منذُ خلق الله الأرض حتى يرثها ومن عليها يظل الإنسان هو المخلوق الوحيد المكرّم من لدن خالقه ورازقه ومحييه ومميته، ولأنه خليفته فهو مأجور على أعمال الخير وأفعال الإحسان خاصة تلك التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتدل على المحبة والألفة والتراحم والعفو والتسامح والتصالح...هذا النوع من الناس موجودٌ يعرفهم ويتذكرهم الآخرون بخصال طيبة الذكر ومناقب فريدة ،وقد عُرفوا بالبساطة في عيشهم وحياتهم وخفة دم في كلامهم وأسلوب حديثهم .والفقيد العميد / علوي بن محمد عبدالله هزم واحد ممن أشرتُ إليهم أعلاه، تألمتُ كثيراً لرحيله، لكنه قضاء الله وقدره الذي لا مناص منه ــــ هاتفني بالخبر المصاب الجلل ــــ أخونا وزميلنا العزيز المقدم متقاعد/ صالح بن قائد ناصر العلوي الردفاني ، الذي ظهر عليه الحزن والأسى ــ من خلال صوته المبحوح فقال لي ساعتها: يا بن حليس لقد مااااات صاحبي ورفيق عملي علوي هزم .. ثم أجهش بالبكاء فأغلق السماعة،،أدركت لحظتها مكانة الفقيد هزم في قلب بن قائد ناصر، ثم عاودت الإتصال لأعزيه ونفسي حتى قال لي :فعلاً لقد كان صاحبي لا يحمل في قلبه حقداً ولا ضغينة حتّى لمن اختلف او اختلفوا معه، وكان جسوراً في طرح ملاحظاته التي تخدم العمل الأمني ، فضلاً عن نظافة يده، كان يمتاز باسلوبه الحازم في امور العمل البحثي الذي عمل به وقدم له بإخلاص جهده الكبـير وخبـرته التي أكتسبها منذ تعرفت عليه عـام 1980م- عندما أتى للعـمل فــي مباحث عــدن قادما من حضرموت...!!أما أنا كاتب السطور فقد عرفت وتعرفت على الفقيد مطلع ثمانينات القرن الماضي عندما كنت مجنداً بأمن عدن , وكانت علاقتنا علاقه اخ اكبر بأخيه الاصغر لاتخلو من النصيحة وظلينا كذلك رغم الظروف التي باعدت بيننا اما للدراسة أو لاحداث جرت!!.كان علوي رحمة الله عليه وطيب ثراه واسكنه فسيح جناته وألهم اهله وذويه ورفاق عمله الصبر والسلوان .. كان يقول لي دائما (انا معجب بكتاباتك, فاستمر وربنا يوفقك وصدقني ماضاقت الا وفرجها الله ).رحمة الله عليك يابن هزم واسكنك فردوس الجنة الاعلى.
أخبار متعلقة