عبد الرحمن عبد الحكيم[لا يوجد نمط فقرة][فقرة بسيطة]عند ما يبلغ الإنسان سن التقاعد يتوجب عليه أن يتكيف مع حياة جديدة لم يألفها وأوقات طويلة من الجلوس مع النفس ومع الآخر أي مع الزوج أو الزوجة إن كان على قيد الحياة. فالشخص الذي يعمل يومياً في حدود ثماني ساعات ويقضي الطريق إلى العمل ذهاباً واياباً ساعة كاملة إذا جاء التقاعد مع ما فيه من إحباط ومنغصات وشعور بعدم الجدوى فعلى الزوجين الجلوس مع بعضهما البعض ساعات طويلة لذا يسود بينهما جو من التوتر النفسي والمشاحنات والحديث عن أشياء كثيرة كانا لا يجدان متسعاً من الوقت للحديث عنها وإذا بهما يجدان الوقت كله للتخاصم حولها. ومن ثم تبدأ المشاحنات في بيت خالٍ من الأبناء الذين هجروا البيت وكونوا اسراً جديدة وصاروا لا يتذكرون الأبوين إلا في المناسبات. وقد يحدث الطلاق بين الزوجين في هذه السن المتأخرة وهو أمر يدعو إلى الحزن والألم أكثر مما يدعو إلى الاستغراب أو السخرية ولهذا من الأفضل أن يفكر الزوجان ويستعدا لهذه المرحلة القاسية و أول مايجب التفكير فيه هو استثمار هذه الطاقات المعطلة للمتقاعدين في أعمال لخدمة المجتمع من خلال مؤسسات اجتماعية للاستفادة من فائض الوقت لدى المتقاعدين كما أن على أصحاب الخبرة منهم تقديم هذه الخبرة كل في مجال اختصاصه لمجتمعه وعدم الركون إلى السكينة خلف جدران المنزل حيث ليس هناك أي سكينة فنجد أن هذا المتقاعد يسيطر عليه الملل وهو في منزله وكأن الدنيا قد انتهت بعد خروجه للتقاعد ويتعرض لمختلف الظروف كالمرض والكآبة وتتغير ايضاً حالته النفسية وبهذه الطريقة التي سلكها يكون قد قضى على ما تبقى له من العمر. لذا من واجبه الخروج لممارسة حياته الطبيعية ويعمل في المجال المتخصص به سواء كان رجلاً أو امرأة ليجد نفسه في الحياة وينظر إليها نظرة جميلة ليتمكن من العيش فيها بسلام وأمان واطمئنان.
|
المجتمع
التكيف مع سن التقاعد
أخبار متعلقة