صنعاء/محمد السيد: تواصل الروائية اليمنية شذى شوقي الخطيب إبداعها الروائي، فبعد (الزنبقة السوداء) التي أصدرتها العام الماضي، تصدر خلال الأيام القليلة لقادمة روايتها الثانية التي تحمل عنوان ( أوراق رابعة) عن دار الفكر العربي للطباعة والنشر بالقاهرة. ومن خلال هذه الرواية، تروي الخطيب شخصية رابعة الفتاة المدللة اليتيمة الأب التي تعيش في كنف والدتها وبرعاية ابن عمها المتسلط الذي يسعى للزواج منها والاستيلاء على ورثها من والدها، فتحاول مقاومة رغبته ورغبة أعمامها بالتمرد عليهم. وفي خضم هذه المقاومة فأن (رابعة) تقع بغرام شاب فقير وهو خطيب لصديقتها .. دون أي اعتبار أخلاقي لإحساسها أن عليها امتلاك كل شيء تريده ببساطه. ومن هنا يتكون الصراع في الرواية ما بين رابعة و ابن عمها الذي يفهم تحركاتها ويراقبها جيدا و يعرف سر عشقها الذي تحاول أن تخفيه عن الجميع، ومحاولة تصديه لها ومنعها من الاندفاع العاطفي بقسوة حيث تقابل ذلك بعصيان و تمرد منها فتدخل الشخصيات في الرواية في ذلك الصراع المتشعب المادي و العاطفي.ويقول الدكتور وليد عثماني أستاذ النقد الأدبي بجامعة سطيف الجزائرية أن الرواية تتربع واجهتها على زخم سيميائي علاماتي وافر يشير بصمت، ويحيل بدلالات عميقة تمس صلب شخصية البطلة في الرواية... ومن ثمة تمس جوانب العمل الروائي عامة.تنفتح هذه الرواية على أوراق متلونة تمس شرائح متينة ومتعمقة... متأصلة في جذور الروائية شذى الخطيب. إذ تعكس بكل دقة وجمالية العديد من المرايا التي تتفاعل فيما بينها، والصور التي تكشف عن المكنون التراثي الذي يتربع عليه المجتمع اليمني.ويضيف: (أوراق رابعة) سردية متنوعة ومشوقة تبرز الترف اليمني من ضوابط وعادات وتقاليد ومقدسات، تشكلت كسلطة متعالية يعزى إليها قانون المجتمع أو العرف بأتم المعنى.وهو ما تلخصه مجريات الرواية وفق ثنائيات تارة: كالجريمة والعقاب، الحب والكره، العشق والخيانة، الثراء والفقر، الإحسان والإساءة... وتارة أخرى وفق متلازمات الحياة من: طمع وجشع، حسد وانتهازية، حقد وضعف...وكلها مرايا وأوراق ملونة ومتسايرة في دائرة الوجود الإنساني.ها هي شذى تطرح (رابعة) كورقة رابحة في فضاء الرواية، بما يستوعبه هذا العالم الرحب من تقنيات وفنيات يستجيب لها طواعية... مصورة المجتمع اليمني جنوبه بشماله، وتمازجه الجغرافي برؤية واحدة متكاملة في (أوراق) تروم المرابحة الفنية بتقنية إبداعية متناهية في دفع حركية الزمن والأحداث؛ ما جعل فضاء النص يتوزع بحبك متواشج ودقيق، متناسق ومنسجم... يدخل عبره المتلقي البيت اليمني بكل سهولة وسلاسة، متصفحا أوراق رابعة الملونة بماضيها وحاضرها. مستشفا منه أدق التفاصيل التي صقلت هذه الشخصية القوية الطموحة.
|
ثقافة
(أوراق رابعة)..عمل روائي جديد لليمنية شذى الخطيب
أخبار متعلقة