كـلـمات
ان تربية الاولاد في صغرهم على مبادئ الدين الحنيف وتعويدهم على مكارم الاخلاق من أهم المسائل التي يجب على الاباء ان ينتبهوا اليها والمصلحين ان يعنوا بها. فما الامم الا بالأخلاق، وما الاخلاق الا بالتربية الدينية الصحيحة. ان الطفولة في الاسلام لها منزلتها المرموقة وأهميتها الدقيقة، لقد عني الاسلام بهذه المرحلة من عمر الانسان فحباها بالكثير من الرحمة والعطف.ولا يقتصر واجب الوالدين على الإنجاب فقط، بل عليهم تربية أبنائهم ليكونوا مفيدين للناس وللبلد، رجال فكر وطهارة وإيمان، لأنهم هم الذين سيديرون البلد في المستقبل، لذلك يجب أن يتربوا منذ طفولتهم ليكونوا أهلاً لذلك في المستقبل. فالابن هو ثمرة الحياة، لكن الابن الذي لم يتربّ والجاهل والأمي وغير المستقيم والكاذب هو ثمرة مرة، مَن يأكلها يمرض، وسيتفشى هذا المرض في مستقبل البلد، ويمكننا القول أن مثل هذا الابن ليته لم يكن.ان على الآباء والامهات واجباً دينياً واسرياً وانساني تجاه الطفل فهم اهله وهم اولى الناس به، ولقد وجه الاسلام الاباء إلى تحمل المسؤولية تجاه الابناء حتى لا يفرط الاباء او الامهات في واجبات ابنائهم واهليهم.مهمة الأم في تربية الأبناء أكبر من مهمة الأب، لأن طفولة أي طفل تكون مع أمه، وخلال الطفولة يتأثر الطفل بسيرة أمه وأخلاقها وتنطبع أخلاقها وسيرتها في قلبه وروحه. لذلك قال أحد العظماء: إن نصف تقدمي وانتصاراتي في الحياة تعود لأمي.الصحة وتعويد الطفل على النظام والترتيب وتنشيط جسم الطفل من واجبات الوالدين أيضاً، وعليهما أن يوليا ذلك جل اهتمامهما.ولا تقتصر مهمة الوالدين على العناية بالأولاد منذ الطفولة حتى بلوغ سن الرشد والشباب، بل عليهما أن يشملاه بعنايتهما طوال حياته وخلال زواجه وعمله على أن يعاملاه كابن راشد، وأن لا يتوانيا عن أية مصاريف وعناء لأجله، وأن لا يتخليا عنه بحجة أنه أصبح رجلاً أو امرأة، وقد بلغ سن الرشد وله بيته وعمله، بل أن يرشداه ويقدما له المشورة ما بقيا على قيد الحياة، وأن لا يغفلا عنه.فإذا أحسن الوالدان تربية أولادهما، حصلا على سعادة الدنيا والآخرة، واجتازا الامتحان بنجاح بإذن الله، وإن أهملا هذه التربية كان لهما سوء العاقبة في الدنيا والآخرة. يقول صلى الله عليه وسلم (أدبوا اولادكم واحسنوا أدبهم). كما امر صلى الله عليه وسلم بتعليم الابناء الخير وتأديبهم فقال صلى الله عليه وسلم (علموا اولادكم واهليكم الخير وأدبوهم). وهكذا يؤكد ان التوجيه بالقدوة والسلوك اكثر ايجابية من النصائح والارشادات فلنكن القدوة الحسنة لأولادنا حتى نثمر حصادا طيبا يعرف ربه ويتخلق باخلاق دينه الحنيف، وما المظاهر السيئة التي نراها من عنف وتطرف وادمان وصفات خلقية مرذولة الا حصاد تربية سيئة واهمال جسيم من الوالدين.