مستقبل التنمية في اليمن مرهون بالتعليم الفني والتقني والتدريب المهني
لقاء / قيصر ياسين :قد يتساءل البعض عن الجذور التاريخية لخلفية التعليم الفني والتعليم المهني والصناعي في عدن فنقول لهم أن مدينة عدن كانت السباقة في إرساء التعليم المهني والتقني والحرفي على مستوى اليمن والجزيرة والخليج، فهناك عدد من المعاهد التي أنشئت في الثلاثينيات وأوائل ومنتصف الخمسينيات أمثال المعهد التقني الصناعي في المعلا في أوائل الخمسينيات الذي تخرج منه عدد كبير من الكوادر والخبرات الفنية التي أسهمت في مختلف مجالات التنمية وفي مختلف مجالات الحياة قبل الاستقلال أو بعده بل لعل البعض من مخرجاته أصبحوا يتبوءون مواقع مرموقة في منطقة الخليج وبعضهم أصبحوا مدراء في شركات ملاحية عملاقة أو شركات كهربائية أو بترولية ولهم بصمات كبيرة في الاقتصاد الخليجي وكذلك الأمر بالنسبة للمعهد الفني المهني التابع لشركة مصافي عدن الذي تخرجت منه كوادر كفؤة قادت مختلف المجالات البتروكيميائية والبترولية والكهربائية في مصافي عدن وبعضهم هاجروا إلى الخليج وأصبحوا مسؤولين كباراً ومدراء مرموقين في شركات البترول الخليجية والعالمية، وهناك المعهد التجاري في ما كان يسمى بالمدراسي والذي تخرجت منه مئات الكوادر المحاسبية والمالية والبنكية التي كانت تسير أمور التجارة والحركة البنكية والاقتصادية والمالية في عدن منها التجارة الحرة والميناء الحر ثاني ميناء في العالم وغيرها من المعاهد الفنية التي كان لها حضور ومردود فاعل في تسيير عجلة التنمية والتجارة والاقتصاد في عدن أيام زمن التجارة في عدن فترات الخمسينيات والستينيات.وبعد الاستقلال اهتمت الحكومة الوطنية بإنشاء عدد من المعاهد الفنية في مدينة عدن ومختلف مديرياتها لتوفير احتياجات البلد من الكوادر الفنية التي تسهم في تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية . . ومنذ ذلك الحين ظلت الدولة تهتم بهذا الجانب وترصد له الميزانيات والإمكانيات من اجل النهوض بالتعليم المهني والفني وتشجيع الطلاب على الالتحاق بالمعاهد الفنية .مرافق الدولة والقطاع الخاص يلهثون وراء الكوادر الفنيةأن هذا الاهتمام جاء بعد أن كانت مرافق الدولة ومؤسساتها تواجه مشكلة تزداد خطورتها يوماً بعد يوم وهي حاجة هذه المؤسسات للفنيين خصوصاً بعد أن ظلت بعض الأجهزة الحكومية والخاصة تعاني من نقص شديد في الكادر المهني والحرفي .وفي ضوء هذا الاحتياج للكادر الفني لعب مكتب التعليم الفني في عدن دوراً كبيراً في تشجيع الإقبال والتهافت على التعليم الفني من قبل الطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو التعليم الأساسي كاسراً بذلك الحاجز النفسي أو النظرة التقليدية التي كان المجتمع ينظر بها إلى التعليم الفني. مئات الطلاب يتهاقتون على التعليم الفنيلكن مع نجاح تجربة مكتب التعليم الفني في عدن تجاه الاهتمام بالتعليم الفني وبناء المزيد من المعاهد الفنية التقنية الصناعية والحرفية في معظم مديريات المحافظة ونجاح هذه المعاهد في تخريج كفاءات فنية وحرفية تخطت من خلالها طلبات الدولة وسوق العمل والقطاع الخاص في تسيير عجلة التنمية في البلاد فبدلاً من توجه المئات من خريجي الثانوية إلى الكليات اتجهت إلى المعاهد الفنية في عدن وازداد حماس الطلاب تجاه هذه المعاهد بعد آن وفرت لهم حرفاً مطلوبة في سوق العمل ليجدوا أنفسهم معززين ومكرمين وبنو أسراً وعاشوا حياة كريمة .لحظات مفيدة مع مدير مكتب التعليم الفني بعدنولاستجلاء مواقع التعليم الفني في المحافظة وخطط مكتب التعليم الفني المستقبلية على طريق التطوير والنهوض المستمر بالتعليم الفني التقت الصحيفة بالأخ عبداللَّّه منصور بن سفاع مدير مكتب التعليم الفني بعدن الذي استقبلنا بترحاب وتواضع واهتمام بالصحافة قائلاً لنا: انتم الصحافة شركاء حقيقيون معنا في مواصلة التطوير والنهوض الدائم بالتعليم الفني والتقني الصناعي وانتم الذين ستبنون رأياً عاماً يشجع ويتفاعل ويهتم بالتعليم الفني ومع مكتب التعليم الفني كون الجميع يهدف إلى تأهيل أجيال المستقبل الذين يعول عليهم في الدفع بعجلة التنمية.شكرناه على ترحابه بنا واهتمامه بالصحافة العاكسة لسياسة الدولة في تطوير التعليم الفني وطلبنا منه التحدث حول خطط المكتب المستقبلية فأجاب قائلاً : خطة عمل المكتب المستقبلية تشمل إجراء امتحانات التسجيل والقبول بداية كل عام دراسي جديد بالإضافة إلى الامتحانات العملية والنظرية على المستوى المهني والتقني وفقاً للتقويم الدراسي المحدد من قبل وزارة التعليم الفني في جميع محافظات الجمهورية .مناقشة الخطة والاحتياجاتكما تشمل الخطة إعداد ومناقشة الموازنة المستقبلية وفقاً للاحتياجات المرفوعة من قبل المعاهد التقنية وتقديمها إلى مكتب المالية بعدن لغرض اعتمادها وإقرارها.وأضاف مدير عام مكتب التعليم الفني بعدن انه في كل عام يتم التحضير والإعداد بطلب المشاريع الاستثمارية وفقاً للخطة الخمسية في شتى المجالات بناء على الطلبات والاحتياجات المهنية والتقنية . ومضى يقول : خطتنا تشمل أيضاً النزول الميداني إلى جميع المعاهد للاطلاع على سير العملية التدريبية والتعليمية والتأكد من مستوى تطبيق المناهج بالإضافة إلى توفير مواد التدريب وكيفية استخدامها في عملية التدريب بالورش .وتم في إطار اتجاهات المكتب إعداد خطة مهمة لمكتب التعليم الفني بعدن خلال العام 2013 م بمعية مدراء الإدارات بالمكتب وتقديمها إلى السلطة المحلية بالمحافظة وكذا ديوان الوزارة ناهيك عن إعداد استمارات خاصة لمتابعة الخريجين من الطلاب في جميع المعاهد ووضع قاعدة بيانات متكاملة لهم في إدارة سوق العمل والقطاع الخاص بهدف توظيفهم وفقاً لاحتياجات سوق العمل .جدوى اللقاءات وورش العملواستطرد مدير مكتب التعليم الفني بعدن قائلاً أن الخطة تشمل أيضاً عقد اللقاءات الدورية وورش العمل مع المنظمات المحلية والأجنبية في عدة اطر منها عقد دورات قصيرة في كل التخصصات المطلوبة بسوق العمل وكذا فتح تخصصات نادرة في كل التخصصات المطلوبة لسوق العمل وكذا فتح تخصصات مدينة ونادرة على مستوى المحافظة مدعومة من قبل المنظمات الأجنبية وتنظيم دورات قصيرة لتأهيل الكادر التعليمي في المعاهد في مجال طرق التدريس الحديثة في كل عام.وأسهب الأستاذ عبدالله منصور بن سفاع في سياق استعراضه للخطة قائلاً : خطتنا تعطي اهتماماً لمسألة النزول الميداني للمدارس والثانويات لغرض التوجيه والإرشاد المهني للالتحاق بالتعليم الفني والمهني لأهمية هذه التخصصات في سوق العمل وخاصة حث الفتيات على الالتحاق بالتخصصات النوعية والنادرة على مستوى المحافظة كقسم الخياطة والتفصيل في المعهد الفني بالمنصورة وكذلك قسم الاتصالات في المعهد التقني الصناعي بالمعلا بالإضافة إلى فتح تخصص جديد سيتم افتتاحه العام الحالي 2013 م وهو قسم الكوافير والتجميل في المعهد الفني التجاري بخورمكسر موضحاً أن الهدف من هذه الأقسام هو ترغيب الفتيات في الالتحاق بهذه الأقسام كونها تمنحهن فرص عمل مطلوبة لسوق العمل .ملف العمل الفني أمام مؤتمر الحوار ماذا يعني ؟! !في رده على هذا السؤال أجاب مدير مكتب التعليم الفني بعدن قائلاً نحن نرى انه يجب أن يقف مؤتمر الحوار أمام واقع التعليم الفني وسنطلب دعم الإستراتيجية الوطنية لقطاع التعليم الفني والتدريب المهني على مستوى الجمهورية تواكب عصر التكنولوجيا المتسارعة في إحداث طفرة نوعية بحسب متطلبات واحتياجات سوق العمل وذلك من خلال تصحيح أوضاع عمل جميع المعاهد الفنية والتقنية المتمثلة في شراء التجهيزات والآلات الحديثة والمتطورة في الأداء وكذلك تأهيل الكادر التعليمي على المستوى المحلي والخارجي .ماذا عن هيكل أجور الكادر الفني ؟وفي إجابته أكد بن سفاع إعادة توصيف هيكلة الأجور والمرتبات لمنتسبي وموظفي التعليم الفني بما يتناسب مع مرتبات المؤسسات التعليمية الأخرى كالجامعات كون العمل في تلك المؤسسات يتطلب العمل المتواصل والدؤوب في إنجاح العملية التدريبية كون التدريب المهني والتقني يرتكز وبصورة أساسية على الجانب العملي والتطبيقي أكان ذلك بداخل المعاهد أو التطبيق في سوق العمل أثناء النزول الميداني ومنح الصلاحيات للمكتب في المحافظة وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 52 لعام 2012م الذي بدوره سوف يساعد المكتب والمعهد على العمل بشكل مباشر فيما بينها وبالتالي التخلص من العقبات والمشاكل التي تصادف عمل المكتب والمعاهد من المركزية المطلقة .ماذا عن أهداف ورش العمل في المعهد التقني الصناعي ؟ !أجاب بقوله: لقد تم انعقاد ورشة عمل في المعهد الفني الصناعي بالمعلا بتاريخ 31 يناير 2013 م واستمر العمل حتى 9 فبراير 2013 م وخصصت الورشة لمجالات البكلاريوس التطبيقي لتخصصي الكهروميكانيك وتخصص الاتصالات ونوضحها تفصيلياً في إعادة النظر في البرامج التدريسية لجعلها أكثر توجهاً نحو تنمية المهارات وأكثر ملاءمة لاحتياجات سوق العمل في اليمن وذلك في إحداث تنمية بشرية شاملة من خلال تطوير المهارات للملتحقين ببرامج التعليم التقني العالي والتعريف بأهمية وجود مركز نموذجي للتعليم التقني العالي باليمن والمميزات المطلوب توافرها فيه ومراجعة الخطة الدراسية لبرامج التعليم التقني العالي بالإضافة إلى مراجعة مناهج ومفردات تخصصي هندسة الاتصالات وتكنولوجيا الكهروميكانيك .