صنعاء / سبأ : أعلن نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل عبدالوهاب الأنسي في مستهل الجلسة المسائية لمؤتمر الحوار التي عقدت بعد ظهر أمس عن إدانة أعضاء وعضوات المؤتمر واستنكارهم الشديد لحادث الاعتداء الإجرامي والكمين الغادر الذي استهدف عبدالواحد أبو راس أحد أعضاء مؤتمر الحوار عن قائمة « أنصار الله» أثناء مروره ظهر أمس في شارع النصر بأمانة العاصمة ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من مرافقيه وجرح اثنين آخرين.وطالب نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني خلال ترؤسه للجلسة المسائية الأجهزة الأمنية بسرعة التحقيق في هذه القضية وضبط المتهمين وإحالتهم إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
وبعد ذلك واصل المؤتمرون استماعهم إلى مداخلات أعضاء وعضوات المؤتمر حول تطلعاتهم من مؤتمر الحوار والسبل الكفيلة لخروجه بنتائج تلبي طموحات ابناء شعبنا اليمني وتكفل معالجة مختلف القضايا الشائكة على الساحة الوطنية وتؤسس لدولة يمنية حديثة تواكب تطورات العصر.وأكد المتحدثون في مداخلاتهم الأهمية الحيوية لمؤتمر الحوار الوطني والآمال المعقودة عليه لتجسيد الحكمة اليمنية وبلورة الحلول والمعالجات لمختلف قضايا الوطن الرئيسة وإعداد رؤية استراتيجية لبناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها جميع ابناء الوطن.. لافتين الى ضرورة ان يدرك جميع المشاركين انهم لا يمثلون المكونات السياسية التي رشحتهم لعضوية مؤتمر الحوار أو المحافظات التي ينتمون اليها وإنما يمثلون الوطن اليمني بشكل عام وأن يجسدوا في كافة اطروحاتهم شعار مؤتمر الحوار «بالحوار نصنع المستقبل.. شركاء في المسؤولية الوطنية.. شركاء في صناعة المستقبل».
وشدد المشاركون على أهمية التعجيل باستكمال قرارات إعادة هيكلة الجيش والأمن وتعيين قادة المناطق العسكرية في اقرب وقت وفقا لمعايير الكفاءة والشروط المحددة لشغل المناصب القيادية في القوات المسلحة والأمن وبعيدا عن اية اعتبارات أخرى .. لافتين الى ضرورة الاسراع في معالجة المظالم في المحافظات الجنوبية والشرقية بما في ذلك معالجة أوضاع الموظفين والعسكريين والامنين المبعدين من وظائفهم وكذا سرعة إعادة الاراضي والحقوق المنهوبة الى اصحابها واستعادة اراضي الدولة التي تم السيطرة عليها بطرق مخالفة للقانون بما يؤكد جدية الدولة في معالجة الاخطاء وجوانب القصور التي رافقت الفترة الماضية .وبينوا أن المعضلة الاقتصادية تعد المشكلة الرئيسية في اليمن التي ولدت الكثير من المشاكل الأخرى سواء على صعيد تباطؤ سير عجلة التنمية او اتساع رقعة البطالة والفقر وتردي مستوى الخدمات العامة الأمر الذي يستوجب اعطاء معالجتها عناية خاصة في مخرجات المؤتمر مع تطبيق اصلاحات شاملة وجذرية تعالج كافة جوانب القصور بما يكفل تسريع وتائر التنمية الشاملة والمستدامة في عموم محافظات الوطن والقضاء على غول الفساد وتطوير الإدارة وتطهيرها من الفاسدين وتنمية موارد الاقتصاد الوطني واستغلالها الاستغلال الامثل لصالح التنمية وتحسين بيئة الاستثمار بما ينعكس ايجابيا في تحسين الاحوال المعيشية للمواطنين، مشيرين الى أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص خلال الفترة القادمة .
وأشاد المتحدثون والمتحدثات من اعضاء المؤتمر في مداخلاتهم بتضحيات الشباب والاهداف العظيمة التي حملوها في ثورتهم السلمية وضرورة ان تنعكس تلك الاهداف في مخرجات المؤتمر لضمان صنع المستقبل الأفضل لليمن واليمنيين وتلافي كل سلبيات الماضي.وفي حين جدد المتحدثون ادانتهم للحادث الاجرامي الغادر والجبان الذي استهدف احد اعضاء مؤتمر الحوار ظهر أمس بأمانة العاصمة .. حذروا في الوقت ذاته من مغبة مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تستهدف تعكير صفو اجواء الحوار ومحاولة التأثير سلبا على مؤتمر الحوار الوطني وإعاقته من الوصول الى مخرجات تؤسس لانطلاق الدولة المدنية الحديثة.وأهابوا بالأجهزة الامنية سرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدلة وكذا تعزيز يقضتها لمنع وقوع مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تستهدف اعضاء مؤتمر الحوار مع مضاعفة جهودها لترسيخ دعائم الامن والاستقرار في العاصمة صنعاء وعموم ارجاء الوطن خلال هذه المرحلة المهمة وإحباط أية مخططات تأمرية تسعى لزعزعة أمن الوطن واستقراره.وكان مؤتمر الحوار الوطني قد واصل أعماله صباح أمس في إطار جلسته العامة الأولى برئاسة نائب رئيس المؤتمر عبد الوهاب الآنسي.وكان أعضاء المؤتمر قد استمعوا إلى شرح من قبل أمين عام الحوار الوطني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، عن هياكل وتكوينات ومحاور المؤتمر.وأوضح في هذا السياق مجريات الجلسة العامة، ومهام رئاسة المؤتمر ولجنة الانضباط والأمانة العامة.واستعرض بن مبارك مهام ومسئوليات الجلسة العامة للمؤتمر وواجبات وحقوق الأعضاء وآليات العمل المحددة في النظام الداخلي لمؤتمر الحوار.وبين أمين عام الحوار الإجراءات الخاصة بتكوين فرق العمل التسع التي ستناقش القضايا الرئيسية للمؤتمر .. لافتاً إلى أن فرق العمل هي المعنية باتخاذ القرار إزاء القضايا التي ستناقشها قبل رفعها إلى الجلسة العامة الثانية لمناقشتها لإقرارها أو إبداء الملاحظات عليها وإعادتها إلى فرق العمل لاستيعاب تلك الملاحظات، ورفع ما توصلت إليها بصورة نهائية إلى الجلسة العامة الثالثة والختامية.وذكر أعضاء مؤتمر الحوار بالفترة المحددة للمؤتمر والتي تصل إلى ستة أشهر تبدأ بانعقاد الجلسة العامة لمدة أسبوعين، ويتم خلالها تشكيل فرق العمل، ثم تبدأ جلسات فرق العمل ولمدة شهرين، على أن تعقد بعدها الجلسة العامة الثانية ولمدة شهر، يعقبها انعقاد جلسات فرق العمل الثانية، لمدة شهرين، تقدم بعدها تقاريرها النهائية للجلسة الثالثة الختامية والتي تستمر لمدة شهر.وتناول أمين عام الحوار الوطني مهام واختصاصات الأمانة العامة وإجراءات الشفافية والعلنية لبث الجلسات العامة.. لافتاً في السياق ذاته إلى أن تغطية جلسات الفرق لن تكون مباشرة إلا في حالة اتفق المتداولون فيها على بثها، بما يتيح للمتحاورين ضمن هذه الفرق إنجاز مهامهما بتركيز أكثر.بعد ذلك واصل المؤتمرون الاستماع إلى مداخلات عدد من أعضاء وعضوات المؤتمر ورؤاهم لبناء اليمن الجديد وتأسيس اللبنات القوية للدولة اليمنية الحديثة ، دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة.. معتبرين مؤتمر الحوار الوطني محطة تاريخية مهمة في تاريخ اليمن الحديث يرتكز عليها حاضر ومستقبل اليمن المشرق.وأكد الأعضاء والعضوات في مداخلاتهم أهمية أن يستشعر جميع المشاركين في المؤتمر عظمة المهام الملقاة على عاتقهم لصنع حاضر ومستقبل اليمن الجديد.. مشددين في هذا الصدد على أن يجسد الجميع آداب وسعة الصدر، وأن يغلقوا صفحات الماضي ويبتعدوا عن الضغائن والأحقاد والمكايدات ويتجنبوا توجيه الاتهام وأية إساءات فيما بينهم وأن يحرصوا على كل ما من شأنه تعزيز التقارب والسمو فوق الخلافات وتغليب المصالح العليا للوطن على مادونها من مصالح ضيقة.وأجمعت المداخلات على أن نجاح الحوار الوطني مرهون بإخلاص الجميع للنيات وتجسيد الجدية والحرص على بلورة رؤى وطنية وفاقية إزاء مختلف القضايا.