يقول الشاعر السوري التقدمي أيمن أبو الشعر في قصيدته الرائعة المشهورة البيت التالي: (إني لا أفهم كيف يحل الحبل الشانق مشكلة المشنوق .. وكيف يصير الخائن في لمحة عين قديساً موثوقاً جداً).وهذا ما يؤكد استحالة قدرة الفاسدين على محاربة الفساد وتطهير البلاد من اضراره واخطاره .. وما يضحك ويبكي ان الفاسدين قبل الصالحين يطالبون ويعلنون الحرب على الفساد!! واقتلاع جذوره من خلال ابعاد عناصره عن موقع القرار وحتى لا يصبح منهجاً وسلوكاً تقليدياً كما يحدث حاضراً في واقعنا للاسف.والفساد مدعوم ومحكم الترابط المتسلسل القنوات من الأعلى وحتى الأدنى وعبر خلايا مفسدة نشطة تتحرك بوعي واقتدار ومبدعة في النخر والتدمير في كل شيء نظامي وقانوني وتعطيل وتخريب كل ما هو يفيد الصالح العام للأرض والإنسان.إذن كيف يصدق عاقل وواع ان الفاسد يلحق الاضرار بنفسه كالحبل الشانق لا يمكنه حل مشكلة المشنوق؟! إذن تشكيل هيئة مكافحة الفساد من عناصر فاسدة تشكيل باطل وكذبة غبية يرفضه كل عقل صاح وروح طاهرة مع ثقة مهزوزة بمثل هذه العناصر الفاسدة التي تدعي وتطالب بمكافحة الفساد وهذا ما يلحظه المواطن ويلمسه في واقعه الحياتي ويسخر من اصوات الفاسدين في سدة الحكم ودهاليزه وفي أعلى الهيئات الحزبية في السلطة وخارجها .. وهذه الأصوات التي بحت حناجر اصحابها الفاسدين من المزايدات في الحرب على الفساد!!لذا ليس مستغرباً بل هو متوقع ان نسمع تصريح للأخ رئيس مجلس الوزراء في مقابلة معه يقول: (أنا رجل بكاء).إذن لا لوم عليه .. فما قاله حقيقة .. فالفساد يحيطه ومتمكن وقادر على تغييبه واضعافه في صلاحيته في عملية مكافحته للفساد .. لأن المفسدين يقاومون وبكل اقتدار وابداع عالي الخبرة والمستوى أي هجوم عليهم في أي زمان أو مكان؟! .. فالزمان يخضعونه لصالحهم والمكان يملؤونه بالحبال الشانقة والتي تتدلى إلى رقاب كل من يحاول قطع هذه الحبال.إذن .. كيف للشرفاء داخل السلطة أو خارجها وبين صفوف الاحزاب الوطنية من خلال عناصرها الشريفة .. كيف لهؤلاء الصالحين قطع حبال الفساد الشانقة؟!والإجابة من اجل القطع المضمون للحبال الشانقة للفاسدين هي الثورة السلمية ضد الفساد وبشرط تحييد كل فاسد وابعاده عن قيادات أية ثورة ضد الفساد .. أو الانتقال إلى ثورة تهدف إلى تصفية عناصر الفساد المحترفة.وما نسمعه من حديث الشارع ان القوائم المقدمة إلى مؤتمر الحوار الوطني نصفهم ان لم يكن معظمهم عناصر فاسدة محترفة ومقتدرة. (والله لا يحب القوم الفاسدين).
