كتبت/ دنيا هانيتتحول الصورة بين يديها إلى نبع لا ينضب من المشاعر والأحاسيس التي تتجسد في هذه اللوحات الرائعة.. تتمثل بالإحساس المرهف والإبداع الخلاق في أسلوبها.. عاشقة لفنها حتى النخاع تميزها روح المغامرة في خروجها عن المألوف للبحث عن الصورة الحقيقية واكتشاف ما وراء البرواز وذلك من خلال ما تجسده لنا من لوحات تعبر عن دواخلنا في صور تكاد أن تنطق وفرشاة ألوانها تكاد أن تتحرك..عنوانها التجديد والبحث المستمر في الخروج من نفس النمط المتكرر.. تجدها تجوب بين الخيال والواقع وبين الحلم والحقيقة بحثاً عن أبطالها الذين تجسدهم من خلال لوحاتها وفنها.. يقال عنها بأنها متناقضة في تصميم لوحاتها وما هي إلا مرآة شفافة تعكس نفسها داخل لوحاتها.. تحاول التعبير عن معاناة النفس البشرية وأملها في الخروج من هذه المعاناة من خلال خيط الأمل الذي ترسمه أناملها الساحرة لتعطي لنا المتعة في تأمل الصورة وما تخفي وراءها.. ومن خلال اطلاعنا على أعمالها في مراحل مشوارها المتتالية نجد بأنها صعدت سلم النجاح من أوله، البداية من الخيال والنهاية بالواقعية.. فعندما يصل الشعور الجمالي إلى قمته يكون الفنان غير واع بذاته بل يستغرق ويندمج في الموضوع حتى يقوم بإنهائه بشكل كامل ومتواز.في مسيرة حياتها تأثرت بالفنان «سلفادور دالي» المدرسة السريالية وتأثرها كان بالخيال ولهذا تجد لمحة سريالية في بعض لوحاتها، كما تأثرت بالفنان طلال النجار تقنياً في كيفية التعامل مع الألوان..معظم لوحاتها ومواضيعها اجتماعية وتخص جانب المرأة أكثر، فهي تحاول أن تعالج مشاكل المرأة في المجتمع وتشعر بأن اصدق تعبير عن مشاعر المرأة يكمن من خلال خطوط اللوحات التي ترسمها..وتعشق اللون الذي يفرض نفسه في لوحاتها..وفي كلمة سابقة لها قالت: أتمنى أن يرتقي هذا الفن على أيدي مبدعين شباب وأن يتفاءلوا من أجل الوصول إلى الإبداع وان يخلصوا للفن التشكيلي وألا يعتبروه وسيلة للوصول للمادة أو الشهرة ويجب على الفنان التشكيلي أن يكون صادقاً مع نفسه لكي يستطيع أن يصدق في ترجمة لوحاته..هي إذاً الفنانة التشكيلية اليمنية المبدعة ريمة قاسم من مواليد مدينة الرياض (المملكة العربية السعودية) عام 1969م. تحصلت على بكالوريوس تربية فنية من كلية التربية جامعة الملك سعود بالرياض 1992م.ولعشقها للفنون الجميلة عملت مدرسة للرسم لمدة أربع سنوات. ونظمت العديد من المعارض الفنية للأطفال في الرياض وصنعاء.شاركت ريمة في العديد من المعارض الجماعية المحلية والعربية والدولية.كما شاركت في العديد من الهيئات الفنية العربية والدولية وحازت العديد من الجوائز الفنية. وتعتبر من الأعضاء المؤسسين للعديد من الهيئات الفنية منها: جمعية الفنانين اليمنيين التشكيليين وعضو هيئة تحكيم جائزة رئيس الجمهورية للفنانين الشباب. وعضو مؤسس لجماعة الفن الحديث عام 1996م. وأيضاً عضو مؤسس لنقابة الفنانين التشكيليين اليمنيين عام 1997م. وعضو مؤسس لجماعة الفن المعاصر وأتيليه صنعاء عام 2001م.تعمل في وزارة الثقافة اليمنية - قسم الفنون التشكيلية. وتدير محترفاً خاصاً بها في مدينة صنعاء القديمة.أقامت المعرض الشخصي الأول لها في مؤسسة العفيف الثقافية عام 1996م.وحصلت على الجائزة الثانية في الملتقى الأول للفنون التشكيلية صنعاء وعدة شهادات تقديرية في العام نفسه.قامت بالعديد من الأعمال منها ورشة عمل مع فنانين من فرنسا وألمانيا وأخرى مع فنانين يمنيين وإيطاليين في أتيليه صنعاء. وفي عام 2004م أقامت ورشة عمل جدارية للوحة السكانية وورشة عمل مع يمنيين ونمساويين في أتيليه صنعاء. وأقامت معرض جماعة الفن المعاصر في فيينا ( النمسا ) ومعرض جماعة الفن المعاصر أبها ( المملكة العربية السعودية في عام 2005م.
|
ثقافة
التشكيلية ريمة قاسم.. عمق التجربة الحقيقية والنظرات العقلانية المتوازنة
أخبار متعلقة