فيما الجامعة العربية تعتبر تواجد باخرة الأسلحة مساساً بسيادة اليمن
صنعاء /القاهرة/ سبأ :التقى وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي امس بصنعاء سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بصنعاء محمود حسن علي زاده. وتناول اللقاء قضية السفينة (جيهان 1 ) التي ضبطت في المياه الإقليمية اليمنية، والقادمة من إيران . وفي اللقاء أكد وزير الخارجية أن الحكومة اليمنية لن تسمح بالتدخل في شئونها الداخلية من أي طرفٍ كان، أو أن تصبح أراضيها مكاناً للحروب بالوكالة.. كما طلب تفسيراً من الجانب الإيراني حول السفينة.
إلى ذلك عبرت جامعة الدول العربية عن قلقها لما كشفته الحكومة اليمنية من معلومات خطيرة حول باخرة الأسلحة الأجنبية التي ضبطتها مؤخرا، واعتبرت تواجد هذه الباخرة في المياه الاقليمية اليمنية مساساً بأمن وسيادة اليمن.وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى في بيان له مساء امس : «نحن قلقون من المعلومات الخطيرة التي أعلنت عنها الحكومة اليمنية والمتمثلة في حجزها باخرة أسلحة أجنبية في المياه الاقليمية اليمنية».
وأضاف: «نعتبر تواجد هذه الباخرة في المياه الاقليمية اليمنية مساساً بأمن وسيادة اليمن، واعاقة للجهود المبذولة لتنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية».وأكد الدكتور العربي أن جامعة الدول العربية تتابع باهتمام طلب الحكومة اليمنية من مجلس الأمن تسليط الضوء على هذه الحادثة وكشف كافة المعلومات المتعلقة بها.وكان وزير الداخلية اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان قد كشف عن أن شحنة الأسلحة التي ضبطت مؤخرا على متن السفينة «جيهان 1» في المياه الإقليمية اليمنية بمحافظة المهرة كانت قادمة من إيران وتحمل على متنها صواريخ وأسلحة ومواد شديدة الانفجار بغرض إدخالها إلى الأراضي اليمنية .
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أمس الأول بصنعاء ومعه رئيس جهاز الأمن القومي الدكتور علي حسن الأحمدي ورئيس مصلحة خفر السواحل العميد علي احمد راصع وعدد من القيادات الأمنية. واستهل الوزير قحطان المؤتمر بتوجيه تهنئة إلى الحكومة والشعب الإيراني بمناسبة العيد الوطني الإيراني.وقال مخاطباً الشعب الإيراني : «إن اليمن بلد مسلم واليمنيين بحاجة لشحنات من الأغذية وليس شحنات من المواد المتفجرة والأسلحة التي تدمر الأرض والإنسان».
وأضاف: « إن اليمنيين تواقون للوصول الى مؤتمر الحوار الوطني المؤمل منه ان يرسي دولة مدنية تحترم حقوق الانسان وتراعي المواثيق الدولية وتحقق للشعب اليمني طموحه وآماله».. مشيراً إلى ان شحنة الأسلحة والمتفجرات التي ضبطت على متن السفينة «جيهان1» تعد من أخطر الاسلحة لما تحتويه من مواد متفجرة ولو وصلت الى التجمعات السكانية التي كان مهربوها ينوون إيصالها إليها لأودت بحياة الملايين من أبناء الشعب اليمني المسلم» .بدوره أكد رئيس جهاز الأمن القومي أن اليمن يعاني كثيراً من عملية تهريب السلاح ، مشيراً إلى ان كل شحنات الأسلحة المهربة لليمن مضرة بشكل كبير بالأمن القومي للجمهورية اليمنية وهي شحنات لا يمكن ان يتم تهريبها بواسطة التجار والمخربين وإنما وراءها جهات نظامية وهي اسلحة مخصصة للتفجير والتصفية والقتل عن بعد وشملت صواريخ ارض جو وهذا ما يرجح أن تكون وراءها جهات نظامية.
ولفت إلى أن التحقيقات ماتزال جارية بخصوص هذه الشحنة والشحنات الأخرى التي تم ضبطها وسيتم اطلاع الرأي العام على نتائج التحقيقات التي سيتم التوصل اليها .وقال الاحمدي :»إن هذه الشحنات تختلف كليا عن الشحنات التي تهرب ربما لغرض المتاجرة بالسلاح وعادة ما تحتوى على المسدسات والاسلحة الآلية الخفيفة».. مبينا ان هذه الشحنة اكدت بجلاء استمرار المخططات التآمرية للاضرار باليمن وأمنه واستقراره .وأكد رئيس جهاز الأمن القومي أن اليمن سيحتفظ بحقه في الدفاع عن مواطنيه وأراضيه وسيعمل على مقاضاة أي جهات يثبت تورطها في استهداف أمن اليمن أو التدخل في شؤونه الداخلية .
إلى ذلك اوضحت وزار ة الداخلية في بيان تلاه مدير عام العلاقات والتوجيه المعنوي بالوزارة العميد الدكتور محمد القاعدي خلال المؤتمر الصحفي أن قوات خفر السواحل اليمنية وباسناد من القوات الدولية تمكنت في 23 يناير المنصرم من ضبط سفينة تحمل اسم «جيهان 1» عند دخولها المياه الاقليمية اليمنية الشرقية في محافظة المهرة بعد ان توفرت معلومات لدى الاجهزة الاستخبارية والأمنية بأن السفينة تحمل مواد متفجرة واسلحة .. مؤكدة أن السفينة كانت قادمة من ايران وعلى متنها ثمانية بحارة يمنيين.وأوضح البيان انه تم ضبط السفينة وهي متجهة الى السواحل اليمنية لتفريغ حمولتها في نقطة معينة بالقرب من منطقة قصيعر بغرض تخزينها فيها ومن ثم نقلها الى وجهتها في الداخل .. مبينة أنه تم اقتياد السفينة من قبل خفر السواحل من موقع ضبطها في محافظة المهرة الى محافظة عدن.
وتابع البيان «وعند تفتيش السفينة تبين انها كانت محملة بحوالي 73 طناً من مادة الديزل ونحو 40 طناً من الاسلحة والقذائف والمتفجرات حيث يوجد بالسفينة عدد سبع فتحات منها ست فتحات تحتوي على كمية الديزل والسابعة تحتوي على كمية من الماء وفي احدى خزانات الديزل عثر على قناة ضيقة توصل الى الخزانات التي وضعت الاسلحة بداخلها وهي أربعة خزانات منفصلة عن خزانات الديزل مغطاة بصفائح حديدية يصعب اكتشافها ».وأشار البيان إلى أن الدوريات العمانية كانت اوقفت السفينة في المياه الإقليمية العمانية للاشتباه بها ولكنها لم تكتشف مخابئ السلاح.. موضحا أن من يصعد إلى السفينة يعتقد بأنها عبارة عن صهريج لنقل الديزل غير ان المعلومات الاستخبارية الدقيقة حول هذه الاسلحة هي التي أدت Nلى اكتشاف هذه الاسلحة .
واستطرد البيان : « وبعد اكتمال عملية شفط الديزل تم تفريغ السفينة من الاسلحة والمتفجرت التي شملت ، 133 دبة سعة الواحدة 20 كجم تحتوي على مسحوق مادة متفجرة (RDX) بكمية 2660 كجم ، 50 صندوقاً تحتوي على اكياس سعة «25 كجم بداخلها مسحوق مواد متفجرة «سوربيتول» بكمية 1250 كجم ، 150 صندوقاً تحتوي على اكياس سعة 20 كجم بداخلها مسحوق تفجير بكمية 3000 كجم ، أكياس تحتوي على 16716 قالباً بداخله مادة متفجرة «C4» شديدة الانفجار ، صناديق تحتوي على عشرين صاروخ أرض جو صناعة ايرانية، صناديق تحتوي على 18 صاروخ كاتيوشا صناعة Nيرانية، 100 قاذف آر بي جي ، 316 ألف طلقة آلي عيار 62. 7 ، 12495 طلقة ذخيرة دوشكا عيار7. 12، 124080 طلقة ذخيرة تشيكي عيار 62. 7 ».
وأردف قائلاً:« كما احتوت شحنة الاسلحة المضبوطة على 66 كاتم صوت طويلاً وقصيراً ، خمسة نواظير استطلاع بعيدة المدى ، خمسة نواظم مدفعية مع ركائزها، 50 ناظور بـ 8 «ناظور القائد» ، عشرة نواظير استطلاع ليزرية صناعة ايرانية ، 5 نواظير تسديد خاص بالمدفعية، 48 ناظوراً ليلياً صناعة روسية ، 90 بوصلة، 200 جهاز تفجير كهربائي ، 800 صاعق لتفجير العبوات الناسفة ، كمية كبيرة من مواد تجهيزات صناعة العبوات الناسفة (أجهزة تفجير - مؤقت تفجير - فيوزات - مواصلات - كابلات) ، 800 كبسولة تفجير، 402 حقائب تفجير متكاملة.. بالاضافة الى 50 منظومة تفجير «دوائر كهربائية» , و200 وحدة تحكم بالتفجير عن بعد ، 310 أجهزة تعريفية للمتفجرات، 132 توصيلة للأجهزة المفجرة ، 186 جهازاً من اجهزة التفجيرالنافذة» .واشار البيان إلى ان الأجهزة الأمنية مازالت مستمرة في التحقيق مع طاقم السفينة وسيتم اطلاع وسائل الإعلام والرأي العام على نتائج هذه التحقيقات حال اكتمالها.. لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية تحقق في مصير شحنات سابقة من نفس المصدر دخلت الى البلاد في شهر مايو من العام المنصرم.واوضحت وزارة الداخلية في البيان ان ضبط هذه الشحنة جاء عقب عمليات ضبط سابقة لشحنات أسلحة ومعدات تصنيع للأسلحة والمتفجرات أثناء محاولة إدخالها إلى الأراضي اليمنية .. مذكرة في هذا الشأن أن السلطات الجمركية والاجهزة الأمنية احتجزت حاويتين في ميناء عدن تتضمنان قضبان وأنابيب ألمونيوم وألواحاً نحاسية ذات مقاسات مختلفة وهي مواد تدخل في صناعة المقذوفات والمتفجرات بالاضافة إلى مكابس يمكن استخدامها في كبس المقذوفات المتفجرة والمضادة للدروع.وقالت :» كما تمكنت الاجهزة الأمنية بمطار صنعاء في نهاية يوليو من العام 2010م من ضبط شحنة قادمة من تركيا عبارة عن مواسير «حلزونية من الداخل» تستخدم في صناعة الأسلحة الخفيفة ، وفي شهر نوفمبر من العام 2012م تمكنت جمارك ميناء عدن بناء على معلومات استخبارية من ضبط حاوية تحتوي على عدد كبير من المسدسات قادمة من تركيا مخفية في كراتين بسكويت، وفي ديسمبر من العام نفسه تمكن رجال الأمن في النقطة الأمنية بمديرية حيس من ضبط سيارة «نوع دينا» تحمل عدد (5531) مسدساً وقد أحيلت القضية إلى النيابة ، تلتها في ذات الشهر عملية ضبط سفينة تدعى «يوس» تحمل علم مالدوفيا في ميناء المكلا وعلى متنها شحنة من الذخائر المختلفة وتم التحقيق مع طاقم هذه السفينة وهم حالياً قيد المحاكمة ».ودعت وزارة الداخلية الاخوة المواطنين إلى أن يكونوا حراساً وسنداً لإخوانهم رجال القوات المسلحة والأمن في مكافحة التهريب بكل أشكاله وأنواعه والإبلاغ عن عناصر وشبكات التهريب والتخريب.. منوها بيقظة رجال الأمن البواسل وأبطال القوات المسلحة الذين ضبطوا هذه الشحنات بجانب ضبط شحنات للمخدرات كان أبرزها كمية كبيرة من الهيروين اكتشفت في ميناء الحديدة .وكانت الجمهورية اليمنية قد تقدمت بطلب رسمي إلى لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي للمساعدة في التحقيق بشأن شحنة الأسلحة المضبوطة في المياه الإقليمية اليمنية .حيث سلم مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، رسالة من الحكومة اليمنية إلى السيد غاري فرنسيس كوينلان رئيس لجنة مجلس الأمن المنشأة بموجب القرار رقم 1737 بشأن فرض عقوبات على إيران . وتضمنت الرسالة طلب الحكومة اليمنية من لجنة مجلس الأمن المساعدة في التحقيق بشأن شحنة الأسلحة التي تم ضبطها في المياه الإقليمية اليمنية والمشتبه بقدومها من ايران .