لعبت الفنون من سينما ومسرح وموسيقي وغناء وفن تشكيلي دوراً مهماً في تهيئة النفوس لحركة التغيير لدى شريحة واسعة من المهتمين بالفنون الجميلة، وهذه الفئة أصبحت جاهزة لتقبل الوعي أي التغيير في البني الفكرية والاجتماعية للوطن او على الأقل يصبح المتفرج جاهزاً لإصدار الأحكام في مايريد ويختار.يجد المشاهد في اليمن انتشاراً واسعاً للدراما التلفزيونية على المستوى المحلي والعربي والدولي، تقدم للجمهور نوعاً من المعرفة منها مايحمل الدعوة الى معرفة الحدود بين الحق والظلم وبين الحقوق والواجبات لكنه يشدد ايضاً على ربط المعرفة بالمتعة.والدراما اليمنية التي تعرض على القناة الفضائية من خلال مشاعر ابطالها التي تقود المشاهد الى ذروتها، فهي في الوقت نفسه تعرض دوافع هؤلاء الأبطال وحوافزهم، للتأثير في المشاعر وخلق حالة وتوافقية مع الناس تعبر عن مطالبهم ونوازعهم، ومايقدمه المؤلف والمخرج الشاب عمرو جمال من مسرحيات تعرض حالياً على قناة الفضائية اليمنية لتدافع عن حقوق مجتمعه التي قصرت الدولة في تأمينها .. فحركت مشاعر المتفرج بما تمتلك من حوافز هائلة لتغيير واقع ثقيل لا يحتمل وهو الغلاء في اسعار المواد الغذائية مثل (السمك) وغيره وهذه المواضيع التي عالجها المؤلف والمخرج الشاب عمرو جمال لعبت دوراً تحريضياً قوياً لدى المتفرج ناقلة اليه شحنة حادة من الوعي واليقظة كما هو في مسرحية « طالع نازل » . فالدراما المحلية بشكل عام تهدف الى جعل المشاهد قادرا على اتخاذ القرار المناسب بعد ايصاله الى مستوى المعرفة لفهم الفكرة حيث أن النص الدرامي يبنى بتسلسل متعرج للاحداث ويتضمن مشاهد تبدو منفصلة عن السياق العام للنص. هذا ما نجده في مسرحية المؤلف والشاب المخرج عمرو جمال « طالع نازل « التي هي عبارة عن مجموعة مشاهد ولوحات منفصلة . وهناك عدد من المسرحيات والمواضيع الدرامية التي قدمتها القنوات الفضائية اليمنية لمعالجة الحالة الريفية التراثية والاقتصادية والتواصلية بين الناس منها قضايا تأمين حرية العمل وتطوير العمران والاقتصاد واستلهام مقومات العلم والفن وخلق الفرد الحر وغيرها من ضروريات التقدم. [c1] الفنون الدرامية والتعصب الديني [/c]يظهر في كثير من المجتمعات المعاصرة غربية ام شرقية التعصب الديني بين الايمان والتعصب. الايمان انفتاح ومحبة واستعداد للحوار والتعصب انغلاق وحقد وجهل فالاديان السماوية تحمل على تعددها رسالة واحدة هي رسالة حب وتسامح وسلام لذلك ليس التعصب من صنع الدين بل صنع الممارسات البشرية فالدين كالايديولوجيا فكر وعمل وكثيراً ما تكون المسافة كبيرة بين العقيدة والتطبيق ويوضح لنا بن جلون وهو روائي وشاعر مغربي يكتب بالفرنسية في كتابه ( العنصرية كما شرحتها لابنتي ) الحروب الصليبيه التي اتخذت الدين ومن واجب الدفاع عنه - قناعا تخفيبه المطامع الغربية والاقتصادية في الشرق كما يجد في الحركات الاصولية في العالم العربي مثلاً آخر على امكانية استغلال الدين لغايات واطماع سياسية مميزا بين الاسلام وهذه الحركات الدخيلة الغريبة على التراث الاسلامي الاصيل. أن كتاب الدراما التلفزيونية او النص السينمائي والمخرجين والممثلين هم مثقفون واصحاب رأي مائالوا يؤمنون بأن الثقافة حرية وفعل حرية وسعي نحو تأكيد كرامة الانسان ويحترمون العقل ويقدمون من خلال اعمالهم الدرامية قصة الشعب الذي يعيش كفاح يومه يكد طوال النهار ومستهدف لقمة العيش داخل نطاق من حياة متغيرة مزدحمة منتظراً في صبر نبيل عبور مرحلة الضيق الى افق ارحب من الاستقرار والرخاء الاقتصادي ومن الخطأ بل من الخطر اثارة المشاعر الدينية بالقراءة الخاطئة للنص الدرامي التلفزيوني او السينمائي والتعسف في تفسير النصوص الدرامية بافتراء جمل ليس لها علاقة بالمفهوم الابداعي الانساني وهذا العنف يعد تهديداً حقيقياًَ للابداع الانساني بل تهديداً حقيقياً للوطن كله وتبديداً للجهد باستدراج افراد الوطن الواحد الى معارك مفتعلة بدلاً من العمل من اجل ترسيخ تقاليد ديمقراطية ومواجهة ما يتهددنا من مخاطر خارجية وداخلية.
|
ثقافة
الدراما التلفزيونية والسينمائية بين الإبداع الإنساني والتحريم الديني
أخبار متعلقة