فيصل العاطفي الهواجس جمع لكلمة هاجس بمعنى ( خاطر ) وهي ذلك النهر الذي ينبع من التفكير العميق مروراً بالعقل استقراراً في الفم الذي يعبر عنها بصفات متعددة وينشرها بأساليب مختلفة فعندما يخطر ببال الإنسان هاجس تراه يغرق في بحر الصمت والتفكير متعلقاً بحبل العقل فإذا ما أهمل ذلك الحبل ساده نوع من الهواجس المليئة بأقوال شاردة الذهن ينتابها نوع من الخيالات الخاطئة. فالإنسان إذا ما تحكم بقوة وشجاعة وإيثار في هواجسه وجعلها مرتبطة بالعقل والفكر فإنها تتحول من هواجس إنسان كامل بعقله إلى هواجس طفل ببراءته وهكذا نرى اختلافاً كبيراً في هواجس الإنسان الناضج بعقله وآدابه مع هواجس الإنسان قبل نموه ونضجه. الإنسان قبل نموه ونضاجة عقله يتكلم بكل ما يهجس باله كان خيراً أم شراً لأنه لا يعي ما يتكلم ولا يدرك ما يقول أما الإنسان البالغ الناضج لا يخرج كل ما يخطر بباله من خيالات و أوهام وأحكام بل يجعل من كلامه استناداً إلى قوة عقله وترجمة أفكاره.فلذلك نرى أن الإنسان المبدع والأديب دائماً يعيش في أحضان غابة مليئة بالأفكار والهواجس فإذا ما انخرط من تلك الغابة سرد كل ما لقيه من غرائب وعجائب ومتاعب. واحياناً يسرد هواجس الأحزان إذا غاص في بحر الأحزان واحياناً يتدجج بهواجس مليئة بأمطار من الهموم والغموم والكروب إذا طاف في ظلمات دجى ليل عميق السواد على شاطئ بحر كبير الامواج. واحياناً سحابة تتوجس في اوراقه فتمحو كل ما هجسه فكرة وتتوجه باوهام وخيالات يرى نفسه في سواً من أمره وعندما يعود إليه الهاجس الصحيح الذي غامر بحياته من اجل يكتشف أن الهواجس التي انخرط إليها كانت هواجس خادعة وماكرة. اذاً فالهواجس تخطر على بال كل إنسان فيجب على الإنسان إلا يتسرع بإدلائها حتى يعيد التفكير مرة تلو الأخرى في مضمونها.
|
ثقافة
الهواجس
أخبار متعلقة