث الخيبة واليأس بل ويراهن على فشله وهذا ما يحاول البعض بالفعل تعميمه واشاعته بين عامة الناس والواضح ان مثل أولئك لا يحبذون شيئاً اسمه حوار واستقرار وامن البلد فهم اعتادوا على المتاجرة بالحروب وجني المال من هكذا وضع مفكك متناحر يمكنه من استغلال المتصارعين لما فيه مصلحته الذاتية بعيداً عن الوطن ..! ان من يحاول نثر الشوك امام المتحاورين على انها ورود ويستغفل ارادة الشعب الذي يعلق آماله على نجاح مؤتمر الحوار الوطني سيكون مصيره مخزياً مستقبلاً والايام ستثبت ذلك تقدمت ام تأخرت لان الذين يبغون حواراً مفصلاً على مقاساتهم لا فرق بينهم وبين نافخ الكير وبالتالي فان الاشتراطات التي يفرضها البعض لدخوله الحوار لا يمكن ان تجعلنا ننعته بالوطنية بل هو خائن للوطن.. ونقول لهؤلاء ان الحوار حتماً سينجح بهم او بدونهم ومن يبني نتائجه التخويفية من عدم نجاح الحوار وما ستؤول اليه البلاد في حال فشله نطمئنهم ان لا شيء سيحدث مادمتم بعيدين عن الحوار والوطن فكل ما في الامر انكم تبررون خنوعكم النفسي اذ تحاولون عكس انهزامكم على الحوار ليس الا.. وهنا لا بد من التذكير ان الذين يروجون بلاشعور بان الحوار الوطني الفرصة الأخيرة وقد نكون او لا نكون من خلاله فهذه نظرة قاصرة توحي باننا سنموت وسندخل دوامة لا تحمد عقباها خاصة اذا تعثر الحوار ولم ينجح بل العكس من ذلك فالنجاح لا بد ان يسبقه عثرات وبالتالي لا يجب ان نيأس بل نتفاءل ونثابر حتى نحقق النجاح مهما يكن الامر.. في الاخير ان امام المتحاورين مهمة وطنية على عاتقهم يجب النظر اليها بعين المسؤولية فالشعب كل الشعب يعول عليهم كل آماله وطموحاته لإنجاح هذا الحوار الذي سيكون بمثابة النور النافذ الى نفق مظلم ليبدد الظلام في انحاء جدرانه المعتمة.
|
آراء
الحـوار.. مـاض فــي طــريقـــه
أخبار متعلقة