عندما انظر إلى مايحدث في مناطق الجنوب خلال الفترات الاخيرة وأقارنه بما كان يحدث سابقا أرى إن هناك خطراً قادماً على الوحدة الوطنية حيث إن الجنوبيين في السابق خرجوا جميعا يهتفون باسم الوحدة التي تحققت يوم الثاني والعشرين من مايو من عام 1990م والتي رفع علمها من مدينة عدن الباسلة. ولكن اليوم أصبح الوضع مغايراً لما حدث سابقا من خلال خروجهم في الميادين ومن المد ينة التي رفع فيها علم الوحدة بل ومعظم مناطق الجنوب الأخرى وتكون الغالبية من جيل الوحدة والذين ترعرعوا في كنف الوحدة ينادون بفك الارتباط وليس ذلك فقط وإنما يحملون في قلوبهم ثقافة الكراهية لمن تم التوحد معهم وما شهد ته مناطق الجنوب مؤخرا هو خير دليل على ذلك فهل ياترى بعد ذلك كله إن الوحدة لم يهددها الخطر حسب مانسمع من البعض والذين هم عائشون في سبات ولم ينظروا إلى ما يحصل على الساحة اليمنية وخاصة في المحافظات الجنوبية ولكنا وبعد ما شاهدناه من أفعال مصحوبة بكراهية نقول إن الوحدة في خطر . فمن المسؤول عن ذلك والذي أوصل ثقافة الكراهية في النفوس إلى ذلك النفق المظلم الذي يكون الخروج منه صعباً ويكلف الثمن الكبير من دماء اليمنيين .إن من تسبب في وصول الوضع إلى ذلك هم بالدرجة الأولى المسؤولون الذين يتربعون كراسي السلطة للشطحة وترتيب أوضاعهم لكي يعيشوا في بحبوحة متناسين إن هناك شعباً قد توحد على محبة وإخلاص والكل يعرف ذلك ما بعد عام تسعين الذي انتشرت فيه المحبة والإخاء الصادق إلى عام 94م والذي بعده بدأ الشرخ والتخلخل في البلاد وخاصة المحافظات الجنوبية ولم يحرك أحد ساكناً والذي من المفروض إن تتحرك كل القوى لتغلب على كل الظواهر ومعالجتها قبل إن تستفحل من خلال وضع بعض المعالجات بالإضافة إلى التوعية وتعميق الوحدة الوطنية بين أوساط الشباب في مختلف المدارس والجامعات وغيرها وخاصة في المحافظات الجنوبية ولكن تم تجاهل ذلك الجانب الهام والذي يرتكز على نشر ثقافة تعميق الوحدة الوطنية ونشر روح المحبة التي كانت تسود بين فئات الشعب من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب. ولكن مرت السنوات وليس هناك من يهتم بذلك الجانب الذي يعتبر صما م أمان الوحدة وظلت الأوضاع تتفاقم وتسير بطريق معاكس يهدد الوحدة الوطنية والكل ينظرون و لم يحركوا ساكنا إلى إن بلغ السيل الزبى وانتشرت ثقافة الكراهية في أوساط جيل الوحدة والذين اليوم نشاهدهم في الميادين يطالبون بفك الارتباط عن قناعة كاملة فمن الصعب اليوم عودتهم إلى الطريق الأول وهو طريق الالفة والمحبة ومن الصعب إن تنزع ما تحمله قلوبهم لا بالحوار وليس بقوة الضغط ونزول المصفحات والعساكر وغيرها من الوسائل الأخرى والتي تزيدهم إصرارا على التمسك بتحقيق ما يدور في عقولهم وما تحمله أنفسهم . ولكن نقول كانت هناك حلول أخر ى تساعد على إعادة المياه إلى مجاريها دون وقوع خسائر وهي تكثيف التوعية الثقافية والترغيب بين صفوف المجتمع وفي المدارس عن مفاهيم الوحدة ونشر ثقافة المحبة والاعتراف بالأخطاء التي رافقت تلك المرحلة وعسى إن تهدأ النفوس وتزرع المحبة ولكن ذلك الجانب أهملته القيادة مما ساعد على فتح مجال معاكس يسير في طريق آخر ويرسخ مفاهيم أخرى في عقول ذلك الجيل الذي ترعرع في كنف الوحدة حتى وصلت الأمور إلى مانحن فيه اليوم ومن هنا فالسؤال يطرح نفسه من المسؤول عن زرع ثقافة الكراهية في الجنوب أليس هم الحكام الذين لم يتداركوا الأمور وهي في مهدها ويستخدموا كافة لغات الحوار للاخذ بما يدور في القلوب لكي تظل روح المحبة والإخاء التي أوصى بها ديننا الحنيف تنبع بين الناس في وقته ولكن اليوم لم يستطيعوا عمل شيء لنبذ ثقافة الكراهية بين أوساط المجتمع في المحافظات الجنوبية وخاصة الشباب فهل ياترى تستطيع اللجان التي خرجت لتقصي الحقائق أن تعمل شيئاً لكي لايتكرر المشهد مرة أخري أتمنى إن توفق تلك اللجان في إعمالها وان تعمل بكل شفافية ودون انتماءات تعكس نفسها كما أرى ان تضيف إلى ملف التحقيق من المسؤول عن زرع ثقافة الكراهية في الجنوب وتطرحه على طاولة مؤتمر الحوار لمناقشته ووضع الحلول المناسبة . وكل عام واليمن في خير وتقدم وازدهار .
|
تقارير
من المسؤول عن زرع ثقافة الكراهية
أخبار متعلقة