خالد شفيق أمان عرفت عدن في مطلع القرن الماضي بالمدينة الحضارية الرائدة في مختلف المجالات، كماجتمع مدني راق تتوافر فيه مختلف المنشآت التي تقدم خدماتها للمواطنين عبر أدارات حديثة تعمل في ظل وجود مرفقي على مستوى من التصميم الهندسي الذي يسهل للمواطنين اقتناء وشراء احتياجاتهم اليومية من المواد الغذائية بيسر وسهولة ، مع تأمين الجوانب الصحية والبيئية والنظافة في جميع تلك المنشآت ، ومن هذه المنشآت الخدمية أسواق الخضار والفواكه واللحوم الطازجة والاسماك في عدن وفي مختلف مدنها ، حيت يوجد فيها عدد من هذه الاسواق التي شيدت قديما في كل من كريتر والمعلا والتواهي والشيخ عثمان ، وكان سوق الخضار والفواكه واللحوم والأسماك في مدينة كريتر هو أكبر الأسواق من حيث المساحة وحجم المبنى ، باعتبار أن هذه المدينة كانت في مطلع القرن الماضي تحتضن أكبر التجمعات السكانية والأسواق التجارية المختلفة التي تمون أسواق بقية المدن والمحافظات المجاورة .
سوق الخضار بالمعلا
[c1]سوق البلدية المركزي في كريتر [/c]الشرقي والغربي من السوق ، وهناك بابان جانبيان فرعيان وابواب اخرى جانبية وكذا ابواب من الجهة الشمالية يقدر عددها بـ 22 باباً ، خصص هذا السوق بقسميه لبيع اللحوم ومشتقاتها والاسماك بجميع انواعها ، وهناك ابواب خلفية تطل مباشرة وتؤدي الى سوق الخضار والفواكه الذي بني في الجهة الشمالية منه ، وفي السوق من الداخل يوجد اكثر من 600 مفرش تم بناؤها من الحجر الخاص المستحذم في الحديثه ، كمايوجدو في جهته الشمالية محال تجارية صغيرة .يرتفع سقف السوق المبني من الخرسانة المسلحة بنحو 15 مترا عن ارضيته ويتكون من عقود كبيرة حجرية ليساعد ذلك على التهوية الى جانب نوافذ كبيرة محيطة بالمبنى من جميع الاتجاهات ، كان السوق يضم كافة باعة اللحوم والاسماك والخضار والفواكه ، ولايوجد في تلك الايام كما هو اليوم باعة يفترشون الارض خارج السوق او يبيعون الاسماك واللحوم وسط احياء المدينة حفاضاً على نظافة البيئة وصحة المواطنين من الامراض والاوبئة .
سوق المعلا -صور قبل عقود
[c1]سوق الخضار والفواكه بكريتر [/c]واحد من الاسواق العتيقة ويقع في الجهة الشمالية الخلفية لسوق اللحوم والاسماك ، وتتصل به ابواب وممرات تربط فيما بينهما ليتزود مرتادو السوق جميع احتياجاتهم من اللحوم والاسماك والخضار والفواكه في آن ومكان واحد ، حالياً اقيم على انقاضه سوق (القات) الذي يعيش اليوم اوضاعاً متردية للغايةمن حيث النظافة والبيئة الملوثة والمجاري الطافحة بجانب مطاعم صغيرة شعبية افتتحت في جزء منه ، هنا دعونا نقول بكل صراحة انه لايوجد مقارنة على الاطلاق بين حالة الاسواق في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات ايضا وبين حالتها المزرية التي آلت اليها بعد عام 90م ، فمنذ هذا العام لم يتم ترميم هذة الاسواق بل تم تدميرها واحالتها الى مايشبه حظائر المواشي ، وربما تكون ايضا حظائر المواشي اكثر نظافة منها !!
سوق اللحم بكريتر
[c1] سوق البلدية في التواهي [/c] هو من اقدم الاسواق في عدن، حيث تم تشيده في عام 1896م ، ويتكون من مبنى حجري من دور واحد وبطراز معماري قديم، لتقديم خدمات مرتاديه من السكان المحليين والاجانب في تلك الفترة لشراء احتياجاتهم اليومية من الخضار والفواكه واللحوم والاسماك وغيرها ، تميز السوق في تلك الفترة بالنظافة وحسن التشغيل من قبل الادارة المتخصصة وموظفين وعاملين يشرفون بأستمرار على تشغيله وادارته ونظافته وللسوق بوابة رئيسية كبيرة وعدة ابواب فرعية صغيرة من جميع الاتجاهات ، ايضا بطبيعة الحال لم تصل اليه اعمال الصيانة والترميمات منذ عهود ، وتحول كغيره من الاسواق الى سوق للقات بأستثناء جزء بسيط منه لبيع اللحوم والاسماك والخضار والفواكه، اما حالته من حيث النظافة فحدث ولا حرج ، قمة في الاهمال المتعمد . [c1]سوق البلدية في المعلا [/c]انشئ هذا السوق في عام 1930م تقريبا، وهو شبيه من حيث مبناه بسوق التواهي ، ويحيط بهذا السوق سور صغير مبني من الحجر المنجور ، وله بوابات صغيرة بنيت بأشكال هندسية جميلة . يقع السوق في الشارع الخلفي لمدينة المعلا بجانب دار سينما المعلا المشهورة ، وهو كغيره من الاسواق بني ليقدم خدمات للمواطنين ويسهل لهم عملية التموين اليومية من الغذاء والطعام وغيرها من الاحتياجات كالخضار والفواكه. لايوجد اليوم في داخل هذا السوق باعة يمارسون نشاطهم التجاري ، بل تجدهم يفترشون الارصفة وجزءاً من الشوارع العامة المحيطة بالسوق ، ويتعدى ذلك وخصوصا في المعلا الى نزول باعة الاسماك الى الشوارع والاحياء السكنية الشعبية في مفارش غير صحية مضرة بالبيئة ومشوهة للمنظر العام الجمالي الحضاري للمدينة ، مدينة المعلا المجتمع الراقي بمدنيته التي يقع فيها ارقى واجمل الشوارع الرئيسية في المنطقة بعماراته ، هذا ايضا كغيره من الاسواق طالته يد الاهمال والعبث والطمس والسطو على اجزاء منه . [c1]سوق البلدية في الشيخ عثمان [/c] ايضا هو من الاسواق القديمة ، وقد شيد في بداية القرن العشرين على مساحة واسعة وسط مدينة الشيخ عثمان، وله عدة ابواب تسمح بدخول مرتاديه من السكان القاطنين في الاحياء السكنية الشعبية المحيطة به ، خصص هذا السوق ايضا لتلبية متطلبات واحتياجات المواطنين من اللحوم والاسماك والخضار والفواكه.[c1] مبنى شرطة الشيخ عثمان التاريخي[/c]يعتبر المبنى التاريخي الأثري الواقع في وسط مدينة الشيخ عثمان والذي كان يعرف الى فترة قريبة (بمركز شرطة المدينة) ، شيد هذا المبنى الأثري قبل نحو مايقرب من 120 عاماً ، ويرجح بعض المؤرخين فيما بين عامين (1884 ــ 1885م ) ، وهو مبنى ذات طراز فريد من حيث العمارة والتصميم الذي بني كحصن يتوسطه برج عال للمراقبة ، وشيد بالطوب الأحمر (الياجور) ، وفيما بعد تم بناء بعض الاستحداثات للمبنى من خلال اضافة مبنى للإطفاء وذلك بعد توسع البناء في المدينة وتزايد عدد السكان والمحلات وكان ذلك في مطلع القرن العشرين ،حالياً اصبح مهجوراً بعد نقل قسم الشرطة الى مبنى أخر ، الا ان كثير من ابناء المنطقة وبعض الشخصيات والمختصين والمهتمين بالتراث والمعالم التاريخية والاثرية نفذوا اكثر من وقفة احتجاجية لمنع عمليات السطو على هذا المبنى التاريخي الذي يعتبر رمزاً تاريخياً للمدينة ، وطالبوا الجهات المختصة في اكثر من مناسبة وندوة الى تحويل هذا المنبى الى متحف للشرطة وجزء منه كمكتبة عامة ومعرض للموروث الشعبي، الا ان هذة النداءات والمطالبات لم تلق الاستجابة .شيد هذا السوق في بداية الاربعينيات من القرن الماضي ، وتم تجديده وتوسعته في الخميسنيات ، وهو عبارة عن مبنى ضخم مقارنة ببقية الاسواق في المدن الاخرى في العاصمة عدن ، حيث صمم شكله الخارجي بطرازمعماري حديث يختلف عن بقية المباني التاريخية في المدينة ، ويتكون السوق من قسمين يظهران من النظر الى واجهته الامامية التي تتوسطها بوابه كبيرة بسلالم حجرية تتكون عشر عتبات .