بعد الجريمة دخنوا السجائر وقسموا الغنيمة..
القاهرة /متابعات:جبروته وقسوته عليه علمت الابن الجفاء بحيث إنه أغلق قلبه أمام استغاثات والده، وترك عقله فريسة للشيطان وقرر التخلص منه للأبد لسوء معاملته. ولم يشعر مدحت الطالب بأحد المعاهد الخاصة، بحنان الأب مثل باقي أصدقائه، فدائما ما كان يشعر بالقسوة وعدم الاهتمام من جانب والده الذي كان يغدق الأم وال على شقيقته. وأجبرته المعاملة السيئة على مجالسة رفقاء السوء، وأدمن المخدرات حتى ينسى معاملة والده السيئة.وتعرف «مدحت » على شخصين هما يعقوب سلام، وعادل شحاتة «سائق» أثناء زيارته الى أحد الأماكن بحلوان جنوب القاهرة وتوطدت بينهما علاقة الصداقة بعد أن جمع الإدمان بينهم. وقرر العمل في السباكة بدون علم أسرته حتى ينفق على المخدرات وبعد أن فاض به الكيل بعد أن طرده والده من المنزل أكثر من مرة واعتدى عليه بالضرب اختمرت في رأسه فكرة التخلص من والده الى الأبد بعد أن همش دوره في المنزل وأصبح يهمله ولا يلبي رغباته.واتفق«مدحت » مع صديقيه على القتل والتخلص من الأب مقابل أن يتحصل الاثنان على 50 ألف جنيه، مستغلا سفر والدته الى خارج مصر لزيارة أحد أقاربها وبعد ترتيب وتخطيط تم تحديد ساعة الصفر . ومع دقات الساعة الثانية عشرة ليلا اتصل «مدحت » بالمتهمين يعقوب وعادل للحضور للمنزل لتنفيذ الجريمة.و بعد أن طرقا الباب فتح لهما القتيل وأشهرا الأسلحة البيضاء في وجهه وقاما بتوثيقه وانهالا عليه طعنا بسكين حتى لفظ أنفاسه واستوليا على مبلغ 50 ألف جنيه من غرفته و«الفيزا كارت» الخاصة به.ولم يصدق الابن أنه أخيرا تخلص من والده فقام بالإمساك بغطاء وسادة وقام بخنق والده حتى يتأكد من وفاته للأبد. وبعدها جلس المتهمون الثلاثة في صالة الشقة، حيث دخنوا السجائر وقسموا الغنيمة.وجلس الابن العاق على كرسي والده يفكر في كيفية الخروج الآمن من تلك الأزمة وقرر الاتصال بشقيقته لمقابلتها وتم اللقاء وهمس في أذنها بأنه يرغب في رؤية والده الذي لم يره منذ فترة فانطلت الحيلة على شقيقته وذهب الاثنان الى المنزل وعقب دخولهما غرفة نوم والدهما عثرا عليه غارقا في الدماء.وصرخ «مدحت» وكأنه حمل وديع، وأصيب بحالة هيسترية فتجمع الجيران على الصرخات واتصلوا بالنجدة وانتقل رئيس شرطة حلوان ليجد جثة الأب موثقة اليدين بقطعة من القماش ويوجد غطاء وسادة مربوط حول العنق ومصاب بعدة طعنات بالصدر والبطن والفخذ اليمنى وجرح قطعي بالرأس ووجود آثار عنف بحجرة النوم وتبين سلامة جميع منافذ الشقة.وتم وضع خطة تم على أثرها فحص كافة علاقات القتيل من أصدقائه وأسرته ومراقبة المكالمات الصادرة والواردة الى هاتف نجله المتهم وأكدت التحريات وجود مشاكل دائمة بين القتيل وابنه وتبين من خلال المكالمات الصادرة والواردة الى هاتف المتهم أنه قبل وبعد ارتكاب الحادث اتصل بيعقوب علام «عامل» وعادل مكرم شحاتة «سائق».وتم القبض عليهما وبمناقشتهما اعترفا بارتكابهما الحادث بالاشتراك مع ابن المجني عليه . تم القبض على المتهم واعترف أنه اتفق مع المتهمين على التخلص من والده منذ حوالي شهر مقابل 50 ألف جنيه لسوء معاملته له وتكرار طرده من المنزل لسوء سلوكه وسابقة سرقته.وقام الأول والثاني بالطرق على باب الشقة.وحال قيام الأب بفتح الباب فوجئ بالمتهمين يشهران الأسلحة البيضاء ويعتديان عليه وهرب الابن داخل الشقة. وعاد ومعه طبنجة صوت من إحدى الغرف وأعطاها للأول ليواصل التعدي على رأس المجني عليه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وأمر مدير نيابة حلوان بحبس المتهمين على ذمة التحقيق وإحالتهم الى محاكمة عاجلة بعد أن وجهت لهم النيابة تهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد المقترن بالسرقة .