بعد أن حدد الأخ رئيس الجمهورية بداية تاريخ الحوار الوطني الشامـــل في يوم 18 مارس 2013م أي بعد شهر تقريباً من الآن. لم يتبق أمام كافة الأطراف اليمنية التي ستذهب إلى هذا الحوار إلا القيام باستغلال واستثمار هذا الزمن المتبقي حتى بداية تدشين ذلك الحوار في بلورة أفكارها ومشاريعها وتصورات برامجها ورؤاها للدولة المدنية الحديثة في بلادنا وذلك من خلال إقامة فعاليات فكرية ونقاشات ثقافية كالندوات والمحاضرات وورش العمل والبرامج المختلفة عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر الشبكة العنكبوتية وبرامج التواصل الاجتماعي وإشراك الناس وإدماجهم ضمن هذه الفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإعلامية الهامة والمهمة للمجتمع حتى تتلاقح الأفكار والرؤى الإبداعية لدى الناس فكما هو معلوم أن رأيين أفضل من رأي واحد وثلاثة أفضل من رأيين وهكذا كلما كانت هناك آراء كثيرة ومتنوعة كانت هناك إمكانية لاختيار أفضلها من اجل خدمة الوطن والمواطن ومستقبل الأجيال.. وأصبحت تلك الآراء نابعة من المجتمع ومعبرة عنه وعن تطلعاته وآماله ينبغي أن تناقش في تلك الفعاليات واللقاءات والندوات والمحاضرات التمهيدية للحوار والمحاور التي وضعتها اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني إلى أن يحين البدء بالحوار الوطني الشامل تكون النسب الممثلة للأحزاب والفئات والجماعات والشباب والمرأة وكل ممثلي المجتمع المدني وكل الأطراف الأخرى التي ستشارك في الحوار قد تهيأت واستوعبت برامجها ومشاريعها وتصوراتها للدولة المدنية الحديثة بصورة واضحة وجلية وسهلة وسلسلة حين دخولها في الحوار الوطن الشامل فلا يحدث نزاع أو خلاف أو شقاق أو قلاقل أو مشاكل أو مشادات كلامية أثناء النقاش والحوار الوطني وتكون سبباً في فشل هذا الحوار وعدم نجاحه أو تحقيق الأهداف المرجوة من ورائه وفي حالة فشله لا سمح الله تكون اليمن قد انزلقت إلى منحدر خطر والى فوضى وحرب واحتراب.و أن الهدف من وراء مناقشة البرامج والطروحات والمشاريع في تلك الندوات والمحاضرات وورش العمل قبل البدء بالحوار الوطني وداخل كل نسبة أو فئة تمثل أصحابها في الحوار الوطني فيما بعد الهدف منه الحصول على بعض النتائج المرجوة كاستغلال واستثمار الوقت الذي يسبق الحوار وإنضاج تلك المشاريع والأطروحات التي تناقش في الحوار واستيعابها جيداً لدرجة التمكين بحيث أنها تصل إلى الحوار وقد درست وغربلت وقلبت على كافة أوجهها حتى بلغت مرحلة الكمال النسبي والرضى والقبول والإقناع لدى أصحابها ولدى الناس فيما بعد عند الحوار الوطني الشامل وقطفت ثمارها ونتائجها التي تمثلت في استقطاب الكثير من أفراد المجتمع الذين سيقتنعون بأهمية الحوار كوسيلة حضارية سلمية راقية تفضي إلى حلول لمشاكل والقضايا الكبرى بدلاً من استخدام وسائل العنف والقتل والإرهاب والتصفية ورفض الآخر أو عدم الاعتراف به فلا بد من اقتناص فرصة الوقت المتبقي حتى نصل إلى الحوار الوطني واستغلاله واستثماره في تهيئة الناس المترددين في الانخراط في هذا الحوار وان يساهموا جميعاً في صنع وبناء الوطن وتغييره إلى الأفضل والأجمل والأروع.
|
ءات
بلورة الأفكار قبل بدء الحوار
أخبار متعلقة