يمكن الموافقة على تسمية النساء النصف الحلو من البشر ولكن هل يمكن الاتفاق مع الذين يعتقدون أننا (الجنس الضعيف) من الناحية البدنية، فنحن فعلاً اضعف بعض الشيء من الرجال ولكن الادعاء بأن النساء يختلفن عن الرجال في كل شيء لا يأتي إلا من اصحاب المصلحة في الابقاء على هذا الوهم والتضليل الذي تراكم على مر الدهر، أليس لأثر المرأة على الرجل قوة معنوية وروحية هائلة فقوة سحر المرأة بالذات تلهم الرجل إبداع روائع الشعر والنحت والمآثر وليس الطموح لارضائنا نحن النساء المحبوبات من زوجات وأمهات وبنات هو الذي يهب القوة إلى الرجال في حياتهم واعمالهم وشؤونهم اليومية .. يقولون إننا متخلفات عن الرجال من حيث التطور الذهني والعقلي .. و ضعيفات جداً عن الرجال من الناحية البدنية.إن أسس النظر إلى المرأة على أنها ملك الرجل قد ارسيت في الأزمنة الغابرة لمجتمع الرق عندما كان الإنسان يمكن ان يكون مملوكاً لشخص آخر وفرض على المرأة بعناد وإصرار تبعيتها وضعفها وخضوعها ومع متطور القاعدة الانتاجية للمجتمع تغيرت بنيتها الاجتماعية أيضاً وجاء الإقطاع ليحل محل الرق مع ذلك فإن الوضع الحقيقي للمرأة في الأسرة والمجتمع كان يتغير على نحو ليس عارماً كما كانت تود وترغب لأن المرأة المعاصرة قد غيرت من طريقة لبسها وتسريحتها، لم يعد من الممكن عزل المرأة عن أدوارها المتعددة في حياتها حيث يطرح العصر الحديث وهو عصر الصناعة والتقدم التقني السريع أدواراً متعددة للمرأة تتوالى نظراً إلى سرعة التطورات كما تتوالى مع تلك المتتاليات الاجتماعية والسياسية التي تحدث أيضاً هنا وهناك فإذا كان التطور الاجتماعي والسياسي الحالي هو تطور للديمقراطية وحقوق الإنسان فالمرأة بأدوارها المتعددة ستخضع لكل ما يجري في العصر وعناصره في إطار التطورات التقنية أو الاجتماعية السياسية.وقد لعبت المرأة في اتحاد نساء اليمن أدوارها بحيوية على الرغم من الصعوبات التي رافقتها بعد احداث 94م في مختلف نشاطها إلا أنها استطاعت أن تحافظ على ثوابت تنطلق منها أهدافها ومبادئها فقد بذلت جهوداً دولية طيبة لإعادة نشاطها وتفعيل دورها وفقاً لإمكانياتها المتاحة وتعزيز دورها في المشاركة في عملية البناء الاجتماعي والاقتصادي حيث تعرض نشاطها لجملة من المعوقات كان لها تأثير في الحد من توسيع نشاطها وتهميش دورها حيث توسعت علاقاتها في بعض المنظمات الحكومية وغير الحكومية .. وقد وقفت المرأة اليمنية اليوم على عتبة المستقبل بالنسبة لها وعليها أن تحدد مشاركتها في وضع القرار السياسي وان كانت قد حققت بعض الخطوات إلا أنها بقيت بعيدة عن مسرح القرار السياسي وبقيت تجربتها محصورة. وبغض النظر عن حظ المرأة في الحصول على مقاعد، يبقى الرهان على موقفها الجدي في التعاطي مع استحقاقها والوصول إلى ما تستحقه فالمرأة بذكائها وكفاءتها تستطيع أن تصل إلى هدفها لتشارك في السلطة جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وتمكينها من المساهمة الفاعلة في حركة المجتمع وسوق العمل والوظيفة العامة والمنافسة الايجابية في كل المواقع وعلى مختلف المجالات والاصعدة في المناطق الحضرية والريفية والنائية.ونحن بحاجة إلى آليات لتفعيل دور المرأة في المجالات الإدارية السياسية وتوفير الدور القيادي الفاعل للمرأة اليمنية والبيئة الداعمة للمرأة عن طريق اكتشاف القيادات النسائية الشابة بالتفاعل والتواصل والاستماع للافكار المبدعة وتشجيعها على البحث وتمكينها من خلال تنويع المجالات وتوسيع رقعة الاختبارات التخصصية للمرأة في التعليم العالي لتأهيلها وإعدادها لتكون أكثر فعالية وتنوعاً في المجتمع والنشاط الاقتصادي لمواكبة متطلبات التقدم والتطور الذي تشهده في المجالات المختلفة وتفعيل دورها في المؤسسات الحكومية والتواصل المستمر في مناطق اليمن والدور الرائد لتمكين المرأة من خلال رؤية واضحة واستراتيجية منبثقة من توجهات وسياسات وضعتها الدولة كخارطة توضيحية ونهج متكامل في اليمن يدعو إلى الاهتمام بشؤون المرأة وتطوير قدراتها وإزالة المعوقات امام مشاركتها السياسية والتنموية في إطار الدستور اليمني.
|
اشتقاق
المرأة ورياح التغيير
أخبار متعلقة