البراء رستم إن مما اتفق عليه الناس أن الماء هو أساس الحياة قال تعالى: «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، ولا يمكن لكائن حي أن يستغني عنه، ولكن قلما تجد - وللأسف الشديد - من يقدّره ويحافظ عليه، فلقد انتشر الإسراف بين الناس بشكل مخيف يجعلك تشكّ إن كانت ستظل هذه النعمة بين يدي البشر، ويُعزى هذا التصرف إلى جملة من الأسباب.من أقوى الأسباب التي أدّت إلى وجود ظاهرة الإسراف: اللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية، بالإضافة إلى قلة الوعي، والرفاهية المطلقة، فأنت لم تتخيّل نفسك بلا ماء ليوم واحد، ولم تجرّب شعور من يعرِّض كرامته للإهانة من أجل قطرة الماء، متناسيًا قول الله تعالى: «وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»، ومما لا شك فيه أن لكل سبب نتيجة، وعليه فإن للإسراف أثرًا سلبيًا في حياتنا، فإنك بإهدار الماء الزائد على حاجتك تحرم غيرك منه وتسلب حقه، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا أو نباتًا.هل سألت نفسك يومًا لماذا يجب عليَّ ألا أسرف في الماء؟دعني أقول لك أولاً: إن الماء نعمة من نعم الله علينا كسائر النعم التي يجب شكره عليها، وهذا أمر مسلَّم به، فإنك إن شكرتها دامت وزادت وإلا فالعكس، وهذا مصداق لقول المولى عز وجل : «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ»، ثانيًا: أن قدوتنا الأولى عليه الصلاة والسلام كان يتوضأ بالمد «أقل من اللتر» ويغتسل بالصاع حوالي 3.5 لتر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمد ويغتسل بالصاع».وأخيرًا: يتوقع العلماء أن تكون الحرب العالمية الثالثة على الماء نتيجة للاستهلاك الهائل من كل شعوب الأرض. فابدأ بنفسك وكن قدوة لغيرك في الحفاظ على هذه النعمة.ثم تذكر كيف ستعيش الأجيال القادمة بلا ماء إن لم نرعَ هذه الثروة ونوصلها لهم؟!
|
ابوواب
قطرة ماء تساوي حياة
أخبار متعلقة