عدن تتذكر نجمين لامعين في مكتبة مسواط
عدن / عادل خدشي:في غفلة من الزمن لم ندر أننا سنلتقي نجمين لامعين في مكتبة مسواط رافقتهما عقود من الزمن الجميل.. كانا يعملان فيها بحب وشغف.. في هذه الأثناء التقتهما صحيفة 14 أكتوبر.. وإليكم الحصيلة:هادي أحمد علي - مراسل في مكتبة مسواط منذ عام 1955 قال:عند لحظة سماعي أن مراسل مكتبة مسواط ستـعطى له إجازة، توجهت إلى المكتبة لغرض الحصول على عمل فيها.. فقدمت رسالة للحصول على العمل.. إلى قرينة مستر جن الذي كان يشغل مديرا لبلدية عدن، والمكتبة تحت إشرافه.. فوافقت على الفور، وتمكنت من العمل في المكتبة منذ عام 1955م.وأوضح أنـه خلال هذا العقد من الزمان تمكنت من رؤية كثير من الشباب والأطفال من مختلف الجنسيات، حيث كانت المكتبة تفتح في الساعة (10) صباحـاً حتى الواحدة ظهرا.. ومن الخامسة عصرا حتى السابعة والنصف مساء.وأضاف أن عددا من المواطنين من كل مناطق عدن يرتادون المكتبة وعددهم ما يقارب (20 - 25) قارئـا وقارئة كل يوم في الصباح والمساء.وذكرلنا النوادر التي وقع فيها في مكتبة مسواط أثناء تأدية عمله قائلاً:من النوادر التي وقعت فيها وأذكرها إلى الآن عندما كنت أقوم بتصفية الأشلاف من الأتربة حيث صعدت على السلم حتى وصلت إلى المستوى المطلوب للبقاء فيه.. وفوجئت بالوقوع على الأرض، وفي هذه الأثناء قام عامل الخدمات في المكتبة العم يحيى بإبلاغ مديرة المكتب التي تحمل الجنسية البريطانية التي ندعوها بـ (المدام).. فسارعت على الفور لمساعدتي.. وقامت بكتابة رسالة رسمية إلى المستشفى لتلقي الفحص والعلاج، فذهبنا بسيارة تابعة لإدارة البلدية إلى المستشفى الذي كان يسمى مستشفى الملكة إليزابيث، فتم تمديدي فيها على مدى أسبوع كامل، وتمت معالجتي باهتمام بالغ، حتى تمكن الطبيب من التأكد من صحتي، فأمر بعدها بمغادرة المستشفى بعد ذلك.. فمنحت حينها إجازة طبية مدتها يومان، وبعدها قمت بمباشرة العمل في المكتبة.وقال في سياق حديثه لـ «14 أكتوبر» إن راتبي حينذاك ما يقارب (300) شلن، وبعدها تزوجت في العام 1960م ورزقت بالمولود الأول محمد هادي أحمد علي في عام 1961م.. الذي أصبح لاعبـا في صفوف نادي التلال في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات.. وهو موظف في طيران اليمنية حاليـا.وفي ختام اللقاء قال العم هادي: لم يخطر على بالي أنني سأزور المكتبة بعد ما يقارب (40) عامـا، وشدني الشوق إليها الابن البار مدير مكتبة مسواط حاليـا عدنان عبدالحميد، ورأيت اهتمام إدارة المكتبة الذي أعادني إلى أيام الصبا والشباب.كما التقينا الأخ سليمان يحيى أحمد - مراسل في مكتبة مسواط منذ 1 يناير 1970 حيث قال:بعد وفاة والدي - رحمه الله - بأسبوعين أخذني عمي (علي كداف) إلى الأخ محمد محمود جعفر محافظ عدن - آنذاك - ومنحنا رسالة موجهة إلى مصطفى عبدالخالق السكرتير البلدي - آنذاك - وساعدني بالالتحاق إلى المكتبة بدلا عن والدي.. وعملت فيها ما يقارب (10) سنوات، وفي العام 1980م تم تعييني إلى درجة مساعد أمين مكتبة.وأضاف أنه كان هناك قرار بضم المكتبة إلى وزارة الثقافة.. ولكن نحن اخترنا بقاءنا في البلدية، ثم انتقلت إلى قسم الضرائب العقارية.. حتى عام 1986م.. ثم انتقلت إلى حارس في المكتب الرئيسي لبلدية عدن.. وبقيت فيها حتى تم إحالتي إلى المعاش بعد (38) عامـا.وأشار إلى أنه خلال تواجدي في مكتبة مسواط استغللت هذا التواجد في قراءة العديد من الكتب ذات القيمة الأدبية، وقد تجاوز عدد ما قرأته (100) كتاب، لعدد من الكتاب العرب الكبار أمثال: طه حسين، محمود عباس العقاد، نجيب محفوظ، يوسف السباعي، وإحسان عبدالقدوس ووفيق العلايلي وغيرهم.وأوضح في سياق حديثه لـ «14 أكتوبر» أن الكتب التي قرأها كثيرة منها: (الوسادة الخالية)، (ثرثرة فوق النيل)، (شيء في صدري) للكاتب المصري الكبير إحسان عبدالقدوس، وكذا كتاب (الليل الطويل) لوفيق العلايلي، و(ما وراء الغيوم) ليوسف السباعي.. ولم أتذكر ما قرأت في ذلك الزمن الجميل.