سطور
وكأنها الحرب على كل ماهو جميل وطيب في لحج وحاضرتها الجميلة مدينة الحوطة. هذه هي إذاعة الشعب المحلية من لحج يتم إغلاقها قسراً بتوجيهات صارمة من الإدارة العامة للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون إثر شكاوى كيدية من أطراف متخاصمة فيها ومن خارجها قاسمها المشترك هو مبدأ الفيد الذي جثم علينا في الجنوب بعد حرب صيف 1994م، وتجايلته الإدارات المتعاقبة عليها لغياب المساءلة والمحاسبة والرقابة وعشوائية القرار.وأعود إلى بيت قصيد هذه السطور وأقول انه كان بإمكان المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ان تستمر في تحقيقاتها الإدارية في المخالفات الموجودة في الإذاعة ومن جميع الأطراف ومن تثبت عليه الإدانة فليتحمل مسؤولية مخالفاته بحسب اللوائح والاجراءات اللازمة. أما إغلاق الإذاعة بهذه الطريقة وفي هذه الظروف الصعبة جداً والحساسة سياسياً وإعلامياً فإنه إجراء تعسفي وغير واقعي ويضر بكثير من الكوادر المساهمة في تحرير برنامجها العام وغالبيتهم من المتعاقدين والمساهمين الشباب الذين لا ناقة لهم ولا جمل في تلك الخصومات الحقيقية منها والمفتعلة غير ما يلقى عليهم من فتات كأجر على مساهماتهم الإعلامية والثقافية التي ينافسون بها باقي البرامج الإذاعية في البلاد.وباعتباري أحد هؤلاء المساهمين في هذه الإذاعة العريقة منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي وأنا في المرحلة الثانوية طالباً وحتى الآن فمن واجبي أن أضع أمام صانع القرار الذي جانب الصواب بقرار الإغلاق، وكذلك الإخوة في السلطة المحلية في محافظة لحج وعلى رأسهم الأخ المناضل أحمد عبدالله المجيدي محافظ لحج ونائبه الأستاذ علي حيدرة ماطر الأمين العام للمجلس المحلي وهما من أكثر الشخصيات حرصاً على نجاح هذه الإذاعة الشعبية في مراحلها المختلفة والنظر بعين الحكمة والمصلحة العامة في أمر هذا الاغلاق القهري وغير المسؤول وبالطريقة التي تم بها وبدون وجه حق والذي اضر بمصالح رعاة الإذاعة الحقيقين من الموظفين المخلصين وباقي المساهمين الأوفياء للرسالة الإعلامية والمهنية العالية التي تحترم نفسها ووطنها.إن الرجوع إلى الحق فضيلة والتراجع عن قرار الاغلاق اجراء لا بد منه خصوصاً في هذه المرحلة المهمة واني لا أشك في استيعاب القيادات في وزارة الإعلام وقيادة السلطة المحلية في محافظة لحج هذه الحقائق وإطلاق أثيرها من جديد كونها واحدة من أهم أدوات التعريف بلحج وثراتها الثقافي، والله من وراء القصد.