إذا كان طفلك على الدوام يحادث شخصا وهميا لا وجود له، بل والأدهى يطالبك بإطعامه أو اصطحابه للنزهة، أو حمله بين ذراعيك، لا تنزعجي على الإطلاق، أو تتشككي في سلامته النفسية، فبعض الأطفال يتخذون أصدقاء خياليين لا وجود لهم في الواقع، وهي ظاهرة صحية وإيجابية حسبما يؤكد د. سعد بجامعة القاهرة بقوله : وجود صديق خيالي في حياة الطفل دليلاً على مخيلته الواسعة و ميوله الإبداعية والابتكارية، كما أن هذا الصديق يشكل غالبًا متنفسا آمنا لإحباطاته، فأحيانًا يشكو إليه متاعبه، وأخرى يعامله بخشونة ويصرخ فيه لتفريغ ضغوطه،أو يرسل بواسطته رسائل غير مباشرة للوالدين تعكس رفضه مثلاً أسلوبهما في التعامل، لذا يجب أن ينتبه الآباء لطريقة معاملة الابن لصديقه الخيالي، ومنها يستنتجون ما يبطنه الطفل ولا يستطيع التعبير عنه.و الصديق الخيالي يظهر في حياة الصغار بين سن الثالثة و الرابعة، و يختفي بين الخامسة و السابعة، و نسب ظهوره لدى البنات أعلى من الأولاد، كما أن الأطفال الوحيدين ومن ليس لهم أشقاء عرضة أكثر لوجوده, وقد يتخذ الطفل أكثر من صديق خيالي في وقت واحد، وليس بالضرورة أن يكون إنسانًا مثله، بل ربما يكون حيوانًا أو طائرًا.ومن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء مطالبة الطفل بالتخلي عن صديقه الخيالي، و عقابه كلما حادثه أو لعب معه، والمفترض أن يوافق الأبوان طفلهما على صديقه بل ويشاركاه اللعب معه أحيانًا ويستجيبا لطلبات إطعام الصديق الخيالي أو حمله، مع السعي أيضًا لدمج الابن مع أصدقاء حقيقيين من نفس عمره حتى لا يقتصر عالمه على الأصدقاء الخياليين.والطفل يعلم جيدًا أن هذا الصديق وهمي وليس له وجود. ورغم ذلك قد ينسب إليه بعض الأخطاء التي يرتكبها، وفي هذه الحالة لو كان الخطأ جسيمًا كالسرقة مثلاً أو إيذاء طفل آخر، لابد من مناقشته حول كون صديقه خياليًا ولا يمكنه فعل ذلك وأنه إذا تكرر الأمر فإن الطفل شخصيًا سيعاقب. السبب هو أن الطفل يعيش مناخاً بعيداً تماما عن مناخ الطفولة ويسمع ألفاظاً ويشاهد متناقضات لا تناسب قدراته العقلية.
صديق طفلك الخيالي
أخبار متعلقة