[c1]إيران وعملية السلام تتصدران زيارة أوباما[/c] منذ الإعلان عن اعتزام الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارة إسرائيل خلال مارس/آذار القادم، انشغلت الصحف الإسرائيلية بتناول أبعاد الزيارة وأهدافها مسلطة الضوء على ملفين سيتصدران جدول الأعمال وهما إيران والمسيرة السلمية.[c1]ملفان أساسيان[/c]ففي خبرها الرئيسي قالت صحيفة يديعوت إن أوباما سيوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضرورة عدم مهاجمته إيران وأن يفسح المجال للحديث بهدوء، مضيفة أن نتنياهو يُعدّ منذ الآن الأرضية للزيارة، بل إنه عرض أمس في جلسة الحكومة المواضيع التي ستطرح للبحث في ذلك اللقاء وهي التهديد الإيراني والتهديد السوري والمفاوضات مع الفلسطينيين.وأضافت الصحيفة أنه من ناحية أوباما فإن السبب الأساسي للزيارة هو تهديدات إسرائيل بمهاجمة إيران من أجل إحباط -وإن كان بشكل مؤقت- قدرتها على بناء قنبلة نووية في المستقبل، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي سمع تصريحات نتنياهو بأن الربيع القادم سيكون حرجا بالنسبة للبرنامج النووي للجمهورية الإسلامية ويخشى أن تصبح الأقوال واقعا فيأمر رئيس الوزراء طائرات سلاح الجو بالهجوم.ووفق الصحيفة فإن أوباما يعتزم الإيضاح لنتنياهو في اللقاء بينهما أنه يتوقع منه التعاون الكامل مع المساعي التي تقودها الولايات المتحدة للوصول إلى تسوية مع إيران بوسائل دبلوماسية وحملها على الامتناع عن تطوير قنبلة بالطرق السلمية.وإلى جانب التهديد الإيراني وفقا للصحيفة، فإن المسألة الفلسطينية هي الأخرى ستطرح على البحث، ومن المتوقع لرئيس الوزراء أن يسمع رسالة قاطعة بأنه إذا واصلت إسرائيل سياستها في المناطق الفلسطينية ولم تمض قدما في الاتفاق مع الفلسطينيين فستُفرض عليها عقوبات شديدة.من جهتها ذكرت صحيفة معاريف أن التقديرات في الولايات المتحدة تشير إلى أن في نية الرئيس أوباما التركيز ليس فقط على إيران وسوريا، بل سيحاول أيضا دفع المسيرة السلمية إلى الأمام بما في ذلك الإعلان عن سلسلة بوادر حسن نية تجاه الطرف الفلسطيني تتضمن تجميد البناء في المناطق.ونقلت عن صحيفة نيويورك تايمز أن من بين البوادر تحرير 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية كانت قد جمدت في الولايات المتحدة، وإمكانية نقل جزئي للسيطرة في مناطق معينة في الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية، وكذلك تحرير سجناء فلسطينيين محتجزين في إسرائيل.غير أن النقطة الأهم والأكثر حساسية -كما تقول الصحيفة- تتعلق بتجميد محتمل للبناء في المستوطنات ضمن صفقة مقابل تراجع الفلسطينيين عن نيتهم استغلال مكانتهم الجديدة في الأمم المتحدة لرفع دعاوى ضد إسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي.[c1]دفع التفاوض[/c]من جهته دعا يوسي بيلين في صحيفة إسرائيل اليوم الرئيس الأميركي إلى الدفع قدما ببدء التفاوض السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين فورا للتوصل إلى اتفاق جزئي يسبق التسوية النهائية وأن يعمل على إشراك الدول العربية في ذلك.وأضاف أن أوباما يستطيع أن يُبين موقفه المفصّل الذي يعارض بناءً إسرائيليا في المناطق الفلسطينية والخطر الذي يحدثه على مستقبل إسرائيل باعتبارها دولة يهودية وديمقراطية إلى جانب الإضرار بقدرة الفلسطينيين على إنشاء دولة قابلة للحياة في هذه المناطق.وخلص إلى أن أوباما لن يجلب معه خطة سلام جديدة، لكنه سيجلب تجديدا فوريا للمحادثات وتحديدا لهدف جديد هو دولة فلسطينية في حدود مؤقتة بدل تسوية دائمة الآن، موضحا أن إشراك الجامعة العربية في هذه المسيرة يمكن أن يجعل الزيارة علامة طريق مهمة جدا للمسيرة السياسية في منطقتنا. من جهته يرى إسحق ليئور في صحيفة هآرتس أن الضغط الدولي الصادق يستطيع أن «يزحزح إسرائيل عن تمسكها بمشروع الاستيطان الآثم وهذا ما يجب على باراك أوباما أن يفعله»، مضيفا أنه «حان الوقت لحث المجتمع الدولي على مكافحة رفض إسرائيل التخلي عن المناطق المحتلة وسكانها الذين لا صوت لهم في ديمقراطيتنا». المعارضة الشديدة لمرسى ذكرت الإخوان بأن الوصول إلى السلطة يختلف تمامًا عن الحكمنشرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية فى عددها الأسبوعى تقريرا مطولا عن حكم الإسلاميين فى مصر وتأثيره على المنطقة، وقالت إن المعارضة الشديدة، التى يواجهها الرئيس محمد مرسى الآن تذكره بواحدة من بديهيات التاريخ، ولا سيما فى الشرق الأوسط الحديث، وهى أن الوصول إلى السلطة يختلف تمامًا عن الحكم. فقبل سبعة أشهر فقط، تضيف الصحيفة، بدا أن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين قد ألهموا أمثالهم من المغرب، وحتى جنوب الفلبين، ليكونوا على قمة السلطة.. فقد أصبح مرسى زعيم أكبر دولة عربية، والسياسى الإسلامى الأكثر نفوذًا فى التاريخ. وخلال 17 شهرا منذ سقوط مبارك وحتى انتخاب مرسى، انتقل الإخوان من انتصار انتخابى إلى آخر.. وتساءل كثير من الناس عما إذا كان عصر الهيمنة السياسية للإسلاميين قد وصل إلى المنطقة ليحل محل الأنظمة الديكتاتورية العلمانية، التى كانت سمة أغلب القرن العشرين. لكن اليوم، اختلف الأمر، فقد أسفرت أشهر من معارضة حكم مرسى عن دخول المتظاهرين والجماهير الغاضبة فى معركة مع قوات الأمن الحكومية فى جميع أنحاء البلاد تقريبًا فى أواخر يناير الماضى، فى القاهرة وبورسعيد ومدن قناة السويس، التى تعد شريان الحياة الاقتصادى لمصر. وتتابع الصحيفة قائلة، إن ما حدث بلا شك هز ثقة مرسى وكل من توقع من حوله أن الإخوان سيرتاحون فى السلطة ويبدأون فى تحقيق حلمهم منذ أمد طويل بجعل مصر دولة تعتمد على القرآن بدلا من التاريخ الحديث فى صياغة قوانينها ومؤسساتها، وفقا لما تقول الصحيفة. ولا يقتصر عدم الثقة فى الشارع على مصر وحدها فى المنطقة، وكذلك فإن التحديات الاقتصادية والتعليمية لا تواجهها هى فقط.. ففى سوريا، تركت الحرب الأهلية البلاد فى حالة يرثى بها، ولو فازت المعارضة، فإن وصول الإسلاميين للحكم سريعًا أقل احتمالا عما كان عليه الحال فى مصر. وترى ساينس مونيور، أن ما يحدث فى مصر سيقدم خارطة طريق والإلهام وربما تحذير للجماعات الإسلامية الأخرى فى سوريا إلى المسلحين الإسلاميين فى لبنان وليبيا. والإسلاميون فى جميع أنحاء العالم العربى يتقدمون بعد عقود من القمع الحكومى والتهميش، وهو ما يثير التساؤلات فى بعض الدوائر عما إذا كان ما حدث من ثورة إسلامية فى إيران سيتكرر بعد 30 عاما مع اختلاف سنى. وتؤكد الصحيفة أن مصر تظل الجائزة الكبرى، فهى منبع الحركات السياسية الإسلامية الحديثة، ومحور فى السلام البارد مع إسرائيل منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد. وتذهب الصحيفة على القول إن حالة الاستياء داخل مصر وحقيقة أن مرسى فاز بنسبة 51% فقط من الأصوات فى الانتخابات الرئاسية تدلان على أن ما يمكن أن يبدو فى بعض الأحيان صعودا إسلاميا سنيا فى المنطقة هو فى الحقيقة تنافس شديد ومثير للجدل.. وليس مضمونا أن يقود الإخوان مصر بعد عقد من الآن، وليس مضمونا أيضا أن يفعل حلفاؤهم الأيديولوجيون الأمر نفسه فى ليبيا وتونس أو فى سوريا. وفى دوائر صناعة السياسة الأمريكية، يتم التعامل مع هذا بخوف وارتباك حول ما إذا كانت الديمقراطيات الإقليمية الدائمة يمكن أن تصعد تحت قيادة جماعات مثل الإخوان المسلمين، وما إذا كانت الترتيبات الأمنية القائمة يتم قلبها، بل حتى ما إذا كان عهد جديد من المواجهات بين العرب والغرب يلوح فى الأفق. وتقول تمارا كوفمان ويتس، مدير مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط فى معهد بروكنجز، إن مصير مصر سيكون مؤثرا بشكل كبير على مصير المنطقة.. وأضافت أن مصر بالنسبة لأوباما والولايات المتحدة هى المكان الذى يوجد به المخاطر. ومن جانبه، يقول ستيفين كوك، الخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إن هناك إحساسا قويا بالارتباك حول كيفية بناء علاقة جديدة مع مصر.. ففى واشنطن وعند مستوى ما، هناك اعتراف بأن هناك تغييرا هائلا، وعند مستوى آخر لا تزال الأمور تجرى كما كانت تجرى من قبل.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة