«مرسي» و«مبارك».. نهاية واحدة ببرلمان مزور
القاهرة / متابعات :لا يريد الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان أن يتعلما من دروس الماضي ويصرون على أن يكتبوا بأيديهم نهايتهم في الحكم بأسرع مما يتوقع أعداؤهم، خاصة بعدما ساروا في نفس طريق النظام السابق واستخدموا نفس الكتالوج الذي أدار به مبارك مصر طوال 30 عاماً والفارق أن مبارك انهار نظامه بعد 30 عاماً ولكن نظام مرسي يكتب سطور النهاية قبل أن يكمل عامه الأول في الحكم وبعد ما يقرب من 8 أشهر فقط.التاريخ يعيد كتابة نفسه الآن ويكرر أحداث ما قبل ثورة يناير، فنظام مبارك سقط بعد أن انهارت كل الأعمدة الشرعية التي كان يستند عليها وكانت الانتخابات البرلمانية التي أجريت في عام 2010 هي المسمار الأخير في نعش نظامه، ويبدو أن جماعة الإخوان تسير في نفس طريق النهاية وبفضل الانتخابات البرلمانية أيضاً، والتي يصر فيها الرئيس مرسي على أن تجري بقانون انتخابات لا يعبر إلا عن رؤية فصيل واحد ويخدم مصالحهم فقط، وفي نفس الوقت يعاني من شبهة عدم الدستورية وهو ما دفع أغلب قوى المعارضة على التأكيد على أنها ستقاطع الانتخابات وهو ما يؤكد أن الانتخابات القادمة تسير على نفس نمط برلمان 2010 المزور.فنظام مبارك تباري في مدح قانون الانتخابات ومنع الإشراف القضائي على الانتخابات وقاتل من أجل ان يحصل علي برلمان منزوع المعارضة وتصور أنه يمكن أن يحكم سطوته علي البلاد من خلاله ولذلك كانت نهايته، خاصة مع سياسة العناد التي اتبعها مبارك مع المعارضة وإصراره على أن يرفض الاستجابة لكل مطالب المعارضة.جماعة الإخوان أيضاً تسير في طريق العناد ويتبارى قياداته أيضاً في مدح قانون الانتخابات المعيب الذي لا يخدم سوى مصالحها وهم يريدون أن تقاطع المعارضة الانتخابات، خاصة مع حالة الهجوم العنيفة ويتصورون أن البرلمان دون معارضة يمكن أن يخلصهم من صداع المعارضة الذي يعوق طريقهم في الاستحواذ على الدولة ولكن المعارضة لديها إصرار على إسقاط نظام الإخوان، خاصة أنه لم يقدم ما يشفع له ويقيه من ضربات المعارضة.إصرار الإخوان على برلمان مطعون في شرعيته وبلا أي مشاركة شعبية في فعاليات الانتخابات هو أقرب ما يكون إلي اللعب بالنار في مجتمع يعاني من الانفجارات السياسية والاحتقان المجتمعي وهو ما يمكن أن يزيد من المأزق السياسي ويؤدي إلى حرق البلاد، خاصة أن الجماعة لا تريد أن تعترف بأي سلطة في مصر إلا من خلال مكتب الإرشاد.طارق زيدان - رئيس حزب الثورة مستمرة - قال: إن الإخوان الآن مثل الفراشة التي تدفع نفسها إلى الموت وهم يذهبون إلى نهاية مبارك بشكل سريع، فمبارك بقي 30 عاماً ولكن الجماعة تتساقط الآن بعد 8 أشهر في الحكم، خاصة أنهم مستمرون في سياسة العناد وعدم الاستجابة لمطالب الشعب ولكن ما يفعلونه الآن ليس له إلا طريق واحد فقط وهو السقوط مثلما سقط مبارك.أشار إلى أن الانتخابات القادمة أخطر من انتخابات برلمان 2010 المزور، فالبلاد الآن تشهد حالة انقسام واضحة وعصيان مدني وأزمات في الشارع، والحالة العامة أسوأ من عهد مبارك وبالتالي فإن عواقب ما سوف يحدث للجماعة أسوأ من مبارك، خاصة أن الشعب كله كان متوحداً على إسقاط النظام، أما الآن فالشعب كله في حالة سخط على الإخوان التي تدق المسمار الأخير من نعشها والبلاد ستشهد حالة من الفوضى تعقبها نهاية الإخوان.وأشار إلى أن الإخوان ستستمر في سياسة العناد وعدم الاهتمام بالمعارضة وهو ما يؤدي إلي زيادة العنف، فالبرلمان السابق المنحل بدأ عمله بمظاهرات تحاصره والآن البرلمان القادم سيبدأ عمله بمظاهرات في كل الميادين اعتراضاً عليه.وأكد النائب السابق سعد عبود - القيادي بحزب الكرامة - أن انتخابات 2010 كانت نتيجتها ثورة جديدة والآن برلمان 2013 سينتهي بثورة جديدة على الإخوان، فالنظام الحالي يسير في نفس طريق مبارك وكل القرارات التي اتخذها مبارك في الحكم سببت الغضب الشعبي وبالمثل جماعة الإخوان المسلمين الآن.وأكد أنه يوم الثورة كان مبارك أمامه لحظة تاريخية ولكنه عاند فيها، ومرسي أيضاً كان أمامه لحظة تاريخية ولكنه عاند فيها أيضاً، وأشار إلى أن قانون الانتخابات لم يكن فيه حوار مجتمعي، ولكن الجماعة لا تريد سوى مصلحتها فقط.