المستقبل المنظور لليمن والذي يصوغه ابناؤه اليوم عبر التئامهم في طاولة حوار وطنية تناقش مجمل قضايا الوطن وتقف امام تطلعات ابنائه في التغيير المنشود ..لهو خير دليل لاعتراف العالم بنجاح اليمن الذي غير مسمى ((الربيع العربي)) الى ازمة سياسية مفتعلة مولتها واشعلت فتيلها اموال الخارج وتدخلاته ..اليوم يقف العالم اجمع مشدوهاً يتحدث صراحة عن قصة نجاح اليمن الذي يعتبر افقر بلد في الشرق الاوسط بحكمته وحكمائه الذين قادوا الازمة بحنكة واقتدار من صراع وشيك الى سلام وطمانينة يعقبه اعادة بناء الدولة اليمنية الحديثة على اسس ديمقراطية وحكم رشيد وحقوق ومساواة وعدالة اجتماعية وهيبة للقوانين..وفي مواصلة مستمرة لصنع الغد المنشود وفي اليمن الجيد.. على الرغم من الخطوات المنجزة والكبيرة ,حتى اليوم, الا ان طريقنا نحن اليمنيين لايزال محفوف بالمخاطر وعلى الجميع ان يدرك ذلك خاصة في ظل بقاء البعض تحت سيطرة التصرفات الرعناء لبعض القوى التي لن تؤمن بالحوار كوسيلة وحيدة لاخراج البلاد من دائرة التأزم الذي تقاد اليها مكرهة.. وكأنها تعني ذلك وتقصده جيداً وان مشاركتها في الحوار ليس سوى لصرف الانظار عن نواياها السيئة ورغبتها الجامحة في تفجير الوضع الذي لم يصل بها الى ماكانت ترمي وتهدف اليه.. وكأنهم ينوون اعادة برمجة مؤامرتهم البشعة التي تعيد البلاد الى المربع الاول لاسقاط مشروعه الوحدوي النهضوي الذي أدركه اليمنيون بالتفافهم الى جانب الحوار الوطني وتأييد خطواته واجراءاته. ولعل هؤلاء لم يفهموا بعد الرسائل التي قصدهافخامة الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية,في كلمته أمام اعضاء الحوار الوطني والمجمع الدولي المراقب للعملية السياسية اليمنية وابرز مضامينها الحوار الوطني..والتي أكد فيها «ان لاعودة للوراء وعلى الجميع مغادرة الماضي وعدم النظر اليه ,الا من باب الاستفادة منه, والحذر من المغامرة لاسترداد افكاره ومعتقداته المدفونة ومشاريعه المأفونة..وهي رسائل واضحة لاتحتاج الى تفصيل ..بيد ان مانحن بحاجة اليه هو ادراك تلك المواقف الزائفة التي تلخصها مواقف قيادة حزب الاصلاح التي لاتستقيم مع واقع الوفاق والاتفاق الجاري صناعته عبر مائدة الحوار,وهي ذات المواقف المتدثرة بجلباب التضحية الزائفة..التي تلبستها بعض قيادات «الاخوان المفلسين» وبدؤوا يتساقطون من منظومة الحوار كأوراق التوت وتحت ادعاءات ومبررات لا تعبر الا عن الخداع والتضليل والتدليس السياسي الذي يستمرئونه..ويتفننون في صناعته «كصناعة الموت»بجلباب الجهاد الديني..الاولى بدأها حميد الاحمر الذي قال ان مقاطعته للحوار بسبب مايدعيه تجاوز للمبادرة الخليجية بينما الاعداد للحوار منذ البداية كان على نفس المنوال وفق المبادرة الخليجية واليتها المزمنة..وهو الموقف الذي اثر على رئيس وزراء مايسمى بحكومة الوفاق» الذي قال ان الاعداد للحوار تم بعيداً عن حكومته..ويبدو انه تناسى اللجنة الحكومية للحوار مع الشباب الذي تأسست برئاسة حورية مشهور وظلوا يتاجروا بقضاياهم حتى اندثرت وذلك نزولاً عند رغبة من يريد ان ينصب عراقيل ويزرع الغاماً أمام الحوار الوطني..تتابع حالات السقوط والهرولة لمتطرفي الاصلاح, , التي وصل اليها أمين عام الاصلاح محمد اليدومي الذي أعلن تنازله عن عضويته في الحوار لأحد الشباب,وهذه ليست تضحيه ,كما قد يتصور للبعض, وانما تعمد وسيناريو معد لتعطيل الحوار واحداث نوع من الخلل في توازناته الاجتماعية والسياسية وافشال واضح للتسوية السياسية ,.وهذه الحركة «الساذجة» لاتخرج عما اعتبرها البعض ردة فعل لاصرار بعض فصائل الحراك في مطالبها واستمراريتها في التصعيد لرفض الحوار وهو مايسمى خلط للأوراق وتشتيت جهود الرئيس «هادي» الحريصة على تجاوز الصراعات وتداعيات الازمة لبناء الوطن ارضاً وانساناً ..والحفاظ على مقوماته..ويبدو ان غباء هذه القيادات هو مايتكرر اليوم ..بادعاء الذكاء الكاذب من خلال البحث عن شماعة لهروبهم من مسؤولياتهم,معتقدين ان هذه الشماعات ستمنحهم الحق في استملاك الوطن والشعب ومواصلة نهج الاقصاء والسلب والنهب .باسم الدين..فيعودون من جديد كأن لم يفطنوا او يتعلموا من التاريخ شيئاً ولم يتعظوا من التجارب وكأنهم يعكسون حقيقتهم الرافضة للتعايش مع الاخر والاسهام في ترميم وتضميد جراحات الماضي التي كانت أبرز اسهاماتها وشراكتها في النظام السابق.في تصوري أن الامر يعد تحدياً صارخاً للرئيس «هادي» تعمده حزب الاصلاح ,ربما ردة فعل على رفض اشراك الزنداني في الحوار وربما لاحساسها ان اليمن الجديد ماض نحو صياغة دستوره وقوانينه وان لامجال للتراجع او المماطلة في ذلك..لكنه تحد يتطلب من الرئيس التسريع باطلاق مشروعه الكبير لوضع حد لتلك المحاولات البائسة ,ورغم ادراكنا بفشلها الا انه لايجب التقليل من كارثية اثارها..وكفى...!! [c1] [email protected] [/c]
|
آراء
الحوار..ومشاريع الابتزاز
أخبار متعلقة