لم أكن من أنصار تلك المقولة التى رددها الكثيرون بعد ثورة 25 يناير عام 2011، وكيف أن مصر قبل 25 ليست مصر بعد 25! كانت العبارة تثير دهشتى ومخاوفى مما تخبئه وراءها من حالة إلهاء تسعى لإخفاء عيوبنا وقضايانا التى كان علينا مواجهتها.تذكرت تلك العبارة فى ظل الذكرى التى حلت حاملة معها الغضب أمواجاً وراء أمواج بين جموع المصريين التى خرجت فى عدد من محافظات مصر لتعبر عن رفضها للمشهد السياسى الحادث الآن. وبالمصادفة وقع بين يدى مقطع من حلقة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، طويل العمر يزهزه عصره وينصره على من يعاديه هاى هئ، مع منى الشاذلى فى برنامج العاشرة مساءً فى العام 2010. فالرجل بالفعل الذى سمعته فى المقطع شىء والموجود بيننا الآن شىء آخر. المرشد الأول الذى تحدث فى الفيديو رفض على سبيل المثال التعليق على أحمد عز وسيطرته على مقدرات الأمور فى الحزب الوطنى بدعوى أن الإمام حسن البنا أوصى بعدم تجريح الأشخاص أو الهيئات! أى والله عدم التجريح، هكذا قال مرشد الجماعة قبل 25 يناير، لكنه بعد 25 يناير اتهم الهيئة العسكرية الممثلة بجيش مصر بالفساد، ثم تراجع عن كلامه مبرراً ما قال بالإعلام الخبيث الذى حرف كلامه! وتتعجب وأنت تسمع لكلام المرشد قبل 25، عن أسلوب اختيار المسئولين فى الدولة وكيف أن الكفاءة هى المعيار الرئيسى للاختيار.. أتسمعون «الكفاءة» هى المعيار الرئيسى للاختيار، وليس الموالاة ولا الخضوع ولا المهارة فى السمع والطاعة. ليس هذا وحسب، بل إن الحاكم لا يقتصر دوره على اختيار الأكفأ، بل متابعة أدائه فإن استشعر فيه الفشل أو خيبة الأداء فعليه تغيير هذا المسئول!!!ويواصل بديع إبداعه الذى فاق حدود الإبداع وربما جعله هدفاً للحاسدين، فيقول ويقسم أن الإخوان غير ساعين للسلطة وأنه يتمنى الجلوس مع الحزب الوطنى طالباً منه جمع كل القوى السياسية لأن بها شخصيات قادرة على خدمة مصر والارتقاء بها!!! ألم أقل لكم إن بديع قبل 25 غيره بعد 25. تستشعر وأنت تستمع لكلماته بالحكمة تنهال منها وتتمنى لو كنت أنت وكل المصريين حزباً وطنياً كى يسعى المرشد للجلوس والتواصل معنا. ليت المرشد يعيد سماع ذاته وكلماته ويمنح نفسه الفرصة للمراجعة قبل فوات الأوان. ليته يتدارك أخطاء العامين الماضيين وما جرى بهما ويعود لنا ذات المرشد الذى تحدث ببراءة قبل 25. ليته يدرك أن اختياره لمرسى وتفضيله على الشاطر رئيساً لمصر، خوفاً على الجماعة من ديكتاتورية نائبه، لم تمنح مصر مسئولاً كفئاً يمكنه العبور بالبلاد والعباد لبر الأمان. ليته يدرك أن اختيار مرسى بات أفضل تعبير عن نظرية الأوانى المستطرقة التى ينتقل منها الفشل من أنبوب لآخر بسهولة ويسر أحالت حياة المصريين لكوارث يومية. ليته يعلم أن اختباءه هو ورجاله ورئيسه «المُرسى» يوم جمعة الغضب بدعوى أنهم لن يشاركوا فى الاحتفال!! لن يرحمهم من غضب المصريين طويلاً حتى ولو طال الوقت. كما لن توفر لهم المظلة الأمريكية الأمن والأمان الذى يتوهمونه فكما قال مبارك «المتغطى بالأمريكان عريان». يا مرشد الجماعة الذى غير جلده بعد 25.. عفواً.. أعنى أظهر جلده الحقيقى بعد 25.. اعلم أنك تركب قرارك أنت وجماعتك وأن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة وأن غرور عشيرتك بقوتها وعلاقتها وصل بكم لطريق اللاعودة فباتت فى موقف «يا قاتل يا مقتول».. اعلم هذا ولكن أقول كلمتي لعلك تدرك أزمة مصر اليوم بكم وبغيركم وكيف بتنا على شفا حفرة من نار لن ترحم ولن تفرق بين إخوانى وليبرالى أو سلفى، كما لن تقصى أحداً. ستجمعنا بعد أن عز اللقاء. فهل تفهم؟ [c1] كاتبة مصرية [/c]
|
تقارير
«بديع» قبل 25 غير «بديع» بعد 25
أخبار متعلقة