المستشرق الدكتور أجناس جولد تسيهر
في منزلة الدراسات الاستشراقية للحضارة الاسلامية وبما اسهمت به في الفكر الإنساني، تأتي اعمال هذا الباحث في مكانة كبرى تضع ماترك لنا من إرث عند مستوى ماقدمته تلك الحضارة حتى تحول ذلك التاريخ، الاتصال والحلقة الرابطة بتقدم حركة المعرفة، وهو مايحتم على قادة العلم في الغرب عدم تخطي الحضارة الاسلامية في قراءة دور الحضارات في صناعة التاريخ.يعد المستشرق المجري الدكتور اجناس جولد تسيهر من أعلام هذا الاتجاه الذين ادركوا ما للحضارة الإسلامية من معالم تعددت انواعها وتخاطبت محاورها وتعامل رجالها مع عقائد وعلوم الغير من منزلة البحاثة المستند الى قاعدة عدم إغلاق العقل امام المعارف، وحتى الاختلاف في الانتماء في الدين وفروع المذاهب لا توجد القطيعة بين البشر، بل هي ان سارت في ميزان عدم إلغاء الأخرى القهري لأوجدت لها من مساحات التحاور ما يعزز مبدأ التجاور والاعتراف بان العقل لا ينتج الفكر الحضاري الا عندما يكون حلقة وصل مع الاطراف المغايرة، اما جعل النفي هو الحق المطلق فيما هو مشترك فذلك مايذهب بالحضارات والشعوب والعقائد الى مدارج التفسخ والارتهان لجهل الذات اللاواعية لهذا المرض الذي لا يصيب العقول، بل الارواح والاجساد ويرديها في مزالق الضياع .كان ميلاد الدكتور اجناس جولد تسيهر في 23 يونيو عام 1850م في المجر عندما كانت آنذاك من الاراضي التابعة لامبراطورية النمسا، من اسرة يهودية لها مكانة اجتماعية كبرى، وكانت لعدة اسباب قد عملت على إعداده فكرياً وثقافياً حتى يذهب الى هذا الاتجاه في التخصص لدراسات الحضارة الإسلامية وتاريخ الشرق ومنها المراحل التعليمية، حيث قضى السنوات الاولى منها في بودابست وبعدها رحل إلى برلين عام 1869م وفي عام 1870 انتقل الى جامعة ليبتسك وكان من اهم الاعلام الذين تعرف اليهم ونهل من معارفهم استاذ الدراسات الشرقية فليشر والذي اسهم في دراسة الحضارة العربية والاسلامية، وكان المشرف على بحثه في شهادة الدكتوراه الاولى التي نالها عام 1870م، وموضوعها عن شارح يهودي في العصور الوسطى، شرح التوراة، هو تنخوم اور شلمي.بعد ان عاد الى بودابست عين مدرساً مساعداً في جامعتها عام 1872م، غير انه لم يكمل ذلك المسعى الفكري فيها، حيث ارسلته وزارة المعارف المجرية في بعثة علمية دراسية الى الخارج، وعمل لمدة عام في فيينا وفي ليدن، كما ارتحل الى الشرق من سبتمبر 1873م، الى ابريل عام 1874م فاقام في القاهرة فترة من الوقت، ثم سافر الى سوريا وفلسطين، وفي زمن حضوره في القاهرة استطاع دخول الازهر ليأخذ بعض الدروس في الشريعة الاسلامية، وهذا يدل على معرفته بالعربية واصولها بشكل جيد يجعله ينهل من تلك المعارف الواسعة، وحدث مثل هذا كان بالنسبة الى امثاله امتيازاً كبيراً ورعاية عظيمة.بعد عودته الى جامعة بودابست توسعت عنايته بالدراسات العربية عامة والاسلامية الدينية بشكل خاص تنمو وتأخذ منزلتها في عالم الاستشراق مما جعل منه صاحب شهرة كبيرة في بلاده وخارجها، وفي عام 1871م انتخب عضواً مراسلاً ثم عضواً عاملاً في 1892م واستاذاً للغات السامية عام 1894م ورئيساً لاحد اقسامها عام 1907م ومنذ عام 1866م كان يخرج كل سنة بحثاً او عدة دراسات حتى بلغت تلك الجهود الفكرية 592 بحثاً موزعة مابين مجلدات وكتب ومقالات وتعليقات صغيرة وشروح، ونظراً لتوسع علمه في حضارة الاسلام اخذ مكانته من اهتمام اهل الفكر الاستشراقي في الغرب، وقادة العمل الابداعي في الشرق، فكانت الترجمات لاعماله الى العربية والاعتماد عليها كاحدى المرجعيات الدراسية في معرفة ما تناوله الاستشراق بما يخص اصول العقيدة الاسلامية ومنزلتها في الارتقاء الفكري والحضاري الذي كان من عوامل النهضة الغربية، بتاريخ 13 نوفمبر 1921م رحل عن الحياة بعد ما ترك للعقل الانساني والحضارة من المعارف العلمية مايضع اسمه في موسوعة اعلام الاستشراق في العصر الحديث.من اهم الدراسات في الفكر الاسلامي، كتابه عن الفرقة الظاهرية، مذهبهم وتاريخهم الذي نشره عام 1884م وقد قيل عن هذا الكتاب بأنه مقدمة رائعة في الفقه، فهو من حيث منهجية البحث لا يقف فيه الباحث على دراسة هذا المذهب والذي غاب عن الواقع ولم يعدله من اتباع، بل هو عمد خصوصاً لدرس اصول الفقه على قواعد الدراسة التفصيلية الموسعة، فيتكلم عن اصول المذاهب الفقهية المختلفة، وعن الاجماع والاختلاف بين أئمة المذاهب، وعن الصلة بين هذه المذاهب وهذا المذهب وماكان بينها وبين بعض من اختلاف وفروق ، وقد كان لهذا البحث مكانته في تأصيل جانب البحوث لديه.في عام 1889م، اصدر كتاباً يعد من الدراسات التي قدمت للغرب صورة موضوعية عن مكانة الاسلام في الحضارة والحياة الانسانية، وعنوانه (دراسات اسلامية) وقد صدر الجزء الثاني منه في عام 1890، وقد قيل عن هذا الكتاب: (في الجزء الاول من هذا الكتاب يتحدث جولد تسيهر عن «الوثنية والاسلام) وينظر الى هذه المسألة نظرة جديدة تختلف عن نظرة من عاصره من المستشرقين ممن عنوا بدراسة هذه المسألة نفسها، مثل فلهوزن.فالكفاح الذي قامت به الروح الوثنية العربية الجاهلية ضد الروح الاسلامية الجديدة التي لم تقتصر على العرب وحدهم بل شاعت في كل الامم التي دخلت الاسلام، يصوره جولد تسيهر تصويراً رائعاً.فيذكر كيف قام الصراع بين الروح الوثنية الجاهلية، وهي الروح التي تلخص مثلها الاعلى في فضيلة (المروءة) وتسودها نزعة ارستقراطية، تنحو نحو تمجيد الدم العربي وتفضيله على دماء الاجناس الاخرى، وبين الروح الاسلامية التي جاءت تنادي بالمساواة بين الاجناس وتنكر عصبية الدم، وتنزع نزعة ديمقراطية وتقول بان لافضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.وكان هذا الصراع صراعاً قوياً هائلاً انتهى بهزيمة الروح الوثنية الجاهلية الارستقراطية وانتصار الروح الاسلامية الديمقراطية.ومالبث ان قام من جديد نزاع بين الروح العربية وبين الروح الفارسية، بين روح الغزاة غير المتحضرين وبين روح المهزومين ذوي الحضارة الممتازة والثقافة الرفيعة.وهنا كانت الهزيمة ايضاً من حظ الروح العربية، ولم يكن لها من انتصار في هذا النزاع الحضاري الثقافي إلا في اللغة والشعر والفقه الى حد ما.واهم من هذا واخطر، الجزء الثاني من هذا الكتاب، ففي النصف الاول منه تجد اعظم بحث كتب في الحديث، كان مقدمة لسلسلة خطيرة من الابحاث التي تلته والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم.ففي هذا القسم من الكتاب قدم لنا جولد تسيهر صورة صادقة ونظرة نافذة في تاريخ الحديث وتطوره وكشف لنا عن قيمة الحديث لا باعتباره حقائق وانما باعتباره مصدرا عظيماً لمعرفة الاتجاهات السياسية والدينية والروحية عامة، والتي وجدت في الاسلام في مختلف العصور.لان الحديث كان سلاحاً تستخدمة الفرق الاسلامية في نضالها المذهبي، والمذاهب السياسية في كفاحها السياسي والتيارات الروحية في محاولاتها السيطرة والسيادة في ميدان الحياة الروحية الاسلامية.فقيمته ليست اذاً فيما يورده من اخبار، بل فيما يكشف عنه من ميول وتيارات استترت من ورائه واختفت تحت ستاره.وفي قسم آخر هذا الجزء الثاني يتحدث عن تاريخ تقديس الأولياء في الإسلام وطبيعة هذا التقديس فيبين كيف صور هذا التقديس وما الصلة بين التصورات الشعبية وبين والتصورات الوثنية أي الجاهلية، ويقسم هؤلاء الأولياء بحسب أماكن تقديسهم ويبين ما هناك من فروق محلية بين نماذج الأولياء في الأماكن المختلفة.كذلك نشر في باريس عام 1900م دراسة عن الإسلام والدين الفارسي وقد نشر هذا البحث في المجلد 43 من مجلة تاريخ الأديان، وهو يقدم رؤية عن العلاقة بين الإسلام والأكاسرة في العهد الاول للإسلام ثم ذهب في أعماله الفكرية الى نشر تراث الحضارة الاسلامية ومن الكتب التي عمل على تقديمها كتاب (المعمرين) لابي حاتم السجستاني عام 1899م كما كتب مقدمة كتاب التوحيد لمحمد بن تومرت مهدي الموحدين نشر عام 1903م بمدينة الجزائر، كما نشر فصولاً من كتاب المستظهري في الرد على الباطنية للغزالي عام 1916م ولكن اشهر ابحاثه واعظمها نضوجاً وتأثيراً كتاباه المشهوران (محاضرات في الاسلام) الذي طبع بمدينة هيدلبرج عام 1910م و(اتجاهات تفسير القرأن الكريم عند المسلمين) والمطبوع عام 1920م في مدينة ليدن وقد ترجم الكتاب الاول الى اللغة العربية تحت عنوان العقيدة والشريعة في الاسلام) واشرف على هذا العمل الفكري كل من الاساتذة محمد يوسف موسى المدرس بكلية اصول الدين بالجامع الازهر عبدالعزيز عبدالحق المدرس بكلية الشريعة بالجامع الازهر، علي حسن عبدالقادر دكتور في العلوم الاسلامية مدير المركز الثقافي الاسلامي بلندن واشرف على المراجع واضافة التعليقات عميد الادب العربي الدكتور طه حسين ، وصدر الكتاب عن دار الكتاب المصري فبراير عام 1946م وقد وصف الاستاذ محمد يوسف موسى هذا الكتاب بانه دراسة تفصيلية للاسلام من مختلف نواحيه، وكذلك حياة الرسول الكريم وتاريخ الشريعة ونموها واصول العقيدة وتطورها، وكذلك الزهد والتصوف ونشأتهما والاسباب التي تركت اثرها على هذا الجانب من تاريخ الحضارة الاسلامية وكذلك الفرق الاسلامية المختلفة، ومن ثم الحركات الاخيرة الاصلاحية من وجهة نظر اصحابها.وقد قال الاستاذ محمد يوسف موسى عن هذا الكتاب:(وقد استند المؤلف في كل قسم من اقسام الكتاب، وبحث من بحوثه الى طائفة كبيرة من المراجع الاسلامية الموثوق بها ويسعفه عقله الألمعي وبصيرته النافذة ومع هذا فقد انساق الى اخطاء غير يسيرة، بعوامل قد يكون منها انه لم يتأن له ان ينفذ تماماً الى روح الاسلام ومبادئه واصوله، وقد يكون منها كذلك ماهو طبيعي في كل ذي دين وثقافة خاصة من العصبية لدينه وثقافته الخاصة.من اجل ذلك كله كان الكتاب وهو في لغته الالمانية او فيما نقل اليها من اللغات الاجنبية معيناً قوياً وذخيرة قيمة لمن يبحث في الاسلام من ابناء العربية وغيرها من اللغات ومن اجل ذلك ايضاً كان نقله الى العربية فرضاً على القادر من ابنائها بخاصة اذا كان ممن تخصص في الشؤون الاسلامية بحكم نشأته ودراسته وعمله. الا ان نقله للعربية كان يتطلب بلا ريب بصراً بالمصطلحات الكثيرة المختلفة للعلوم التي تناولها بالبحث والدراسة، وتعقباً للمؤلف في كل النصوص التي استند اليها وهي كثيرة جداً مثبتة في مراجع عديدة، وقدرة على التعليق والرد على ما اخطأ المؤلف فيه لا يتفق والحق وما جاء به الاسلام وكان نقله للعربية بهذه الشروط او على هذه الاسس امنية الدارسين والباحثين في الاسلام).حول دراسة تاريخ وعلم الاديان في الفكر الغربي والكيفية التي تنطلق منها التطورات العلمية في طرح القراءات التي توضح العوامل والاسباب لوجود تلك العقائد في المجتمعات الانسانية والى أي حد يمكن للدراسات الاسهام في توضيح الصلة بين المقدس والعلة يقدم لنا الدكتور اجناس جولد تسيهر، رؤية تنطلق من قواعد الاتجاهات البحثية التي توصل اليها العقل الغربي عبر تراكم الاجتهادات في هذا الجانب.فهو يشير الى ان الدين منذ ان احتل مكانته في علم الدراسات التاريخية والاجتماعية والعقائدية ومع تدرج مناهج البحوث تحول الى موضوع له علمه المستقل وشرع الباحثون يتساءلون عن اصله من الوجهة النفسية، وفي اطار هذا التحاور الفكري طرحت عدة اجابات مختلفة عن جوهر هذا التساؤل.فالعالم الهولندي تيليه والذي يعد احد اعلام الدراسات الدينية وتواريخها، قد استعرض في محاضرة له سلسلة نموذجية من هذه الاجابات، تحت منهج النقد العلمي ومما تطرحه تلك الردود:( ان اصل الدين هو حيناً الادراك الفطري في الانسان الخاص بالسببية، وانتهاء الاسباب الى سبب اخير اوعلة نهائية عليا وحيناً هو شعور الانسان بتبعيته لقوة عليا، وحينا حدس اللانهائي، وحينا الزهد في العالم.واعتقد ان هذه الظاهرة من ظواهر حياة الانسان النفسية ذات طبيعة مركبة معقدة تجعل من العسير ان نرجعها الى سبب واحد. فنحن لا نعرف الدين، اول مانعرفه مجردأً وخالصاً مما قد يحيط به من ظروف تاريخية محددة معينة بل انه ليظهر في إشكاله العالية العميقة، قليلاً او كثيراً، بواسطة ظواهر وضعية تختلف باختلاف الاحوال الاجتماعية.وفي مختلف الظواهر التي تعمل على ظهور الدين نرى احد محركات الدوافع الدينية، السابق ذكرها، قد يتخذ مركزاً ممتازاً بين الدوافع الاخرى التي تعمل متعاونة معه، فالاديان منذ الخطوات الاولى لنموها كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعامل الذي ياخذ في سيادة العوامل الاخرى، في الفترة التي ينمو فيها الدين، بل وفي اثناء حياته التاريخية وهذا الراي صحيح حتى فيما يتصل بصور الاديان التي نشأ عنها إلهام فردي.والدين الذي سنشرع في درس حياته التاريخية في هذه الفصول، قد دل على اساسه الرئيسي وطابعه الذاتي، وذلك بالاسم الذي اطلق عليه منذ بادئ الامر، والذي لا يزال يحمله وهو يتابع رسالته في قرنه هذا الرابع عشر، وهو الاسلام.فالاسلام معناه الانقياد: انقياد المؤمنين لله، فهذه الكلمة تركز اكثر من غيرها الوضع الذي وضع فيه محمد (صلى الله عليه وسلم) المؤمنين بالنسبة الى موضوع عبادتهم (هو الله) إنها كلمة مصطبغة، فوق كل شيء بشعور التبعية القوي الذي يحس به الانسان احساساً قوياً امام القدرة غير المحدودة التي يجب ان يخضع لها وينزل في سبيل ذلك عن ارادته الخاصة، هذا هو المبدأ السائد في هذا الدين فهو الذي يلهم او يوحي جميع مظاهره وآرائه وصوره واخلاقه وعبادته، بل هو الذي يطبع العقلية التي يريد تثبيتها في الانسان وذلك اكبر مثل للتدليل على صحة نظرية شيلير ماخر، التي ترى ان اصل الدين هو في الشعور بالتبعية.ومنهاج هذه الدراسة لا يدخل فيه بحث التفاصيل الخاصة المذهبية لهذا الدين، والذي علينا هو ان نلقي ضوءاً على العوامل التي ساهمت في تكوينه التاريخي . ذلك بان الاسلام كما يبدو عند اكتمال نموه، هو نتيجة تأثيرات مختلفة تكون بعضها باعتباره تصوراً وفهماً اخلاقياً للعالم وباعتباره نظاماً قانونياً وعقيدياً،حتى اخذ شكله السني النهائي. وعلينا كذلك ان نتحدث عن التيارات التي اثرت في اتجاهات نهر الاسلام لأن الأسلام ليس مذهباً واحداً بل حيأته التاريخية تتأكد فيما نشأ فيه من اختلافات).مراحل التواصل بين الحضارة الاسلامية والغرب، التي مرت بعدة اختلافات لم تسقط المركزية الكونية لهذا الدين الذي قدم المعارف الكبرى الباقية في حركة التاريخ الحضاري.وما الاسهامات التي قدمها الدكتور اجناس جولد تسيهر في تعريف مناهل المعرفة في الاسلام وحضارته، سوى الارث الواسع الذي شمل معالم من الفكر الانساني، وهذا يدل على ان الحضارة الاسلامية كانت من اوسع الحضارات في حقول التجارب العلمية والافكار الفلسفية وتاريخ الآداب والفنون، والتراجم، وهذا ما جعل من حضارة الاسلام الزاد الباقي لكل باحث في الثقافة العالمية عن مكونات خلود تلك الرسالة.وبالعودة الى اسهامات علم الاستشراق في دراسة حضارة الاسلام، سوف نجد من سلك سبيل الأهواء في هذا الاتجاه، ولكن هناك من تعامل بحس العالم الموضوعي المدرك للقيمة الكبرى لما قدمته تلك الحضارة ليس للعالم السابق، بل للراهن، فمازال البحث في كنوز حضارة الاسلام يفتح اوسع المدارك ويقدم قراءات لمنزلة العقل والادراك في قياس حقائق ومعالم هي من يصنع الحياة.